"صلاح" ابن الثمانين: "اللى مسافر للقناة الجديدة ياخدنى معاه"
فرحة ممزوجة بحزن شديد يعلو وجهه، كلما تابع الأخبار المنشورة عن قناة السويس الجديدة، كان أحد الذين تحمسوا واشتروا شهادات استثمار فى القناة، والآن يعاوده الحماس نفسه، لكن لحضور حفل الافتتاح الذى ينتظره وغالبية المصريين فى 6 أغسطس المقبل، لا يحول بينه وبين تحقيق حلمه سوى السن المتقدمة، وصعوبة حركته، وحاجته لمرافق فى السفر يساعده، فى ظل انشغال أبنائه الثلاثة كل فى عمله ومستقبله.
توقف صلاح الدين بدوى، الرجل الذى قارب على الثمانين، أمام دعوة الرئيس لكل المصريين لحضور حفل الافتتاح، وباغت أصدقاءه بسؤال: «هاه مين فيكم رايح حفل افتتاح قناة السويس؟»، هاله أن غالبيتهم ممن فى نفس سنه لا يستطيعون التحرك والسفر ولا يعلمون آلية التسجيل والحضور «بسبب السن ما أقدرش أروح لوحدى، كان نفسى أسافر وأحفر معاهم، وأكون نلت شرف الحفر فى قناة السويس، وأشيل على كتافى ترابها».
تفتق ذهنه عن حل يراه مناسباً: «ولادى مش عايزينى أسافر وأحضر، وخايفين عليا، وكمان مش فاضيين للسفر، عرضت على كل اللى يعرفونى من جيران وأصدقاء: مين يسافر معايا وإقامته كاملة وبنزين العربية فى السفر عليا؟»، لم يجد «صلاح» من يشجعه على قراره، يجمع أحفاده العشرة ليروى لهم مشاركته فى حرب 67، وكيف أن المشروع الجديد فى القناة سينهض بمصر اقتصادياً: «نفسى أحضر الحفل، ومش عارف ازاى، طب لو لقيت اللى يودينى، الإجراءات الأمنية المطلوبة إيه؟».