في ذكرى وفاته.. قصة حب أسطورية بين وردة وبليغ حمدي «قلبان التقيا رغم المسافات»
وردة وبليغ حمدي
في إحدى قاعات السينما الفرنسية بينما تشاهد فيلم «الوسادة الخالية» سمعت الفنانة وردة الجزائرية، وكانت شابة صغيرة آنذاك، أغنية «تخونوه» لـ عبد الحليم حافظ، وركزت على الألحان التي كانت مفتاحاً فيما بعد للقائها بحب حياتها بليغ حمدي، وقالت كلمتها الشهيرة «أنا عايزة أقابل اللي عمل اللحن ده».
وفي الجانب الآخر من العالم حيث يعيش بليغ حمدي في مصر، أتاه زوج الفنانة صباح العازف أنور منسي بعدد من الأشرطة الغنائية بينها شريط تغني فيه وردة إحدى أغنيات الست أم كلثوم، وقبل أن يراها دق قلبه للصوت العذب الذي سمعه، ومن هنا بدأت شرارة الحب قبل اللقاء، حسبما روى الكاتب الصحفي أيمن الحكيم في لقاء سابق مع برنامج «السفيرة عزيزة»، بذكرى رحيل بليغ حمدي في مثل هذا اليوم 12 سبتمبر.
حكاية لحن وأغنية بداية حب بليغ ووردته الجزائرية
كانت قصة حب بليغ حمدي ووردة أسطورية ولها طراز خاص يليق بالمُلحن الأشهر في الشرق الأوسط، وصاحبة «العيون السود» وردة، شهد على حبهما الوسط الفني، عندما بدأ الحب قبل اللقاء بسنوات، وقرر الارتباط بها لكنهما افترقا، وعادت وردة مرة أخرى له فيما بعد.
بداية قصة حب وردة وبليغ حمدي
في البداية دق قلب وردة حينما سمعت ألحان أغنية «تخونوه» للفنان عبد الحليم حافظ من فيلم «الوسادة الخالية» أثناء وجودها في إحدى صالات السينما بفرنسا، فتعلقت بالملحن دون أن تراه، وقررت العودة إلى مصر لمقابلته، وقبل اللقاء كان بليغ يعرف وردة، إذ جاءه في أحد المرات عازف الكمان المصري أنور منسي، يحمل شريط تغني فيه وردة أحد أغاني أم كلثوم وقال بليغ حينها:« أنا ممكن أخليها نجمة» مبديًا إعجابه الشديد بصوتها.
مرت الأيام والسنوات وكان أول لقاء يجمعهما في منزل الموسيقار محمد فوزي، واتفق الثنائي وقتها على أن يلحن لها أغنية «يا نخلتين في العلالي»، من فيلم «ألمظ وعبده الحامولي» في الستينات من القرن الماضي من إخراج حلمي رفلة، وعندما ذهب لتحفيظها اللحن بحضور الإعلامي الراحل وجدي الحكيم بدأ حبهما، وكان اللقاء بداية شرارة الحب بينهما.
شقيق وردة يجبرها على العودة إلى الجزائر
عندما شعر شقيق وردة بحب بليغ حمدي لأخته، قرر أن يعود بها إلى الجزائر، بحسب الكاتب أيمن الحكيم الذي قال «شقيق وردة لما عرف بداية حبها قرر أخذها إلى الجزائر لأنه كان رافضا أن ترتبط وتتزوج من الوسط الفني، وكان رافضا أن يكون زوجها غير جزائري وبالفعل عاد بها إلى الجزائر».
بعد غياب وردة كتب لهما القدر العودة من جديد، ففي عيد الاستقلال العاشر للجزائر العام 1972، دعا الرئيس هواري بومدين وردة لتغني في حفل الاستقلال، وعلمت أن هناك نجوماً من مصر حضروا للمشاركة بالحفل، فقررت الذهاب لتحيتهم، فالتقت بليغ، وبعد انفصالها عن زوجها، أقنعها بليغ بألا تحرم جمهورها من صوتها، وأن تتجه إلى مصر لتبدأ رحلتها الفنية.
العودة بعد الفراق
وفي العام 1973، تزوج الحبيبان بليغ حمدي ووردة بعد عقد قرانهما بمنزل الفنانة نجوى فؤاد، وقام عبدالحليم حافظ بغناء «مبروك عليك»، واستمر زواجهما قرابة الـ 6 أعوام، لكن الزيجة انتهت بالطلاق.
في نهاية مايو1991 نشرت مجلة «الشرق الأوسط» موضوعا تحت عنوان «بعد 10 سنوات من الفراق.. وردة تعود إلى بليغ فنيا»، وكانت هذه أشهر قصة عودة بعد طلاقهما، وجاء في التقرير التالي المنشور «بدأ اليوم باستوديو 35 تسجيل أحدث أغنيات المطربة وردة الجزائرية من لحن بليغ حمدى هي«بودعك»، الأغنية أعادت صوت وردة إلى ألحان بليغ بعد غياب 10 سنوات، وقدم الثنائي من قبل عشرات الأغانى العاطفية والوطنية الناجحة منها «العيون السود، بلاش تفارق، اسمعوني، أولاد الحلال، على الربابة بغني».