"عم صالح" مش هيقضي العيد وسط أهله.. و"هيعيد" على الناس بالربابة
على أحد الأرصفة جلس صالح إبراهيم صالح، بجواره صندوق امتلأ بمجموعة من آلات الربابة، يمسك واحدة في يده ويغمض عينيه قليلًا أثناء العزف، يتذكر سنوات مضت حين كان صغيرًا بجلبابه يجوب شوارع القاهرة بربابة في يده يطرب كل من حوله في الأعياد كعادة كل سنة.
"مش لازم أقضي العيد وسط أهلي عشان أحس بالفرحة، وأنا بعزف للناس في الشارع ويضحكوا والأطفال تكون مبسوطة، هي دي فرحة العيد اللي بجد" كلمات جاءت على لسان صاحب الـ70 عامًا، فبالرغم من الغضروف الذي أصاب ظهره فأصبحت حركته بألم، إلا أنه لم يتنازل عن الفرحة التي يستمتع بقضائها وسط الأطفال، "أنا كنت أمشي في الشوارع أعزف وأبيع، كان العيل يقف قدامي 5 دقايق يتعلمها ويمشي مبسوط وهو متعلم يعزف زيى".
موسيقى "الضوء الشارد" وأغاني الطرب قديمًا أصبح ماهرًا فيها منذ كان عمره 15 عامًا، وتعلمها من والده الذى كان يمتهنها، "العزف ده فن ونظرية اللي يحط باله في شيء لازم هينفذه ويبقى شاطر فيه"، فكانت هي مصدر رزقه إلى جانب عزفه أحيانًا في الأفراح الشعبية، "أنا عندي 8 عيال ربنا بيرزقني برزقهم، وبيعوض عليا"، فأصبحت حياته تتشكل في سعادة الآخرين، يستيقظ أيام العيد متجهًا من مسكنه في الفيوم إلى القاهرة، يجوب شوارع المعادي حاملًا الفرحة للجميع، إلى أن يعود في المساء لأبنائه "الصبح دوري أفرح الأطفال في العيد، وبالليل أرجع لولادي أشتريلهم اللي عايزينه وأبقى كده فرحت الكل وقضيت رسالتي".