لا شك أن مصر تمتلك أهم مقومات السياحة التى من المفترض أن تجعلها محط أنظار السياح من مختلف دول العالم.. فهى مهد الحضارات وملتقى الأديان ومسار العائلة المقدسة وتمتلك الأهرامات إحدى عجائب الدنيا السبع وثلثى آثار العالم، كما تمتلك أفضل الأماكن السياحية الترفيهية والشاطئية والعلاجية والدينية والثقافية وحباها الله بأفضل طقس طوال العام يجعلها وجهة سياحية صيفاً وشتاءً.
لكن الواقع يؤكد أن التدفق السياحى على مصر لا يتناسب مع مقوماتها السياحية عالمياً بالمقارنة بدول لا تمتلك عُشر ما تمتلكه مصر من كنوز أثرية، سواء على المستوى العالمى أو على مستوى دول الشرق الأوسط.
الإحصائيات تؤكد أن فرنسا تأتى فى المركز الأول عالمياً، حيث تستقبل ٧٨ مليون سائح سنوياً وتأتى إسبانيا فى المركز الثانى وتستقبل ٧٢ مليون سائح ثم الولايات المتحدة الأمريكية وتستقبل ٥٢ مليون سائح ثم تركيا وتستقبل ٥١ مليون سائح.. وعلى المستوى العربى تحتل المملكة العربية السعودية قائمة الدول العربية الأكثر جذباً للسياح، بمعدل ١٨ مليوناً ثم الإمارات ١٥ مليون سائح ثم المغرب ١١ ثم تونس ومصر.
وهنا لا بد من وقفة مع الجهود الكبيرة التى بذلتها مصر لتنشيط السياحة والجهود التى بذلتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خلال العامين الماضيين لتنشيط السياحة عن طريق إقامة مهرجان العلمين خلال شهور الصيف والذى أسهم إسهاماً كبيراً فى تدفق السياح من مختلف دول العالم.
فقد قامت الشركة المتحدة بالتنسيق مع هيئة تنشيط السياحة للترويج للمزارات الدينية والسياحية بمدينة سانت كاترين بعد توجيه دعوات لعدد من القنوات العالمية والصحفيين العالميين الذين قاموا بزيارة «سانت كاترين» ونشروا فى وسائل إعلامهم قصصاً صحفية عن الكنوز السياحية المصرية مما كان له أكبر الأثر فى تدفق السياحة العالمية.
لقد أوصلت الشركة المتحدة من خلال مهرجان العلمين رسالة للعالم عن حالة الأمن والأمان التى تتمتع بها مصر وألقت الضوء على الإعجاز الذى حدث بمدينة العلمين وحولها من منطقة صحراوية مليئة بالألغام قبل بضعة أعوام إلى مدينة متكاملة الخدمات، توجد بها كل الأنشطة ويقصدها السياح والمستثمرون من جميع أنحاء العالم.. كما أسهمت الشركة المتحدة فى تحسين الصورة الذهنية للمقصد السياحى المصرى لدى السائح الأجنبى.
بالتأكيد لا يختلف اثنان على أن السياحة تعد أحد المصادر الأساسية للعملة الصعبة فى مصر، وخلال العام المالى الماضى قفزت إيرادات مصر من السياحة إلى ١٣٫٥ مليار دولار بعد أن تأثر قطاع السياحة كثيراً بسبب جائحة كورونا والحرب فى أوكرانيا.. بدأت السياحة المصرية تستعيد عافيتها، وأعلن الدكتور مصطفى مدبولى أن الدولة تستهدف تحقيق ٣٠ مليون سائح ومضاعفة إيرادات السياحة.
وزفّ شريف فتحى، وزير السياحة، البشرى بأن هناك توقعات بزيادة أعداد السائحين لتصل إلى أكثر من ١٤ مليون سائح خلال عام واحد وقال إن هناك العديد من المحاور يجرى العمل عليها للوصول لرقم ٣٠ مليون سائح استغلالاً لمناخ الاستقرار السياسى والاستثمار فى البنية الأساسية وبناء الفنادق.
وأشار وزير السياحة والآثار إلى أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية شريك أساسى فى تنشيط السياحة المصرية وقال إن الوزارة تتوسع فى الحملات التسويقية الدولية وتستهدف أسواقاً جديدة واعدة، وتعزز السياحة الإلكترونية، وتضع الخطط لتحسين جودة المنشآت الفندقية ورفع كفاءة العاملين بها، بالإضافة إلى الارتقاء بالبنية التحتية فى المناطق السياحية والأثرية، وتطوير المشروعات الأثرية لتعزيز مكانتها كمقاصد سياحية عالمية، بما يسهم فى دعم السياحة وتعظيم دورها فى الاقتصاد المصرى.
نعم، الشركة المتحدة أسهمت فى حل المعادلة الصعبة التى تتمثل فى ضعف إيرادات وتدفق السياحة رغم ما تملكه مصر من كنوز أثرية والدليل أن مهرجان العلمين الجديدة أعطى فى نسخته الثانية دفعة قوية للسياحة وحقق نجاحاً كبيراً وكان أحد الأسباب الرئيسية التى أدت إلى وصول نسب إشغال غالبية فنادق العلمين والساحل الشمالى إلى ١٠٠٪ خلال شهرى يوليو وأغسطس الماضيين.
نعم، «بلدنا حلوة» تمتلك كنوزاً سياحية ترشحها لأن تكون المقصد السياحى الأول على مستوى العالم، فقط نحتاج إلى خطط تسويقية مدروسة وأن نغزو أسواق السياحة العالمية وبإذن الله نتربع على عرش السياحة العربية والإقليمية قريباً وننافس فرنسا وإسبانيا على كعكة السياحة العالمية.