التأمين الصحى الشامل حلم كل المصريين لتوفير خدمات صحية متطورة، وتوفير مبالغ هائلة للعلاج، قد لا تتوافر للكثيرين، ولذلك فإن تصريحات د. حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، بأنه تم الانتهاء من التخطيط لأعمال المرحلة الثانية من التأمين الصحى الشامل، التى تضم محافظات (دمياط، مطروح، كفر الشيخ، المنيا، شمال سيناء) فى 65 مستشفى، وبإجمالى 10 آلاف و517 سريراً وجدت قبولاً كبيراً فى الشارع المصرى.
المعروف أن نسبة مساهمة المواطن فى تكلفة العمليات الجراحية فى نظام التأمين الصحى الشامل لا تتعدى الـ5% بحد أقصى 421 جنيهاً فقط مهما بلغت تكلفة العملية الجراحية، ونسبة مساهمة المواطن فى ثمن الأشعة والتحاليل لا تتعدى الـ10% بحد أقصى 1052 جنيهاً فى المرة الواحدة.
وكذلك نسبة مساهمة المواطن فى ثمن الأدوية لا تتعدى الـ10% بحد أقصى 1402 جنيه فى المرة الواحدة، وللمواطن حق استرداد تكاليف علاجه خارج الجهات المتعاقدة مع الهيئة فى الحالات الطارئة فقط.
وكانت تجربة التأمين الصحى الشامل قد بدأت بمحافظة بورسعيد، والتى انطلقت كمرحلة أولى ضمن خطة مصر لتطبيق التأمين الصحى الشامل على مستوى الجمهورية، وتعتبر نموذجاً مهماً لفهم كيف يمكن لنظام التأمين الصحى أن يعمل فى مصر.
ومن مميزات تجربة التأمين الشامل فى بورسعيد:
تحسين جودة الرعاية الصحية، حيث تم تطوير عدد من المرافق الصحية وتجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية، مع تدريب الكوادر الطبية لضمان تقديم خدمة متميزة، وكذلك التوسّع فى استخدام التكنولوجيا الصحية بعد أن تم اعتماد أنظمة تقنية متقدمة لتسجيل المرضى وإدارة البيانات الصحية، مما سهّل على المواطنين حجز المواعيد وتتبع حالتهم الصحية.
فى الوقت نفسه شهدت التجربة بعض المشكلات، ومنها الازدحام الشديد وضغط العمل، حيث واجه بعض المرافق الصحية فى بورسعيد تزايداً فى أعداد المرضى، مما أدى إلى الضغط على الكوادر الصحية والتأخير فى بعض الخدمات، بالإضافة إلى نقص الكوادر الطبية المتخصّصة، مما أثر على كفاءة وجودة الخدمة فى بعض الحالات، كما أنه فى بداية التنفيذ واجه البعض صعوبات فى التسجيل والاستفادة من النظام بسبب بعض الإجراءات البيروقراطية، إلا أنه تم تحسين النظام تدريجياً لتبسيط هذه العمليات.
ونتمنى أن تتم مراعاة تجنّب هذه الأخطاء أثناء استكمال هذه التجربة المصرية الرائدة فى التأمين الصحى الشامل على المواطنين المصريين، التى من المنتظر أن تصل إلى المرحلة النهائية بحلول عام 2032.
وكما أكد رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولى، فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى يولى قطاع الرعاية الصحية اهتماماً كبيراً لتحقيق حلم المصريين فى التغطية الصحية الشاملة، وأن هناك توجيهات بالإسراع فى تنفيذ منظومة التأمين الصحى الشامل، لتغطية جميع المواطنين وأسرهم تحت مظلة هذه المنظومة.
نعم، من المخطط أن يتم تطبيق نظام التأمين الصحى الشامل فى جميع محافظات مصر، بدأت ببورسعيد كتجربة أولية، ثم بعد ذلك تم توسيع النظام ليشمل محافظات أخرى، مثل الإسماعيلية وسوهاج، ومن المقرر أن يستمر هذا التوسع.
تتكون خطة تطبيق التأمين الصحى من ست مراحل، مع هدف نهائى لتغطية جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2032. ومع ذلك، تم تسريع الجدول الزمنى ليكتمل النظام بحلول عام 2027، وذلك وفقاً لتوجيهات الرئيس المصرى. المرحلة الأولى تشمل عدة محافظات، بينما المرحلة الثانية تشمل محافظات مثل قنا والبحر الأحمر ومطروح، أما المرحلة الأخيرة فستُغطى محافظات مثل القاهرة والجيزة.
هنا يمكن القول إن التأمين الصحى الشامل فى بورسعيد هو جزء من خطة أكبر تشمل كل المحافظات المصرية.