«حسن» استرد بصره فأصبح عاطلاً
«حسن» استرد بصره فأصبح عاطلاً
«حسن» كفيف أصبح بلا عمل بعد أن استرد بصره
ألم شديد فى عينيه، يصحبه ضعف فى الإبصار يقل شيئاً فشيئاً، حتى تحول «السباك البريمو» إلى كفيف قعيد منزله فى منطقة إمبابة، 10 سنوات يحاول استرداد «نور عينيه» دون جدوى، وعندما أتته الفرصة لاستعادة حياته القديمة كان مصيره الشارع هو وزوجته وأبناؤه.
فى نظر «الصنايعية» يعتبر «حسن شحاتة»، 49 عاماً، صاحب إعاقة، فالسباك الصحى لا يحتاج أصابعه فقط وإنما نظره، تبرّع له خليجى بتكاليف عملية جراحية تعيد إليه نظره، فلم تعد أكثر من 3/60 من إبصاره بعينه اليسرى، لأن الأخرى تعانى ضموراً، أصبح السباك بعد أن عاد إليه بصره أكثر فقراً: «بعت عفشى وشقتى عشان نصرف طول الـ10 سنين اللى كنت فيهم أعمى، ولما رجع لى نظرى، لا بقيت باشتغل ولا عندى بيت».
داخل حجرة مكشوفة على ضوضاء الشارع، يجلس السباك الخمسينى مع طفليه «محمد» و«سيد» وزوجته بلا عمل، إلا مساعدات أصدقائه القدامى الذين يرأفون لوضعه: «تعبت من السلف، نفسى أرجع يبقى عندى بيت، ووظيفة آكل منها عيش.. الصنايعى مننا من غير شغل يموت، وأنا فضلت ميت 10 سنين.. والعمر فيه كام 10 سنين؟».
فى ظل الظلام الحالك الذى عاش فيه «حسن»، اختاره أحد الأثرياء العرب ليكون الحالة التى يتبرّع لها بتكاليف عملية إزالة المياه البيضاء والكليكوما، بالإضافة إلى تبرّع بعدسة، لا يعرف له اسماً أو عنواناً، لكن يدينه له بالمعروف: «خلتنى أشوف عيالى، وصحتنى من الغفلة اللى كنت فيها، مانعرفش قيمة العرب إلا فى وقت الشدة واقفين جنبنا دايماً».