.. جلست مُنتبهاً مُنصتاً مُستمتعاً مُشاهداً فيلماً وثائقياً عن «يوسف إدريس» تم إذاعته على (قناة الوثائقية) التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
جاء اهتمامى بهذا الفيلم الوثائقى لحبى الشديد لهذا الأديب الرائع فارس الكلمة، ولتقديرى له ولأعماله الأدبية التى أثرت المكتبة المصرية والعربية بأهم الروايات وأمتع القصص وأعظم لغة أدبية ممكن قراءتها والتعلم منها والاقتداء بها، فهذا المبدع صاحب الشخصية المركبة والغنية والأوجه المتعددة معروف عنه التمرد فى تصويراته وإبداعاته والتركيز فى أدق التفاصيل، وما أن انتهيت من مشاهدة هذا الفيلم الوثائقى شعرت بأننى سِرتُ مع التاريخ فى رحلة طويلة لأهم مُبدعى مصر وأهم صانعى الرواية، وشعرت -أيضاً- بأن قناة الوثائقية هذه ستكون بمثابة منصة مصرية عصرية لتأريخ رحلة كفاح عظماء الأدب.
.. ذات مرة كان الوسط الصحفى كله يتحدث عن فيلم وثائقى عُرِض على قناة الوثائقية عن (محمد حسنين هيكل) الذى نُلقبه جميعاً بـ(الأستاذ)، رصد الفيلم حياته ومواقفه وكتاباته ومشاهداته وقراءته للتاريخ ومُعاصرته لأهم الأحداث فى تاريخ مصر الحديث، بداياته فى «الإيجيبشن جازيت» وقيامه بتغطيه عدد من الحروب ثم تغطيته لـ«ثورة 23 يوليو 1952» حتى أصبح كاتب ميثاقها وعَرابها ومؤرخها وصاحب المقام الرفيع للحديث عنها وعن ضباطها وأحداثها ونجاحاتها وكبواتها، دوره فى نجاح «الأهرام» وزيادة بريقها ومقاله الشهير بعنوان (بصراحة)، وحكايته مع مراكز القوى والرئيس السادات وكتابته لخطاب السادات التاريخى فى مجلس الشعب بعد تحقيق نصر أكتوبر 1973 وكلماته الشهيرة التى أصبحت تاجاً على رؤوسنا -نحن الصحفيين- حينما قال: إن التاريخ العسكرى سيتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم السادس من أكتوبر حينما تمكنت القوات المسلحة المصرية من عبور مانع قناة السويس الصعب واقتحام خط بارليف المنيع وعبور الضفة الشرقية من قناة السويس وأفقدت العدو توازنه فى 6 ساعات.
.. من هذه اللحظة أصبحت من مُتابعى «قناة الوثائقية» بصفة مُستمرة، أبحث عن كل جديد فيها، أنتظر ما تعرضه من أفلام وثائقية لها مغزى ومعنى ومدلول، وفى كل مرة تفاجئنى القناة بفيلم وثائقى جديد فى مجال مختلف ومُتنوع.. أعجبنى فيلم (أدهم الشرقاوى) الذى أرَّخ لمسيرة بطل شعبى نضرب به الأمثال.. أعجبنى فيلم (فرقة رضا) وهى الفرقة الشعبية الشهيرة التى أسسها محمد رضا وجابت معظم دول العالم لنشر التراث الفنى المصرى.. أعجبنى فيلم (العاصمة الإدارية) والذى تضمن أبرز المشروعات التى شهدتها العاصمة الإدارية الجديدة واستعرض تاريخ عواصم مصر منذ منف وحتى القاهرة، كما عرض آراء عدد من الخبراء حول أهمية العاصمة الإدارية الجديدة وتم تفنيد أبرز الشائعات التى تم توجيهها ضد العاصمة الإدارية وعرض الرد عليها.. أعجبنى فيلم (حياة كريمة) والذى ألقى الضوء على مشروع تطوير القرى المصرية من أجل توفير حياة كريمة للمواطنين فى القرى الأكثر احتياجاً.. وأعجبنى فيلم (30 يونيو.. ثورة إنقاذ مصر) والذى تناول ملامح الحالة الإنسانية التى شهدتها مصر صباح اليوم الفارق فى تاريخها وإصرار المصريين على التخلص من حكم التنظيم والمرشد رغم التهديدات التى أطلقها قادة الجماعة وكيف تم إنقاذ مصر من الضياع على يد جماعة خانت العهد والوعد.
.. تابعت بـ«قناة الوثائقية» فيلم (قطب) والذى يستعرض مسيرة «سيد قطب» المنظِّر الإخوانى المتطرف وكيف حاول استغلال (ثورة 23 يوليو 1952) ليصعد فى المناصب واستعرض أفكاره التكفيرية والتى ساهمت فى نشر التكفير ومعاداة المجتمع.. أعجبنى فيلم (الفرح الريفى) الذى تناول ملامح الأفراح فى الريف المصرى.. أعجبنى فيلم (على الأرض السلام) والذى يتحدث عن مصر أرض السلام وعرض عدداً من الكنائس المميزة فى مصر.. أعجبنى فيلم (الأقصر.. السر) والذى استعرض أبرز المقاصد السياحية والأثرية بمحافظة الأقصر.
.. تُعد «القناة الوثائقية» أول قناة من نوعها فى مصر، وتستهدف المشاهد المصرى والعربى وتؤرخ للأحداث والمواقف والشخصيات والإنجازات على أرض مصر، و(الوثائقية) ابنة «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» وهى الشركة التى لا تتوقف عن تقديم كل جديد مُفيد للرأى العام المصرى، وتساهم فى تشكيل وعى المواطنين مساهمة إيجابية بناءة، تُقدم إعلاماً وطنياً مُتنوعاً -سياسياً وفنياً ودرامياً ورياضياً وترفيهياً ووثائقياً- يخدم القضايا الوطنية، ومؤخراً خاضت «الشركة المتحدة» تجارب جديدة فى الديجتال ميديا والإعلام الرقمى بعدد من (البودكاست) المفيدة جداً وبأفكار جديدة لشباب جديد، وبالتأكيد سيطولهم قطار النجومية بعد تبنى «الشركة المتحدة» لهم وعرض برامجهم على منصات الشركة.. فالتطوير لا يتوقف، والأفكار غزيرة، والتنفيذ يتم بكوادر مُحترفة وبمهنية عالية لخدمة الهدف الأسمى وهو (نشر الوعى).