إن فاتك الميرى «اقراه» وافهمه فى «حكايتى مع البيادة»
إن فاتك الميرى «اقراه» وافهمه فى «حكايتى مع البيادة»
حكايتى مع البيادة
زوجة ضابط تكتب معاناتها اليومية عن القلق والرعب المستمرين
«حكايتى مع البيادة».. المصطلح التعبيرى الأدق الذى ارتضته «غادة نوارة» ليكون عنوان كتابها الأول الذى تعبر من خلاله عن معاناة زوجة ضابط الجيش، روت ما شاهدته وعايشته فى ستة فصول، اختلطت فيها مشاعرها كزوجة لرجل يحمل روحه على يده وكمواطنة تستشعر الخطر فيما هو آتٍ منذ أن بدأ شباب البلد فى سب جيشها منذ المرحلة الانتقالية الأولى التى حكم فيها المجلس العسكرى البلاد.
«المعاناة» رافقت زوجة ضابط الجيش قبل ثورة 25 يناير 2011 وبعدها، ولكن لكل معاناة منهما خصائصها، قبل هذا التاريخ كانت تصحح صورة مأخوذة عن أسر ضباط الجيش بأنهم «واكلينها والعة» ويسكنون القصور وحياتهم المادية «مرفهة»، على الرغم من أنها كانت تعانى مثل باقى زوجات الموظفين من ضعف الراتب، وظلت تصحح الفكرة لكل من يناقشها فى النادى فى ذلك الأمر. بعد الثورة شعرت «غادة» بالظلم واختلفت معاناتها، فأصبح زوجها عصبياً ومتوتراً طوال الوقت لقربه من الأحداث ورؤيته للخطر القادم، بالإضافة إلى عدم رؤيتها له.
«حسيت بخطر من بكرة كل ما أتخيل إن جوزى ممكن يخرج ميرجعش»، طوال عام ونصف العام، مدة كتابتها للكتاب، كان الخوف والخطر هما الأقرب لـ«غادة» وأسرتها المكونة من ولد وبنتين، ومزجت فى كتابها بين حكاياتها وحكايات نساء أخريات متزوجات من ضباط جيش وبين آرائها السياسية ورؤيتها لما يحدث، وشعورهن بالخطر على أبنائهن طوال الوقت. على الرغم من أن عمل زوجها بالقاهرة فإنها لا تراه، ما وضعها فى مسئولية تربية الأولاد والبيت ورعايتهم، وأن الزوج دوره هو الدعم المادى فقط، وهو ما تعانيه زوجات الضباط الآخرين وفقاً لما رصدته المؤلفة فى كتابها، بسفر أزواجهن الدائم، ووقوع المسئولية كاملة على عاتق المرأة وحدها.
«عاشقة البيادة».. كان العنوان الأول للكتاب لكن استبدلته المؤلفة بـ«حكايتى مع البيادة»، وصممت على كتابة لفظ «البيادة» بسبب ما كان يطلق على المؤيدين للجيش بأنهم «عبيد البيادة»، وشعرت بأنها تريد إيضاح بأن البيادة من مكونات زى رجال ضباط الجيش، وأن من يرتدونها مؤمنون بقضية الدفاع عن بلادهم حتى وإن كلفهم الأمر أرواحهم.