"الأفلام القصيرة".. أصل السينما المصرية الضائع بين الإنتاج ودور العرض
"الأفلام القصيرة".. أصل السينما المصرية الضائع بين الإنتاج ودور العرض
أرشيفية
على الرغم أن أصل السينما المصرية هو الأفلام القصيرة، فإنها تمتلك العديد من المشاكل فى إنتاجها، بداية من تحمل تكاليف الإنتاج إلى عدم وجود دور عرض لهذه الأفلام سوى المهرجانات المتخصصة وشبكة الإنترنت، ما أفقدها تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة لها.
يقول إسلام الشرنوبى مدير تصوير ومخرج تنفيذى، إن مستقبل الأفلام القصيرة فى مصر حاليا بدأ فى اتجاه أكثر رؤية ووضوحا عن الفترة السابقة، حيث بدأت توجد قاعدة جماهيرية لهذه الأفلام، مضيفا أن أكبر مشكلة تواجه مستقبل الأفلام القصيرة هى الإنتاج الخاص للفيلم، الذى يتطلب وجود معدات كثيرة و تراخيص، إضافة إلى التكاليف المادية للفيلم.
وذكر الشرنوبي أنه شارك فى إخراج أكثر من فيلم قصير لكن دون أي دعم من جهات رسمية، وفسر ذلك بأن الدولة ترى أن الأفلام القصيرة ليس لها تأثير ثقافى، وأضاف أن وزارة الثقافة تقدم مسابقات للأفلام القصيرة وتعطى فيها الجوائز للأفلام الأفضل، وأن من ضمن المشاكل التى تواجه مخرج الأفلام القصيرة فى بداية عمله هو توقعه لمشاهدة الكثيرين لأعماله لكن الأمر يحتاج إلى مرونة أكثر.
وأشار إلى أن مهرجانات مثل مهرجان "زاوية" ساعدت فى عرض الأفلام القصيرة، وذكر الشرنوبي أن من ضمن أعماله فيلم "ليلتين شتا"، وهو فيلم يتحدث عن النوبة.
واعتبر مايكل بيوح مخرج أفلام قصيرة، أن مستقبل الأفلام القصيرة فى مصر مجهول، لأن هذه الأفلام لم يتم عرضها سوى فى المهرجانات ويتم تقييمها من خلال نقاد، وأضاف أن مهرجان "ساقية الصاوى" هو مهرجان محلي، ولم تعترف به الدولة.
وأشار بيوح إلى أن مشكلة الأفلام القصيرة ليست الإنتاج لكنها عدم وجود قناة تليفزيونية لشراء هذه الأفلام، حيث إنه لم يوجد دور عرض لهذه الأفلام رغم أن دور العرض تستطيع أن تعرض فيلما قصيرا قبل عرض الفيلم السينمائى، لأن شركات الإنتاج لم تتحمس لإنتاج هذه الأفلام.
وأضاف إن الحل هو تقديم الدعم المادى للأفلام القصيرة، وأن يتحمل المخرج الجزء الفنى، مذكرا بأن قصر السينما كان ينتج أفلاما لمخرجين محترفين، ولم ينتج لمخرجين صغار السن.
وفى إطار ذلك، ذكر الشاعر أشرف عامر رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث بالهيئة العامة لقصور الثقافة، أن الهيئة تعمل على إعداد قصور السينما بالمحافظات لتجهيز قاعاتها للعروض السينمائية ومن ضمنهم الأفلام القصيرة، وأضاف أن الهيئة اختارت 100 قصر بالمحافظات لإعدادها، وتم البدء فى 10 قصور تستعد لعرض الأفلام السينمائية على مدار الأسبوع.
ولفت عامر إلى أن إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسحلة ستقدم المهرجان الأول للفيلم الوثائقى العسكرى، الذي يبدأ من 4 أكتوبر إلى 7 أكتوبر، وستقدم الجوائز المادية والمعنوية مثل الكتب والدروع، وأضاف أن الهيئة العامة لقصور الثقافة ستشترك فى هذا المهرجان، وأنها تفتح ذراعها لأي فيلم قصير وتساعد بالدعم المادى إذا كان موضوع الفيلم جادا ومفيدا للمجتمع.