وصول دونالد ترامب الجمهورى إلى البيت الأبيض سبّب سعادة مُفرطة لدول وأفراد، وأحبط دولاً، واكتأب بسببه أفراد آخرون.
ودعونا نبدأ بالمحبطين والمكتئبين والخاسرين، وهم:
- الحزب الديمقراطى الذى ما لبث أعضاؤه فى توجيه الاتهامات إلى بعضهم البعض، وأكثر من وجهت إليه سهام الاتهامات بايدن الرئيس الأمريكى -الذى تنتهى ولايته يناير المقبل- بسبب إصراره على التمسّك بالترشّح لآخر لحظة، مما أدى إلى إرباك الحزب وجعل اختياره لهاريس اختياراً عشوائياً ومتسرّعاً، وبضغط منه هو شخصياً، وكأنه تعمّد هذا الاختيار لأنه محنك سياسياً، وكان يعلم نتيجة الانتخابات، وأن هاريس لن تفوز، وأراد بذلك أن يوجّه رسالة إلى حزبه بأنه لو استمر فى ماراثون الترشّح أمام ترامب كان يمكن أن يفوز، أو على الأقل تكون النتيجة مُشرفة، وليست كما جاءت، كما خسر الحزب أغلبيته فى الكونجرس.
- كامالا هاريس التى فقدت أى فرصة مستقبلية لخوض الانتخابات مرة أخرى، بعد هزيمتها المدوية، ويحاول حزبها الآن تعيينها فى المحكمة الدستورية، خلفاً للقاضية المستقيلة، قبل أن يتسلّم ترامب مقاليد الحكم.
- نانسى بيلوسى العدو الأول والأعنف لترامب، والتى كانت تقف ضده وقت أن كانت رئيسة لمجلس النواب، وصاحبة الواقعة الشهيرة بتمزيق أوراق خطابه وقت أن كان رئيساً لأمريكا فى فترته الأولى (2016- 2020)، وقال ترامب إنها يجب أن تُحاكم بتهمتين الأولى بيع زوجها أسهم (فيزا)، والثانية أنها أخفقت فى حماية مبنى الكابيتول عندما اقتحمه المحتجون على نتائج 2021!
- مارك زوكربيرج، مؤسس وصاحب «فيس بوك»، الذى كان يدعو ضد ترامب، وحذف الكثير من بوستاته، أثناء معركته لإثبات تزوير فى ولاية بنسلفانيا بعد سقوطه فى انتخابات 2020.
- مايكل كوهين، محامى ترامب السابق، الذى أصبح شاهداً رئيسياً فى قضية الأموال السرية، المتهم بها «ترامب».
- جيمس كومى، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق، حيث يطالب «ترامب» بمحاكمته لتسريب معلومات سرية فى كتابه، الذى أصدره عقب إقالته.
- ليتشيا جيمس المدعية العامة لنيويورك، التى اتّهمت ترامب بالتلاعب فى حسابات شركاته العقارية، وكادت تُكبّده خسائر بالمليارات وهدم إمبراطوريته العقارية.
- وقد لا ينجو بايدن ونجله من الملاحقة القضائية بتهمة استغلال النفوذ.
- أبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا، حيث رفض التوقيع على الاتفاق الذى تم التوصل إليه بين مصر والسودان وبين إثيوبيا برعاية ترامب أثناء فترة رئاسته الأولى، واعتبرها ترامب إهانة له.
- وسائل الإعلام التقليدية التى كانت فى مجملها تساند مرشحة الحزب الديمقراطى، والتى أثبتت نفاد فاعليتها وتأثيرها الجماهيرى، وأبرزها (سى إن إن) وواشنطن بوست.
- الصين التى ستتعرّض منتجاتها لفرض ضرائب باهظة وإجراءات حمائية لصالح المنتجات الأمريكية، وقد تصل هذه الإجراءات إلى حد إغلاق الأسواق الأمريكية أمام الصناعات والمنتجات الصينية.
- الناتو، حيث سيُقلص ترامب دعم بلاده للحلف، مما سيُكبد أوروبا والدول الأعضاء نفقات إضافية لتمويل قواتها المنتشرة والمتداخلة فى أغلب مناطق العالم، خاصة منطقة الشرق الأوسط.
- منظمة حماية المناخ، فقد أعلن ترامب صراحة أنه لن يدعمها وسيوقف دعمها نهائياً، وقد سبق أن فعل ذلك خلال فترة ولايته الأولى.
- زيلنسكى، الرئيس الأوكرانى الذى استخدمته أوروبا وأمريكا كمخلب قط لتوريط روسيا فى حرب لإنهاكها اقتصادياً وعسكرياً، فقد يقطع ترامب المساعدات العسكرية عن أوكرانيا، وستعجز أوروبا عن تحمل نفقات دعم الحرب، مما سيؤدى بالتبعية إلى وقفها، ووقتها سيسقط زيلنسكى المنتهية فترة ولايته، وما زال رئيساً بسبب الحرب مع روسيا.
أما فى ما يتعلق بالرابحين من فوز ترامب فهم كثر، وعلى رأسهم:
= إليون ماسك، مؤسس ومالك شركة تسلا للسيارات الكهربائية، وصاحب شركه (x) «تويتر» سابقاً، فقد كان أول مكاسبه ارتفاع أسهم شركته بعد فوز ترامب مباشرة، محقّقة مكاسب بلغت 3 مليارات دولار، معوضاً تبرعه لحملة ترامب الذى بلغ 130 مليون دولار، بالإضافة إلى أنه سيشغل منصباً مهماً فى حكومة ترامب، طبقاً لما أعلنه الرئيس المنتخب فى أول خطاب له بعد فوزه.
= إسرائيل التى ستحصل على كل ما تريده دون حرب، وستتم صفقة الرهائن ولن تخرج إسرائيل من غزة، وستتوسّع، ويُنفذ ترامب ما قاله سابقاً «إن إسرائيل لا بد أن تكبر»، واعترف وقتها بسيادتها على الجولان ونقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس، فى خطوة لم يجرؤ أى رئيس أمريكى سبقه أن يتخذها.
= أدين روس وغيره من مذيعى «البود كاست» الشباب الذين أجروا حوارات مع ترامب استغرقت ساعات طويلة وحظيت بقبول من الملايين، وذلك بنصيحة من ابنه الأصغر، مما سيجعل هذه الإذاعة الرقمية فى مرتبة عالية.