فى مواضيع بتعدّى علينا فى حياتنا بتبقى عاملة زى اللبانة اللى صاحبها اللى بياكلها مستنيها تخلص، وطبعاً عمرها ما هتخلص لأنها لبانة، مش بس كده، ده كمان بيشتكى منها عشان، وجعتله بقه، ما أنت يا ترميها يا تسكت وتريحنا من صداعك ده.
من حوالى أسبوع كانت انتخابات نقابة المهن التمثيلية وأنا بصفتى أحد أعضائها صحيت يومها بدرى أو بمعنى أصح ما نمتش أساساً عشان أعرف أروح، وبصراحة كنت متخيل إنى هروح أدى صوتى وأمشى بدرى بدرى وأنام بقه، ولكن كان لى لقاء مع أحد أصدقائى المعارضين لشخص النقيب اللى كنت رايح أديله صوتى اللى هو الدكتور أشرف زكى اللى بأعلن تأييدى له سواء الآن أو يوم الانتخابات.
صديقى المعارض وجهة نظره أنه يجب أن يكون معارض، آه والله، ولما سألت يعنى إيه قال يجب أن يعرف أن هناك من يعارض حتى لا يظن أنه حر، لكى يفعل ما شاء، خصوصاً أن ما يحدث معناه أننا نعيش المهزلة فبعد رجوعه لهذا المنصب، فما المانع من رجوع مبارك للحكم هو الآخر مرة أخرى، فنظرت له نظرة طويلة ووجدت نفسى أسأله، وما الذى حدث بعد سقوط مبارك؟ وما الذى قدمته أنت أو غيرك للبلد بعد سقوط مبارك؟ الإخوان؟ الخراب؟ خسارات البورصة اليومية؟ انهيار الاحتياطى النقدى؟ ارتفاع سعر البنزين؟ وضع فى معلومك أننى لا أعنى أن مبارك كان ملاكاً فى النهاية جميعنا بشر نخطئ ونصيب، ولكن وكما يقال (أخذ الحق صنعة) فما أسهل أن يكون لك الحق ويضيع بمنتهى السهولة وأمام عينيك فقط، لأنك أخطأت التصرف لاسترداده، سكت صديقى المعارض طويلاً، ثم عاود الحديث، مستطرداً موضوع مبارك، وكأنه لم يفتحه وطلب منى أن نرجع لموضوعنا وهو انتخابات النقابة، فطلبت منه أن يطرح على عيوب من أريد أنا ترشيحه، فبرر اعتراضه بأن وجوده يحل مشاكل الأعضاء، ولكن بعلاقاته الشخصية وأن هذا لا علاقة له بقوة النقابة، فكان سؤالى الجديد وما ذنب المرشح فى ذلك خصوصاً أنه يستخدم علاقاته الشخصية لاسترداد حقوق الأعضاء ولا يستخدم قوة علاقاته ضد النقابة مثلاً، فقال لى أنا عارف إنه قوى وعندنا اجتماع معاه بكرة، فسكت وظننت نفسى أتخيل وسألته مع من الاجتماع، فقال لى مع الدكتور أشرف، وجُن جنونى لأن هذا الصديق المعارض يعرف مسبقاً أنه سينجح فى الانتخابات ولم أستطع أن أتمالك نفسى وسألته: «ولما إنت عارف أنه ناجح أمال بتعارض فإيه يا مجنون إنت؟»، فرد على سؤالى، وكأننا نبدأ الحوار من البداية عشان لازم يعرف أن فيه ناس معارضة وإن مش كله معاه، فسكت.
انتهى كلامى مع صديقى المعارض ولم أكن سعيداً بحوارنا على المستويين الخاص والعام، الخاص لأننى أحب هذا الصديق ولم أكن أتخيل أنه وصل إلى هذا الحد من العناد حتى إذا كان يعرف النتيجة النهائية بعد عناده، وعلى المستوى العام لأننى قلقت، بجد قلقت لأن معنى الكلام ده إن فيه زيه تانى ناس بتفكر بنفس الطريقة، طريقة اللبانة اللى هى رغى رغى رغى، رغى من أجل الرغى، أنا معارض، إذن أنا موجود متجاهلين المصلحة العامة، على رأى المثل:«إنت ليك أكل ولا بحلقة» وبرضه مش معنى كلامى إننا قطيع خرفان نمشى من غير ما نفهم، لكن طالما لقينا نفسنا ماشيين صح يبقى إيه وجه الاعتراض؟ ليه نبقى طوبة فى رجل البلد نشدها لتحت ونغرقها بدل ما نكون طوق النجاة اللى ننجدها بيه عشان كلنا نوصل لبر الأمان؟ الشخص اللى نلاقيه مناسب وقادر يشيل المسئولية لازم نساعده مش نغرّقه أيا كان مكانه أو منصبه لأننى بتكلم بصفة عامة دلوقتى (نقيب، محافظ، وزير، وحتى لو كان رئيس) إننا نسند ونقوى ده مطلوب وإننا ننبه ونحذر ده برضه مطلوب لكن إننا نكون زى الشريك المخالف، وخلاص بلا سبب ده بقى اللى مش مطلوب خالص لأن اللى شايل مسئولية وبيحاول يساعد لو زهق هيسيب ولو ساب هنبقى عاملين زى الأوتوبيس اللى ماشى على ١٨٠، واعترضنا على السواق فرميناه وما حدش فينا بيعرف يسوق، مش من باب أولى كنا نسأل ونعرف مين اللى هيسوق بعد ما نرمى السوق قبل ما نرميه؟ ولّا إحنا ما بنتعلمش؟؟؟
آخر كلامى مبروك للدكتور أشرف زكى نقيباً للمهن التمثيلية وربنا يقويك ويقدرك سواء بقوة النقابة أو بعلاقاتك الشخصية، المهم إنك تنصف وتعدل وتحقق نجاحات، كما عودتنا إن شاء الله.