"سفاح الباطنية": المرض هدنى
تشير عقارب الساعة إلى السابعة صباحاً، موعد استيقاظه اليومى، بجلبابه الأبيض المعتاد تشبث جيداً بعصاه الخشبية صديقة كفاحه، اتكأ عليها متجهاً إلى مكانه فى بداية حارة «المغاربة» بمنطقة الباطنية، جلس «عادل السفاح» على كرسيه الخشبى وكأنه «أحد فطاحل الباطنية»، أصبح «سايس» فى المكان الذى يعيش فيه منذ 12 عاماً ليحصل على قوت يومه. التصق لقب «السفاح» بـ«لبيب محمد إبراهيم» منذ الصغر رغم أنه لم يكن يوماً سفاحاً، أخوه الأكبر كان عاشقاً لشخصية «شكرى سرحان» فى فيلم «اللص والكلاب»، كثيراً ما سبّب الذعر لإخوته السبعة بسبب ملاحقة الشرطة له: «أخويا كان شقى، يحب ينط على الأسطح ويتشعبط على المواسير، خد لقب السفاح وبقى إخواته كمان سفاحين، كلهم ماتوا وأنا عايش بالاسم»، شهرة التصقت به منذ الصغر وكأنها إرث، لم يملك الرجل وهو فى الستين من عمره أن يبرر لجميع من يهابه أنه ليس سفاحاً: «واحد متربى فى الباطنية عايزنى أطلع إيه طيار!».
تزوج «السفاح» فى سن صغيرة وأصبح يعول 3 أبناء، لم يجد العمل الملائم لإطعامهم إلا مهنة تجارة المخدرات: «اتسجنت بسببها 3 سنين، وخرجت مش لاقى أصرف على عيالى فى الثانوية العامة، رجعتلها تانى واتسجنت، بعدها ربنا تاب عليَّا، أما اتجوزوا وزوجتى ماتت، الحمل خف وبقيت عايش لوحدى».
صوته غليظ ينم عن قوة، رغم كبر سنه ولكن علامات الرضا ترتسم على وجهه وتجعل الجميع يطمئنون له: «اللى يركن عندى أقوله ادفع الجودة، واللى عرفنى مبقاش يخاف منى، خشونة الركبة هدتنى، والسجن أخد منى راقات»، 5 من أولاد منطقته يشاركونه فى هذا العمل، لا ينال إلا القليل: «بحافظ على العربيات بـ5 جنيه فى اليوم ووجودى بيمنع أى حد ييجى يسرق حاجة من العربيات، مش عايز غير معاش يأكلنى عيش ويجيبلى العلاج».