بالصور| "الحديقة".. أبرز ملامح "محطة حلوان" بعد نقل الباعة الجائلين
بالصور| "الحديقة".. أبرز ملامح "محطة حلوان" بعد نقل الباعة الجائلين
محطة مترو حلوان
بعد الانتهاء من الخط الأول للمترو، يبدو المشهد مختلفًا عما كان عليه منذ 4 أيام، أناس يخرجون من محطة حلوان وآخرون يدخلون، في ظل غياب ملحوظ لبائعي الفاكهة والآخرين الجائلين، وسط ظهور بارز لحديقة حلوان العامة، والمحلات التجارية بالمنطقة، وكذلك لافتة محطة المترو.
وشهد مدخل محطة المترو وسيولة مرورية غير مسبوقة، حتى أصبح يستوعب 4 سيارات بعدما كان لا يحتمل مرور واحدة، إضافة إلى انهماك رجال المحافظة في إزالة مخلفات الباعة الجائلين، واصطفاف أصحاب المتاجر خارج محالهم لمتابعة عملية ضبط الشارع.
"كفاية إننا شوفنا سور المترو"، بهذه الكلمات بدأ إسلام الجابري، صاحب محل الحلوى المقابل لمحطة مترو حلوان حديثه، وتابع: "الناس بقت بتعرف تركن عربياتها دلوقتي، ده غير إن الزباين ابتدوا يزيدوا الأيام دي، والأول الزباين كانوا بيخافوا يجوا لحسن علبة التورتة يحصلها حاجة أو تحصل خناقة مع أي بياع".
وتابع إسلام حديثه قائلاً: "نقل البياعين فرق كتير، وبقينا مش بنشوف حد بيقل أدبه ولا بنسمع شتايم زي الأول، ده غير كم المشاكل اللي كانوا بيعملوها، وكانوا كسروا المحل اللي جنبي عشان يقعدوا فيه".
ووقف آخر خارج متجره مرتديًا نظارته السوداء، يوجه العاملين بمحله كيفما يشاء، هيثم جوهر، مالك إحدى محلات الـ"سوبر ماركت" المجاورة لمحطة مترو حلوان، فبدأ حديثه قائلاً: "بقالنا 7 سنين مش عارفين نشتغل هنا، والناس مكانتش بتعرف تعدي هنا في الشارع، ده غير الخناقات اللي كانت بتحصل بين الزباين والبياعين".
وأضاف هيثم: "دايمًا كانت أي إزالة بتحصل كانت بتبقى جزئية، يعني بيمشوا الناس اللي عند المحطة بس مثلا، لكن دلوقتي الإزالة جت على كله.. ودي الميزة"، وأضاف: "أنا كنت وصلت لمرحلة إني هقفل المحل خلاص، لأن 90% من العربيات الشركات اللي بتزودني بالبضاعة بترفض تيجي هنا لزحمة البياعين والمشاكل اللي ممكن تحصلهم معاهم، ده هي إن العربيات كبيرة والشارع كان ضيق"، وختم حديثه قائلاً :"البياعين لو كانوا في حالهم ومش بيعملوا مشاكل كانوا قعدوا".
وقف خلف منضدة موضوع عليها اللحم، وبدأ في إخراج العظام منها بتأن، "سيد الجزار" كما يُطلق عليه في المنطقة، صاحب محل الجزارة المجاور لمحطة مترو حلوان، الذي بدأ حديثه قائلًا: "محدش كان بيعرف يمشي هنا، خصوصًا الستات، كان دايمًا بيتعرضوا للمعاكسات من البياعين، وأحيانًا الضرب بردو لو كانت واحدة جت عشان ترجع حاجة اشترتها".
وأضاف سيد: "الواحد مكنش عارف يشتغل، حتى أنا مكنتش بعرف أطلع اشتغل برا المحل زي كده، ده غير أننا كنا بنواجه صعوبات عشان نعرف ندخل اللحمة جوا المحل، وكنت لازم كل مرة أعمل خناقة مع البياعين عشان أرف أدخل البضاعة".
ومع اختلاف رواد محطة مترو حلوان، إلا أن الجنس اللطيف من أكثر الفئات التي كان يصيبها الضيق من المحطة كما ذكر أصحاب المحلات، إلا أن لمدام دعاء رأي آخر، فقالت: "الحقيقة كان الممر اللي برا المحطة ضيق، وده كان بيعدي فيه الرجالة والستات، وكانت أي مشكلة بتحصل الصراحة سببها الناس اللي بتمشي".
وتابعت دعاء: "الحقيقة البياعين كانوا في حالهم، إلا أن اللي عملته المحافظة ده شئ كويس، والشارع بقى أوسع من الأول، ده كمان الشارع مليان عربيات فمال بالنا لو كان البياعين لسه موجودين"، فيما أعربت "نهى" طالبة في الصف الثاني الثانوي، عن سعادتها بما حدث، قائلة: "كنت دايمًا بتعرض للمعاكسات، والأصح يكون السؤال كام مرة ما اتعاكستش"، ثم اتجهت نهى إلى زميلاتها ليلتقطوا الصور التذكارية مع لافتة محطة مترو حلوان، كأول مرة تظهر اللافتة إلى النور بالنسبة للمارة.
ومع قلة غير معتادة لسيارات "الميكروباص" بجوار محطة مترو حلوان، إلا أن البديل كان متواجد وبقوة، فوقفت سيارات "التاكسي" أمام بوابة المحطة، وينتظر كل سائق إشارة من أي زائر حتى يقله إلى المنطقة التي يطلبها، ولم يكتفي الأمر على السيارات الأجرة، بل وكذلك السيارات الملاكي.
"المنظر العام قبل كده مكنش حلو"، بهذه الكلمات بدأ هاني الحلواني، سائق سيارة أجرة، حديثه، وأكمل: "البياعين كانوا قافلين الطريق هنا، وقليل ما كانت عربية بتعرف تعدي، ولولا إني من سكان حلوان والناس عارفاني كان زماني مكنتش بعرف أعدي، لكن دلوقتي السكة بقت مفتوحة لأي حد".
وتابع هاني حديثه: "احنا مش بنحب حد يتقطع رزقه، بس في الآخر الحكومة وفرت للبياعين بديل، والزبون في الآخر بيدور هيجيب حاجته منين، وهما مش فاهمين إن الزباين هيروحوا لهم غصب عنهم عشان يشتروا حاجتهم".
واستكمل الحلواني، حديثه قائلاً: "الأول كنت بشتغل على التاكسي برا الشارع هنا، وكان أي حد بيخرج من المحطة بيتمشى مسافة عشان يركب تاكس، وكانت أي ست كبيرة مش بتقدر تعمل ده، لكن دلوقتي خلاص كل حاجة اتغيرت"، وبعد أن أنهى هاني حديثه رفض كل سائقي السيارات الملاكي الحديث، بعد أن حولوا سياراتهم الملاكي لنقل المارة كالأجرة، واكتفوا بقولهم: "احنا بنسعى لرزقنا وبس".