أمريكي يتحدى إعصار هيلين ليحضر حفل زفاف ابنته.. «سار 27 ميلا على الأقدام»
ديفيد جونز وابنته في حفل زفافها
رحلة تحدت كل الظروف، عندما قرر ديفيد جونز أن يخطو خطوات شجاعة عبر الطرق المغلقة والمليئة بالمخاطر ليصل إلى حفل زفاف ابنته، لم يكن الطريق سهلاً، فقد امتلأت الطرق بالمياه والحطام، ولكن حبه لابنته وإصراره على مرافقتها في يومها الخاص جعله لا يبالي بكل الصعاب.
بدأت رحلة ديفيد جونز عندما غادر منزله في ولاية ساوث كارولينا بأمريكا، متجهًا نحو جونسون سيتي في تينيسي لحضور حفل زفاف ابنته، كانت الرحلة المعتادة تستغرق حوالي ساعتين، ولكن إعصار هيلين الذي ضرب المنطقة تسبب في دمار واسع النطاق، وبعد أن أُغلقت الطرق وتوقفت حركة المرور، سأل «جونز» أحد رجال الشرطة إن كان هناك طريق آخر للوصول، كانت الإجابة: «لن يصل أحد إلى جونسون سيتي»، بحسب «واشنطن بوست».
لم يقتنع جونز بالإجابة وقرر أن يسير على الأقدام، ترك سيارته عند مخرج الطريق وأخذ حقيبة ظهره ببعض المستلزمات الأساسية، وبدأ في المشي لمسافة تقدر بـ27 ميلاً للوصول إلى حفل زفاف ابنته، مع استخدام ضوء هاتفه المحمول لإرشاده، كان عازمًا على مواصلة الطريق مهما كان الثمن.
العقبات التي واجهته
واجه «جونز» عدة عقبات خطيرة خلال رحلته، منها الطرق المغلقة والطين السميك الذي ابتلع قدميه، ولكنه ظل جونز يردد في ذهنه أن ابنته ستتزوج، وكان ذلك الدافع الذي أعطاه القوة لمواصلة السير، واستطاع أن يحرر قدميه من الطين واستمر في الطريق، حتى وصل إلى منطقة استطاع منها الحصول على مساعدة من شرطي محلي، نقله لمسافة قصيرة بالسيارة.
وعلى بعد 16 ميلاً من وجهته، كان «جونز» يسير على الطريق السريع عندما توقفت شاحنة صغيرة، وتبين أن سائقها كان زميلاً قديمًا له، ركب معه الشاحنة ونقله إلى جونسون سيتي، حيث استراح قليلاً ثم حضر حفل زفاف ابنته.
عندما سار «جونز» مع ابنته الكبرى إليزابيث ماركيز في الممر، لم تكن لديها أي فكرة عن الرحلة المضطربة التي قام بها والدها للوصول إلى هناك، أثناء حفل الاستقبال، ذكر «جونز» رحلته أمام الجميع وقدم لابنته وزوجها علامة الطريق التي استخدمها في رحلته كرمز لحمايتهما لبعضهما البعض.
لحظات استثنائية في يوم الزفاف
بسبب ظروف إعصارهيلين، لم يكن حفل الزفاف عاديًا، حيث استخدموا الشموع لإضاءة المكان بعد انقطاع التيار الكهربائي، ومع ذلك كان الجو مليئا بالحب يحكي «جونز»: «لا أعتقد أنني فعلت شيئًا أكثر مما قد يفعله معظم الآباء في يوم زفاف ابنتهم»، لكن بالنسبة لابنته، كان ذلك أكثر من مجرد حضور، بل تجسيدًا للحب الحقيقي بينهما.