رسالة قاضي سفاح التجمع: «لا تتركوا أولادكم نهبا للشيطان»
سفاح التجمع
«قد ارتكب جرائم دون طرفة من عين.. أو رعشة من يد أو خوفا من الله.. أو خشية من عقاب».. بهذه الكلمات بدأ المستشار ياسر الأحمداوي حديثه عقب صعوده على المنصة، لإصدار حكما على كريم محمد المعروف لدى الجميع بسفاح التجمع، عقب إحالة أوراقه إلى فضيلة المفتى الجلسة الماضية.
قال رئيس المحكمة التي تنظر قضية سفاح التجمع في مستهل حكمه في جلسة اليوم: «حيث إن المحكمة في مجال تقدير العقوبة فقد قلبت وجه الرأي في الدعوة وأرسلت الأوراق إلى فضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي فيما نسب إلى المتهم».
وأضاف المستشار الأحمداوي قائلا: «إن المحكمة رأت أن المتهم قد ارتكب جرائم دون طرفة من عين أو رعشة من يد أو خوفا من الله.. أو خشية من عقاب كان له في الدنيا وعذاب أليم نحسب أن يحيق به في الآخرة».
وتابع القاضي قائلا: «لم تجد له المحكمة سيبلا إلى الرأفة أو متسعا من الرحمة فكان جزاؤه الإعدام قصاصا لقوله تعالى.. كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون».
وتابع المستشار الأحمداوي قائلا: «إن المحكمة ومن فوق منصتها العالية.. توجه نداء إلى المجتمع المصري بأن هذه الجرائم الدخيلة علينا هي ناقوس خطرا يهدد الأمن الاجتماعي وينذر بضرورة إعادة النظر والاهتمام بتربية الأجيال الناشئة تربية سلمية والاهتمام بالأخلاق والقيم النبيلة والتمسك بالشرف والفضيلة وغرس النزاهة والأمانة ليعود المجتمع مكانا يسوده التعاون والتسامح فحافظوا على فتيانكم وفتياتكم ولا تتركوهم نهبا للشيطان».
واستكمل القاضى قائلا: «لا تتركوهم فيصير منهم جناة أو مجني عليهم قوموا بواجبكم بإرشادهم وتعليمهم واصبروا عليهم.. أنهم يولدون على الفطرة السليمة التي لا تحتاج سوى الرعاية ومداومة العناية بهم كي لا يضلوا الطريق السليم وكونوا خير قدوة لهم فوالله لو عكفنا على تربيتهم التربية السليمة ما كنا قد رأينا مثل تلك الأنواع من الجرائم التي نراها الآن في المجتمع المصري».
واختتم كلمته بتوجيه الشكر لمثل النيابة العامة، قائلا: «الأستاذ مصطفى عبدالغني محمد رئيس نيابة بورسعيد لما بذله من جهد وصولا إلى كشف حق الوجه في الدعوة وتطبيق القانون سواء بالتحقيقات أو بجلسات المحكمة وما أبداه من مرافعة ألقاها بأسلوب بليغ وأداء منضبط ولغة عربية صحيحة سرد خلالها وقائع الدعوة فكان عرضا كافيا وافيا فوجب له الشكر والتقدير».. وعقب الانتهاء من شكر النيابة العامة.
أصدرت المحكمة حضوريا وبإجماع آراء أعضائها بمعاقبة كريم محمد سليم عبدالمجيد نصر بالإعدام عما أسند إليه من اتهامات وبمصادرة المضبوطات وأمرت بمحو وإزالة المقاطع المرئية المخلة بالحياء وألزمته المصاريف الجنائية.
ملف قضية سفاح التجمع يحتوي على تفاصيل بشعة لما ارتكبه المتهم من جرائم بشأن ضحاياه الثلاثة حيث تجد المتهم لم تأخذه شفقة ولا رحمة.. بضحيته الأولى وتدعى «نورا».. التي استدرجها إلى مسكنه في دائرة قسم شرطة القطامية.. لتنفيذ مخططه الإجرامي.. حين اختمرت في ذهنه رغبة غير مألوفه لدى المجتمع شاذة ابعد قتلها.. إذ قدم لها عقاقير مخدرة حتى يصل إلى ما يريد.. وفعل ما في ذهنه.. ثم جذب عنقها برابط ملابس كان قد أعده سلفًا جاذبًا طرفيه إلى أن تيقن من إزهاق روحها وبلغ مقصده.. وبعد ان قامت شريكته واخبرته بمعلومات عن الضحية ووصفت له مفاتيحها.. وأفهمت أنها لا تحمل بطاقة هوية ولا أحد يسأل عنها وحين أصبحت بين فكيه ودلفت لمنزلي قال لها: «أنا مش هسيبك تمشي من هنا إلا وأنتِ جثة».
وكشفت أوراق القضية أيضا عن بشعة ارتكاب المتهم قتل الضحية الثانية «رحمة» قتلها عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.. عقد العزم على قتلها لتنفيذ رغبته الشاذة.. إذ قدم لها عقاقير مخدرة لشل مقاومتها وأنهى حياتها بعد أن آواها في مسكنه، مستغلًا ظروفها المعيشية كونها بلا مأوى.. المتهم أطبق على رقبة الضحية رحمة لمدة 10 دقائق أثناء موتها حتى سالت دماؤها.
اما عن الضحية الثالثة «أميرة» قد أظهرت أوراق القضية عن قتل المتهم للضحية عمدا مع سبق الإصرار وقدم لها جواهر مخدرة، ولما غابت عن الوعي طوق جيدها برابطة عنق كان قد أعدها سلفًا جاذبًا طرفيها ثم علق جسدها إلى أن تيقن من إزهاق روحها وبلغ مقصد.