لا أعتقد أن هناك بلداً على وجه المعمورة يواجه هذا الكم الضخم من الشائعات اليومية مثل الدولة المصرية.. التى يتم استهدافها يومياً بمئات الشائعات لهدف واضح وصريح، هو تشويه كل إنجاز حقيقى تحققه الدولة المصرية والشعب المصرى.. فى هذا الصدد نشر المركز الإعلامى لمجلس الوزراء تقريراً تضمن «إنفوجرافات» تتناول حصاد مواجهة الشائعات وتوضيح الحقائق خلال عام 2023 للعام العاشر على التوالى. كشف التقرير عن ترتيب السنوات طبقاً لمعدل انتشار الشائعات منذ عام 2014 حتى عام 2023، وفقاً لتوزيع نسبى لإجمالى الفترة، حيث بلغ 18.8% عام 2023، و16.7% عام 2022، و15.2% عام 2021، و14.8% عام 2020، و12.8% عام 2019، و8.4% عام 2018، و6% عام 2017، و4.2% عام 2016، و2% عام 2015، و1.1% عام 2014..
وأظهر التقرير ترتيب القطاعات طبقاً لمعدل انتشار الشائعات عام 2023، حيث بلغت نسبتها فيما يتعلق بقطاع الاقتصاد 24%، والتموين 21.2%، والتعليم 11.6%، والطاقة والوقود 11%، والصحة 8.3%، والحماية الاجتماعية 6.2%، والإصلاح الإدارى 6.2%، والزراعة 4.8%، والسياحة والآثار 2.7%، والإسكان 2.1%، وقطاعات أخرى 1.9%.
وأعتقد أن التقرير الجديد الذى سيصدر عن عام 2024 سيكشف عن تضاعف هذه النسب بشكل كبير.. فمع كل عام جديد تستطيع فيه الدولة المصرية تحقيق أهدافها وطموحاتها فى بناء الجمهورية الجديدة.. تتصاعد حدة حروب الشائعات ضدها، فى محاولات متكررة ومستميتة لإحباط الشعب وتزوير الحقيقة وبث الأخبار المغلوطة والكاذبة بين المواطنين.. وهو ما يتم إنفاق المليارات عليه سنوياً منذ سقوط حكم الإخوان فى مصر.. فهل يمكن أن يتصور أحد أن تحاط دولة بكل هذا الكم من الشائعات والأكاذيب بشكل يومى ومتكرر؟.. أعتقد أن هذا ليس صدفة وإنما بعمل لجان وتخطيط مسبق وواسع للسيطرة على عقول الجماهير وتضليلهم.. وعلى الرغم من قيام الدولة المصرية من خلال وسائل إعلامها بمحاربة هذه الشائعات وتكذيبها لحظة بلحظة والنجاح فى التصدى لها وحث المواطنين على معرفة الحقيقة من المصادر الرسمية للأخبار، سواء الصفحات الرسمية لمجلس الوزراء أو كل وزارة، أو من خلال القنوات الإخبارية التابعة للشركة المتحدة والقناة الأولى المصرية وغيرها من الوسائل العديدة، إلا أن هذه الحرب تحتاج منا جميعاً مجهوداً أكبر للوقوف أمامها وفضح صنَّاعها وأهدافهم، ليعلم الجميع أن تقدم ونجاح الدولة يثيران ضغينة بعض المرتزقة والجماعة الإرهابية ورموزها بالخارج ومن يؤجرونهم لإطلاق هذه الشائعات.. ففى مذكرة قدمتها إدارة الحرب النفسية فى وزارة الدفاع الأمريكية عام 1990، حددت هذه الإدارة مواصفات الشائعة الناجحة فيما يلى: أن يكون من السهل أن يتذكرها الجمهور المستهدَف، لأن هذا الجمهور يمكن أن يقوم بترويجها عن طريق الاتصال الشخصى. وأن تكون الشائعة بسيطة وغير معقدة، وتتضمن معلومة محددة، ولا تشمل الكثير من التفاصيل. وأن تنجح فى استغلال مشاعر الجمهور وعواطفه، وتعمل على إثارتها. وأن تتم نسبة الشائعة إلى مصدر موثوق حتى ولو بالكذب..
فهناك الكثير من الأحداث التى توضح أن الشعوب يمكن أن تتعرض للهزائم العسكرية، لكنها تقوم بإعادة بناء قوتها، والاستمرار فى المقاومة حتى تحقق الانتصارات، لكن الشعوب التى تتعرض للهزائم النفسية تفقد ثقتها فى نفسها، وتشعر بالإحباط والاكتئاب واليأس، وتفقد الحلم، والقدرة على تحقيق الإنجازات الحضارية.