بعض المرشحين والأحزاب السياسية يريدون إقحام الكنيسة فى العملية الانتخابية دون وجه حق، فالكنيسة المصرية كنيسة وطنية لها مواقفها الوطنية تجاه الوطن، فهى تعمل لصالح مصر فقط لا لأفراد ولا كيانات، وقد صرح بهذا قداسة البابا آلاف المرات. الكنيسة مؤسسة روحية رعوية لا تهتم بالشأن السياسى، فهى تشارك فى المواقف الوطنية فى توعية الشعب فى المشاركة، وأنها حريصة كل الحرص على الوقوف على مسافة واحدة من الجميع. وأنا أعلم أن الانتخابات السابقة ونزول الأقباط عن بكرة أبيهم للتصويت للتخلص من تيار يكفّرهم وينكر عليهم مبدأ المواطنة، وجعلهم يتكتلون للتيار المدنى الوحيد الذى أمامهم دون النظر إلى أن هذا التكتل مسيحى أو مسلم فكانت الكتلة الوطنية تجمع ثلاثة أحزاب: التجمع والمصرى الديمقراطى، والمصريين الأحرار، والدليل على أن التصويت غير طائفى أن هذه الكتلة لم تأتِ بنواب مسيحيين إلا نائباً واحداً الدكتور عماد جاد ومع ذلك اتهمت الكنيسة بالتصويت الطائفى وهى بعيدة كل البعد عن ذلك، ولكن لحرص الأقباط الشديد على اختيار تيار لم ينتمِ أو يتحالف مع التيار الدينى، أما الآن سوف يكون أغلب المرشحين من التيار المدنى، ولهم سيرة ذاتية واضحة ولهم مواقف تزكيهم أو العكس. لذلك أنا أتيقن أن الكنيسة المصرية أذكى من أن يزج بها فى هذا المنزلق الذى يحول العملية الانتخابية لفتنة تقسم المجتمع وتفتت أوصاله، فأرجو من الأحزاب والمرشحين الفردى الذين يدعون أنهم مؤيدون من الكنيسة أن يتقوا الله فى الوطن ومن افتعال مواقف لا تصب إلا فى صالحهم بغض النظر عن تأثير ذلك على الوطن وتفتيت وحدته.
ومن هنا ونحن نحتفل بأعياد النصر علينا أن نستدعى روح أكتوبر فقد استمعت لأحد أبطال أكتوبر من الضباط المصابين وهو يقول إن الذى أنقذه جندى مجند مسيحى حمله على كتفه مسافة طويلة حتى وصل إلى المستشفى، وهو يرسل له شكره، وهو من أسيوط ولم يتقابل معه بعد هذه الحادثة. هذه عظمة هذا الشعب الذى يتغلب على كل الصعاب بهذه الروح، مهما حاول المزورون أن يزيفوا التاريخ والأحداث فسوف يخرج من يقول كلمة حق. ما المانع ونحن نحتفل بأعياد أكتوبر أن نتكلم عن صاحب فكرة التخلص من خط بارليف بالماء، وأنا لا أذكر اسمه، لأنه للأسف لم يذكر كثيراً فى الإعلام، وهو مسيحى، ولا يقل هذا الرجل الذى عمل ليل نهار ليفكر كيف يحطم هذا الخط الذى يفتخر به الإسرائيليون، هذا الرجل الذى كان يفكر كيف يقضى على خط العار والهزيمة لنصرة بلاده بدلاً من قائد القوات الجوية الذى نتغنى به فى كل مناسبة. لماذا لا نستغل روح أكتوبر لمحو الأفكار الغريبة علينا أن المسيحى يدفع الجزية وغيرها من الفتاوى الغريبة على الشعب المصرى العظيم فإبراز الأبطال المسيحيين فى حرب أكتوبر، وهم كثر، يمحو فكرة الجزية التى تجرح مشاعر المسيحيين الوطنيين. وكيف ونحن بعد مرور اثنين وأربعين عاماً من حرب أكتوبر المجيد لم يتم عمل فيلم يبرز روح أكتوبر والبطولات العديدة التى سطرت لمصر تاريخاً من النصر واسترداد جزء من جسد الوطن. مصر أقوى من أى معتدٍ ظاهر أو مستتر، وكل عام وشعب مصر كله بخير وحدة واحدة قوية بحب أولادها.