تابعت فعاليات معرض «مصر للطيران» والفضاء فى نسخته الأولى (2024) -الذى أُقيم بمدينة «العلمين الجديدة»- بكل فخر واهتمام واعتزاز، حدث عالمى فريد يتم تنظيمه للمرة الأولى فى مجال الطيران والفضاء بمشاركة (100) دولة و(300) شركة ومؤسسة وجِهة من أكبر مُصنعى الطيران حول العالم تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، تم عرض عدد من الأنواع والطرازات للطائرات المختلفة، منها الطائرات المدنية والعسكرية وعروض جوية.
نعلم جميعاً أن صناعة الطيران -المدنى والعسكرى- مهمة جداً، ولا تستطيع أى دولة -مُتقدمة أو نامية- أن تستغنى عن هذه الصناعة، لذلك تلجأ للاطلاع على أحدث الطرازات، بهدف الاستحواذ عليها واقتنائها.. ولـ«مصر» خبرة طويلة وباع طويل وثقل كبير وعُمق أكبر فى مجال الطيران المدنى والعسكرى، لذلك حينما تقتنى «مصر» أحدث الطائرات -نظراً لخبرتها فى هذا المجال- نجد أن عدداً كبيراً من الدول تثق فى اختيار «مصر»، وتحاول الاقتداء بها، لذلك حضر عدد كبير من الزوار والمشاركين هذا المعرض، ثقة فى «مصر» كدولة لها تاريخ معروف فى مجال الطيران.
حققت «مصر» مكاسب جَمّة من جراء تنظيم هذا الحدث العالمى، ومن أهم هذه المكاسب: عرض المُنتجات الوطنية الجديدة، التى أنتجتها الهيئة العربية للتصنيع، ومنها المُدرّعة الجديدة، وهى إنتاج مصرى خالص، ولا ننسى أن هذا المعرض يدعم سياحة المؤتمرات والمعارض وينقل الخبرات للوفود المشاركة، ويهدف أيضاً إلى التعريف بمواطن التقارُب والاختلاف بين الدول المشاركة، وبالتالى يُعطى الفرصة لتبادل الخبرات والشراكات.
يحق لنا القول إن «مصر» نجحت فى تطوير تسليحها، وتم الاستحواذ على طائرات الرافال وحاملات الطائرات والغواصات، ونجحت «مصر» -أيضاً- فى تنويع مصادر السلاح من فرنسا وروسيا وألمانيا وإيطاليا وأمريكا، وكل هذا يجعل «مصر» تمتلك (القدرة) على مجابهة أى تهديدات وأى تحديات وأى مخاطر، ورغم أن «مصر» صانعة السلام وأول من مَدّت يدها بالسلام وتُنادى دائماً بالسلام وترفع شعار السلام، إلا أن هذا الشعار ينم عن (سلام الأقوياء)، لأن من نادى به منذ البداية الرئيس الراحل أنور السادات، بل هو سلام الأقوياء القادرين على حماية أراضيهم ومجابهة أى تهديدات والقادرين على التضحية والفداء والقادرين على الثبات على مواقفهم وعدم التخلى عن مصلحة الوطن العليا والقادرين على رد الصاع صاعين.. استطاعت «مصر» بناء قُدرتها بكفاءة عالية فى ظل إقليم مُضطرب وتوقيت حسّاس، وفى ظل قيامها بإعادة بناء الدولة، بعد أن نجحت فى الحفاظ على بقائها.
نعلم أننا نقع فى قلب منطقة مُشتعلة بصراعات إقليمية على ما يبدو أنها ستستمر فترات أطول، ونعلم -أيضاً- أن هناك من يهدف إلى زيادة رُقعة الصراع والعمل على انتشاره فى مناطق أكثر، ورغم كل هذا وذاك فإن قدرة مصر على الحفاظ على أمنها واستقرارها واضحة لكل ذى عينين، وواضحة لكل من تُسول له نفسه العبث بأمنها ومُقدراتها.
تنظيم «مصر» لمعرض الطيران يحمل فى طياته رسالة قوية تقول: خبراتنا وتاريخنا شاهد علينا، ونحن قادرون على نقل هذه الخبرة للحاضرين ونحن جديرون بالتنظيم، خاصة أنه يُقام فى «مدينة العلمين الجديدة»، التى كانت فى الماضى مدينة الألغام والآن أصبحت مدينة الأحلام، وأصبحت محط أنظار العالم كله، نظراً لكونها مدينة ساحلية سياحية بالدرجة الأولى وجاذبة للاستثمارات والمستثمرين من جميع أنحاء العالم.