الشيماء: من ينادون بها لديهم «مشاكل نفسية» مع المرأة
الشيماء حامد، قاصة سكندرية يسارية الهوى، تصادف قدومها إلى القاهرة مع جمعة الشريعة، تحدثت لـ«الوطن» عن هواجسها ممن يريدون تطبيق الشريعة، ورفضها التام لهذا المطلب، الذى تصفه بـ«الكوميدى»، قائلة: «فى النهاية المادة الثانية من الدستور تكفل وجود الشريعة».
■ ما رأيك فيما يثار حول مطلب تطبيق الشريعة؟
- أتساءل: «تطبيق الشريعة من أى منطلق؟»، مفهوم الشريعة الحقيقى غائب، لا سيما أن الشيوخ الذين يتصدرون المشهد ارتكبوا أفعالا مشينة تنافى الأخلاق والأديان، فما بين الشيخ وجدى غنيم وشتائمه، وعلى ونيس الذى قُبض عليه برفقة فتاة فى سيارته على الطريق الزراعى، وعبدالله بدر الذى وزع صورا عارية لفنانة، توقعنى هذه المشاهد فى حيرة وقلق من تطبيق الشريعة على أيدى هؤلاء.
■ هم يستندون فى دعواهم إلى أن مصر دولة إسلامية؟
- «يعنى إيه إسلامية؟ الدولة هتروح النار مثلا!»، الدولة لا بد أن تكون منزوعة الشخصية، وهناك أخلاق مجتمعية تسيطر عليها، وإن نظرنا إلى الدول المتقدمة، نجدها يحكمها مبدأ «مدنية الدولة»، ومع ذلك يعودون إلى التراث ويستقون منه ما يفيدهم؛ فمثلاً المفكر الصوفى محيى الدين بن عربى يدرسون تاريخه فى الجامعات الأوروبية، بينما لا يلتفت إلى أعماله فى مصر والدول العربية أحد.
■ هل تنتمين لأى فصيل سياسى؟
- لا أشتغل بالسياسة، مواطنة عادية لا أنتمى إلى الشباب الذين عملوا قبل الثورة ووزعوا المنشورات المناهضة للنظام السابق، لكنى قاصة، أكتب وأحب فن المسرح، وأجد أن الداعين لتطبيق الشريعة يقفون حائلاً أمام الإبداع، بدعوى أنه يناهض مبادئ الشريعة، وأتذكر الزوبعة التى ثارت حول ديوان شعرى لمجرد أنه حمل فى غلافه كلمة «سيجارة».
■ كيف تتوقعين العلاقة بين الإبداع وصعود التيارات الإسلامية؟
- ما تفعله التيارات الإسلامية من دعاوى لتطبيق الشريعة وتضييق الخناق على المبدعين يخلق نوعا من «رد الفعل الكتابى.
■ لكن هذا التيار يردد أنه ثائر لتطبيق شرع الله؟
- أدعو الجميع لتذكر المشاهد الأولى لثورة 25 يناير؛ حيث كانت الأكثرية من الشيوخ حينها يعتبرونها خروجاً على الحاكم؛ فبينما كانت دماء الشباب تسيل فى الميادين، والفتيات تُسحل، كانوا فى منازلهم، يهاجمون التظاهرات، بينما الفنانون والمثقفون كانوا فى صفوفها الأولى، الآن يقولون: «هنطبق شريعة وتقعدوا فى البيت».
■ ما تقييمك لمشهد تلك التيارات حالياً؟
- مستاءة من التيار الإسلامى الموجود على الساحة؛ فالمنتمون إليه يتحركون بـ«الريموت كنترول»؛ إذ يقول الشيوخ تحركوا يميناً فيتحركون، امشوا من الميدان فى الخامسة فيمشون، وأخيراً طبقوا الشريعة، ليخرج الآلاف مطالبين بتطبيق الشريعة فى الدستور، رغم أن الموجودين فى الميدان لم يقرأوا مسودة الدستور أساسا.
■ لماذا ينتابك الذعر من تطبيق الشريعة؟
- لأن هناك صورة شاهدتها فى أفغانستان فى منتصف الخمسينات من القرن الماضى، ثلاث فتيات يمسكن بأوراق وأقلام فى طريقهن للجامعة، ولم يكن بينهن محجبة تغطى شعرها المنطلق فى الهواء، وحين صعد نجم حركة طالبان مُنعت الفتيات من التعليم الأساسى، وشعرت بالذعر والهلع من وصول مصر لتلك الحالة؛ فهاجس تطبيق الشريعة مخيف «بس مش هيقعدنى فى البيت».
■ ماذا تقولين للمطالبين بتطبيق الشريعة؟
- أقول لهم: إن الدين فى الأساس قلبى، ولا يتمثل فى مظاهر كالتى يطالبون بها «أنتم مش ربنا عشان تحاسبونى»، وأسألهم عن تعنتهم الواضح ضد صوت المرأة، وكأن هناك مشاكل نفسية بين الشيوخ والمرأة «إحنا لو حيوانات مش هيعملوا معانا كده».
أخبار متعلقة:
«الوطن» تجرى مواجهات حول «الشريعة».. سلفيون وليبراليون وأقباط ونساء وبينهم «شرع الله»
بيشوى فهيم: لا أخاف «الشريعة».. ولكن «التطبيق» سيكون «سواد»
الحاج محمود: تركنا البطون «جعانة» و«مسكنا» فى الشريعة
تامر: الليبرالية من الإسلام وتغيير المادة الثانية لا يتماشى مع الدين
دعاء: البداية تكون بإنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
مجدى مدرس «المسيحية»: إذا تم تطبيقها فأولى بالمسلمين أن يخافوا أولاً قبل المسيحيين
«مصطفى» : أنا سلفى بدون لحية والمطالبة بالشريعة حالياً ليس من الإسلام
«شريف» السلفى: المتمسكون بتطبيق «مبادئ» الشريعة فقط «كفار»