أحب مشاهدة مسلسل «رأفت الهجان» تلك البطولة المخابراتية التى جسّدها الفنان الراحل محمود عبدالعزيز وأخرجها العبقرى يحيى العلمى ١٩٨٧.
ورغم أننى شاهدته عدة مرات إلا أننى أعترف بأننى لا أمل من مشاهدته، بل أبحث عن القنوات التى تذيعه وأتابعه.
فى هذا المسلسل مشاهد عظيمة وأدوار بديعة، منها دور «سيرينا أهارونى» ذلك الدور الذى دخلت به الفنانة تهانى راشد التاريخ، وأتحدث هنا عن رأفت الهجان الذى رشحها للمخابرات المصرية ليقوم بتجنيدها لأنها ناقمة على الأوضاع داخل مجتمعها.
ولكن المخابرات رفضت لأنها أكثر وطنية من الكثيرين هناك، وأن ثورتها وغضبها لأنها تطمح للأفضل فى مجتمعها، كما جاء على لسان رجل المخابرات السيد نديم «قلب الأسد» الذى جسَّد دوره الفنان نبيل الحلفاوى.
ومشهد آخر كان للفنان أبوبكر عزت الذى كان يرى أن مصر لا بد أن تنشغل بالحروب ولا تتجه للتصنيع والزراعة والتنمية، وهنا نجد أن كلا المشهدين حاضران الآن فى مصر، فالدولة المصرية ورجالها تعلم تمام العلم صفوتها من كل التيارات وتتمتع بحسن التقدير والفهم الصحيح لكل شخص يتملقها وينافقها، وتعلم تماماً من ينقد لأنه يريد لمصر الأفضل، وتعلم من ينقد لمجرد الهدم، وهنا عين القصيد، هؤلاء الذين ينقدون ولا يقدمون الحلول، بل كل همهم فى الهدم وليس البناء.
رأينا تلك الأصوات التى تُحدث الضجيج دون طحين والراغبة فى الكثير من المشاهدات وعبدة اللايكات والكومنتات والواقعين تحت تأثير وهوس السوشيال ميديا لا همّ لهم سوى التشويش على الجهود التى يقوم بها رجال مصر المخلصون فى شتى المجالات فى سبيل النهوض بهذا الوطن، وتخطى حاجز الخطر الاقتصادى والاجتماعى الذى تمر به البلاد.
ورغم جهود الدولة والقيادة السياسية فى لمّ شمل الأسرة المصرية وكل المواطنين على كلمة مصر، إلا أن بعض أبناء الوطن الخارجين عن حد الوطنية الغافلين عن هموم بلادهم وشعبهم يعملون على إثارة الفتن والبلبلة لتفريق وتفتيت الصف الوطنى الذى جمعت شمله القيادة السياسية بمحبة وبحكمة، وللتقليل من شأن الإنجازات الظاهرة والملموسة التى نراها يوماً بعد يوم.
شائعات من كل الاتجاهات تنال من مؤسسات الدولة وشركاتها الوطنية التى تعمل ليل نهار على التوعية وتمثل إحدى أذرع القوى الناعمة المصرية التى تحارب الإرهاب والفكر المتطرف ونشرت الوعى وجابهت الشائعات التى تنال من الوطن.
ليس من مصلحة أحد هدم مؤسسة، صغيرة كانت أو كبيرة، فالوطن يتم تحديد قوته بمجموع مؤسساته المختلفة ومدى قوة كل مؤسسة على حدة، فالكل رابح من وجود مؤسسة قوية فى كل فرع من مناحى الحياة المختلفة، وليس من مصلحة أحد هدم أى مؤسسة لمجرد أن شخصاً بها على غير هواه.
المهم هنا أن نتعلم أن الأشخاص والقيادات تتغير، وهذه سُنة الحياة، ولتبقَ المؤسسة قائمة تؤدى دورها لصالح الوطن.