طفل ولكن جزار: المهنة علمتنى الرحمة
طفل ولكن جزار: المهنة علمتنى الرحمة
أمير أحمد
لا يحتفل بالعيد كباقى الأطفال، دخل عالم الرجولة مبكراً، يعمل جزاراً وهو ما زال فى السابعة من عمره، وخلال أيام العيد قام بذبح عدد من الأضاحى دون مساعدة من أحد، الطفل «أمير أحمد»، ورث مهنة الجزارة عن والده وجده، رغم قصر قامته فإنه يرتدى ملابس الجزارين: «كازالك» وبنطلون واسع صديرى متعدد الجيوب، الذى يحمل جميع المعدات الخاصة بالذبح والسلح والتقطيع من ساطور وسكاكين متعددة الأحجام والمقاسات.
«بحب المهنة دى أوى واشتغلت فيها وأنا مقتنع بيها، اتعلمت الذبح وعرفت كل قواعده، وأبدأ منين وأرفع السكين إمتى وقبل كل شىء أسمّى بالله على الذبيحة، مش بس عشان أكلها يبقى حلال كمان عشان اسم ربنا بيلهمها الهدوء والسكينة والاستسلام التام».. قالها «الجزار الصغير».
لافتاً إلى أن الله فدانا جميعاً بكبش عظيم، عندما استبدل برقبة سيدنا إسماعيل كبشاً: «اتعلمت من المهنة دى الهدوء والاستقرار النفسى، واتعلمت الرحمة فى التعامل مع الحيوان قبل وبعد ذبحه، وتقطيع لحمه برفق وبشكل جمالى يرضى أصحاب الأضحية».
لا يخشى «أمير»، الذبح على الإطلاق، فكثيراً ما جلس مع والده أثناء قيامه بالذبح، تعلم منه الذبح برفق، وعدم المغالاة فى الأجرة مراعاة لظروف الناس: «كل عيد أضحى بقعد مع الجزارين الكبار بالمجزر، أشتغل معاهم، وأكتر حاجة تسعدنى لما أدخل والناس تقول الجزار وصل ويبصوا لى كتير أوى وعيونهم بتقول كلام كتير أكون خلصت فيه الذبيحة، وهما لسه بيسألوا نفسهم أسئلة كتيرة أوى عنى وعن سنى وخلافه».