إحنا الاتنين بنكمل بعض: لو هو «الحدوة».. أنا «الحصان»
إحنا الاتنين بنكمل بعض: لو هو «الحدوة».. أنا «الحصان»
طارق ورمضان يقومان بتركيب حدوة لحمار
يعتمدان على بعضهما البعض، لا يكتمل عمل أىٍّ منهما دون الآخر، الأول «طارق سعيد»، يقف أمام النار من أجل تقطيع حدوة الحصان، وكثيراً ما تعرّض للحرق بسبب هذه المهمة، والثانى «رمضان إبراهيم»، أصيب مرات عديدة أثناء تركيبه الحدوة فى قدم الخيل، الاثنان أصبحا صديقين بحكم عملهما، والأوقات الكثيرة التى يجلسان فيها مع بعضهما، يضحكان ويحزنان معاً، يواجهان أزمات متشابهة. «بقالى 30 سنة باركِّب حدوة للحصان والحمار، مهنة مش سهلة طبعاً وبنتعرض للخطر، ممكن الحصان يرفسنى، يخبطنى، وياما ده حصل واتعورت كتير»، قالها «رمضان»، مؤكداً أنه تعلّم المهنة من والده وجده، لافتاً إلى أنها مهنة تحتاج إلى كثير من التعلم والصبر: «طبعاً مش أى حد يعرف يركبها للحصان، ممكن مسمار ييجى غلط فى اللحم يعور الحصان فيعرج، فيضره ويضر صاحبه»، يتحدث «رمضان»، أثناء تركيبه حدوة فى قدم حمار، مؤكداً أنه لا يخطئ بسبب خبراته الطويلة، كما أنه أصبح يعلم جميع مقاسات الحمار والحصان بمجرد النظر. «كلنا بنتعب، مفيش حد مرتاح، أنا لازم أشتغل فى النار، وإيدى كلها حروق، ممكن أمسك الحموة بالغلط، فتحرق إيدى»، قالها «طارق سعيد»، مؤكداً أنه على الرغم من ذلك يحب مهنته، ولو لم يقع فى حبها لتركها منذ فترة. تعلم «طارق» الحدادة من والده أيضاً، وفضّل أن يخصص وقته لعمل الحدوات فقط، فلكل حداد صنعة. حفظ «طارق» جميع المقاسات وأصبح ماهراً فى مهنته: «باشترى الحديد، أقطعه على المقاس، كل حصان أو حمار له مقاس مختلف، وماينفعش الخيل يمشى من غيرها عشان مايتعورش»، مؤكداً أن الشغل قليل، فيرد صديقه «رمضان»: «قليل جداً، ومش على قد تعبنا»، لافتين إلى أنه لا يوجد تأمين لهما من إصابات العمل، ولا معاش يضمن لهما غدر الزمان، ولا حماية لهما ولأولادهما فى مهن لا تعرف إلا الشقاء فقط.
يعملان معاً فى مهنة ليست رائجة دون معاش ولا تأمينات