نظير عياد «ابن مدرسة الطيب».. فصول في مسيرة المفتي الـ20 لمصر
الدكتور نظير عياد- مفتي الجمهورية
بين أروقة الأزهر الشريف، وداخل كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم التالبعة للجامع، لم يكن الطفل الهادئ المعروف بين أقرانه باسم نظير محمد محمد، يعلم أنّه سيعلو شأنه وتسمو مكانته العلمية، ليصبح بعد عقود محل اهتمام واسع وينال ثقة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ليصبح امتدادا لمدرسته في العقيدة والفلسفة، ويتقلد منصب مفتي الديار المصرية، ليحجز لنفسه مكانا مهما في سجلات التاريخ الإسلامي المصري، ويدون اسمه بين رجال الدين الذين تولوا المنصب ذاته على مدار أكثر من 10 عقود.
نظير محمد محمد عياد، هو المفتي العشرون لجمهورية مصر العربية، فعلى الرغم من رحلة عطاء حافلة بالتدريس في الجامعات المصرية والعربية المختلفة، إلاّ أنّ «عياد» البالغ من العمر 52 عاما، وتعود أصوله إلى قرية إبشان في مركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، كانت جهوده حاضرة وبصماته مميزة وأفكاره تنفذ على أرض الواقع، عبر تدشين عدد من الأنشطة والإشراف عليها أو المشاركة الفعالة فيها، إذ كان عضوا ببيت العائلة المصرية، الذي عمل على تطويره، بالإضافة إلى الانخراط في الأنشطة المدنية، فكان أحد أعضاء فريق حماية البيئة ومكافحة الإدمان بوزارة الشباب، ولم تشغله تلك المهام عن الإسهامات العلمية فقد أثرى المجلات العلمية بالكثير من المؤلفات التي تزيد عن ثلاثين مؤلفًا في تخصصات متنوعة.
لم يتوقف شغف المفتي الجديد إلى هذا الحد، حيث انخرط في عالم الصحافة، حيث تولى منصب رئيس تحرير مجلة الأزهر، والتي تميزت أعدادها بتناول الأمور الدينية، وتوضيحها للشباب من الجيل الجديد، بالإضافة إلى التركيز على مصطلح العلمانية وشرح أبعاده ومعانيه، لتتوج تلك المسيرة العلمية الممتدة منذ شهر مايو عام 1995، بتولي أرفع منصب ديني في الجمهورية، بتعيينه مفتياً للمصريين وسط مباركات وترحيب وأمنيات بالتوفيق.