المستشار الإعلامي لمنظمة «أونروا»: 90% من أطفال قطاع غزة يعانون من سوء تغذية
عدنان أبو حسنة
قال عدنان أبوحسنة، المستشار الإعلامى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين فى فلسطين «أونروا»، إن هناك أكثر من 645 ألف طفل تحت سن العاشرة يجب تطعيمهم مرتين ضد شلل الأطفال حتى الذين تلقوا تطعيمات قبل ذلك، مرحباً بالإعلان عن هدن مؤقتة فى مناطق بالقطاع من أجل تطعيم الأطفال ضد الفيروس.
وأضاف «أبوحسنة» فى حوار لـ«الوطن»، أن هذا الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة، كما أنه عابر للحدود، لذلك فإن هناك تخوفاً فى إسرائيل من انتقال الفيروس إلى الأراضى المحتلة، موضحاً أن منظمات الأمم المتحدة عملت ما يشبه الانتفاضة العالمية لإدخال هذه التطعيمات وإقرار الهدن الإنسانية فى القطاع من أجل إنقاذ الأطفال من مصير الشلل الجماعى. وإلى نص الحوار: كيف ترى الإعلان الخاص حول الهدن المؤقتة من أجل تطعيم الأطفال؟
- نرحب بهذا الإعلان، ونود أن نشير إلى أن تطبيق هذه الهدن سيتم فى 3 مناطق وهى وسط غزة وجنوب وشمال القطاع، ونتحدث عن 645 ألف طفل تحت سن العاشرة يجب تطعيمهم مرتين حتى الذين تلقوا تطعيمات قبل ذلك، لأن ظهور فيروس شلل الأطفال فى مناطق متعددة خطير للغاية، ونحن كان لدينا وما زالت لدينا خشية من أن يكون هناك شلل أطفال جماعى، لذلك هذه العملية مهمة جداً، والتى ستستمر لـ3 أيام وقد تمتد إلى يوم آخر.
كيف استعدت منظمة أونروا لهذه الهدن؟
- لدينا حوالى ألف موظف من قطاع الصحة فى الأونروا سيشاركون فى هذه العملية، ونحن جاهزون للانتقال من خيمة إلى أخرى فى كل أنحاء القطاع، كما أننا سنخصص أماكن لهذه العملية وسيكون هناك 100 نقطة طبية مخصصة لتطعيم الأطفال.
الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً.. صف لنا ما المعاناة التى يعيشونها الآن فى القطاع؟
- بالنسبة للأطفال فهم الفئة الأكثر هشاشة والأكثر تعرضاً للأمراض، هناك انتشار كبير لمرض الكبد الوبائى، بمعدل 1000 إصابة أسبوعياً، غالبيتهم من الأطفال، الأوضاع خطيرة لأن النظام الصحى منهار من الأساس، فمياه الصرف الصحى فى الشوارع ولا توجد مياه صالحة للشرب، أضف على ذلك التكدس الهائل فى مناطق صغيرة جداً، وغياب العناية الشخصية والصحة الفردية أيضاً، كل هذا أدى إلى أن الغزيين وبخاصة الأطفال لم يعد لديهم مناعة فردية، وانهارت قدرتهم على مقاومة الأمراض والفيروسات.
هل ترى الإعلان الرسمى لإصابة أول حالة بشلل الأطفال وراء الإسراع من بداية التطعيمات؟
- أعتقد أنه كانت هناك انتفاضة عالمية من قبل عدد من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة واليونيسف والأونروا والصحة العالمية، لأن حتى لو كانت هناك إصابة واحدة إيجابية تم اكتشافها، لكن تم اكتشاف الفيروس فى مناطق عدة مختلفة من قطاع غزة، ولا يمكن استمرار الوضع هكذا حتى لا تحدث حالة شلل جماعى.
هذا الوضع الكارثى إلى أى مدى قد يسوء فى ظل المعطيات الحالية؟
- لو أضفنا إلى كل ما يحدث سوء التغذية الذى بات ينتشر بنسبة 90% بين الأطفال، يمكننا القول إننا بتنا أمام انتشار كبير للأوبئة، هذا الانتشار قد يكون مدمراً.
ماذا عن أزمة وصول الأدوية للأطفال وتحديداً التطعيمات؟
- بالنسبة لوصول الأدوية.. هناك نقص كبير فى ذلك بجانب نقص فى الأغذية، كما أن عملية نقل عشرات الآلاف من الأسر من مكان إلى آخر، بحجة الانتقال إلى مناطق آمنة بأوامر من إسرائيل، يؤثر على مجهوداتنا الصحية وقدراتنا على الوصول للجميع.
إحصائيات استهداف الأطفال فى قطاع غزة مرعبة.. ماذا عنها؟
- 51% من سكان قطاع غزة من الأطفال، لذلك ارتفاع نسب الشهداء بين الأطفال أمر متوقع، لكن ما زاد الأمور سوءاً هو تعمد الاحتلال استهداف المستشفيات التى من المفترض أن تكون محمية بموجب القوانين الدولية، لكن للأسف الشديد فى غزة لم يعد هناك مكان آمن لا العيادات ولا المستشفيات، إذ قتل 212 من موظفى الأونروا، وتم تدمير 190 مبنى تابعاً للمنظمة إما تدميراً كاملاً أو جزئياً، كما قتل فى داخل مراكز الإيواء أكثر من 580 من النازحين داخلها، رغم أنها لم تفتح إلا بعد موافقة جيش الاحتلال، وإرسال إحداثيات هذه الأماكن لهم.