«باسوس» قلعة التقليد.. و«أبورواش» و«النهضة» منطقتان صناعيتان مجهولتان
«باسوس» قلعة التقليد.. و«أبورواش» و«النهضة» منطقتان صناعيتان مجهولتان
مصانع "بيرالسلم"
«المناطق الصناعية السرية» هكذا يمكن أن يطلق على عدد من المناطق الصناعية غير الرسمية، التى تكونت بشكل عشوائى فى ظل غياب كامل للرقابة الحكومية عليها، وسرية تلك المناطق تعود إلى عدة أسباب ليس أولها الإهمال الحكومى، ولا آخرها كونها غير معروفة لدى المسئولين عن الصناعة والمشروعات الصغيرة فى مصر. ومن اللافت أن تلك المناطق تضم العشرات بل المئات من المصانع والورش الصغيرة التى تقوم بإنتاج كميات لا يمكن الاستهانة بها من السلع، بداية من أوراق المناديل، وانتهاء بقطع غيار السيارات، والمسابك، وجميعها أو معظمها يقع ضمن نطاق مصانع «بير السلم».
1300 مصنع فى «العكرشة» تنتظر التقنين.. و«مرغم» المغضوب عليها تضم 350 مصنعاً واستثمارات بالمليارات
واحدة من تلك المناطق، هى منطقة «باسوس» بمحافظة القليوبية، التى تضم حوالى 15 ألف ورشة ومصنع تعمل معظمها بعيداً عن أعين الدولة، وخارج نطاق اهتماماتها، ورغم أن تلك المنطقة تعد علماً من أعلام مناطق «تقليد المنتجات»، إلا أن أحداً من المسئولين لم يسع وقته لزيارتها والتعرف على أسرارها، فى الوقت الذى يرحب فيه أصحاب المصانع بها، بالعمل فى النور وتحت مظلة المنظومة الرسمية بشرط ألا يعاملوا كمجرمين. منطقة أخرى بالمحافظة ذاتها، القليوبية، وهى منطقة تسمى «العكرشة» الواقعة بالخانكة، وتضم حوالى 1300 مصنع، ويتركز نشاطها فى سحب ودرفلة الحديد والمسابك وإنتاج البلاستيك والكرتون والورق، الغريب أن تلك المنطقة المهمة صدر لها قرار فى عام 2008 بتقنين أوضاعها، واعتمادها منطقة صناعية رسمية، إلا أن القرار لم ينفذ حتى الآن، بل إن عدد المصانع الرسمية والمرخصة بها فعلياً لا يتجاوز 50 مصنعاً على الأكثر، فيما تعمل باقى المصانع بشكل غير رسمى وخارج المنظومة الحكومية. الأكثر غرابة أن عمر تلك المنطقة يمتد إلى أكثر من 20 عاماً منذ بدأ إنشاء أول مصنع بها، فيما تقدمت غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات بأكثر من طلب على مدار الأعوام الأربعة الماضية، لتقنين وضع تلك المنطقة ومنح التراخيص للمصانع القائمة بها، والعاملة فى مجال الصناعات المعدنية، إلا أن شيئاً من تلك المطالب لم يتحقق.
منطقة «مرغم» الصناعية بالإسكندرية، تأتى ضمن المناطق التى ظلت مغضوباً عليها لسنوات، فالمنطقة التى تضم أكثر من 350 مصنعاً، واستثمارات تقدر بالمليارات، ظلت لسنوات خارج نطاق اهتمام الحكومات المتعاقبة، سواء قبل 25 يناير أو بعدها، ونتيجة لذلك كانت هى أيضاً، إحدى المناطق التى شهدت حرماناً مستمراً لخدمات الصرف الصحى والمرافق بشكل عام، للدرجة التى أدت إلى توقف العديد من مصانعها. وفى الإسكندرية أيضاً يوجد أحد التجمعات الصناعية التى ربما لم يسمع بها المسئولون عن الصناعة فى مصر، وهى منطقة «أم زغيو» الصناعية التى تضم العديد من مصانع وشركات ومخازن الأخشاب والأجهزة المنزلية والصناعات الهندسية. وفى الجيزة، تأتى المنطقة الصناعية بعرب أبوساعد على رأس المناطق التى عملت مصانعها فى الظلام لسنوات، بعيداً عن دائرة الاهتمام الحكومى، ورغم كونها إحدى القلاع الصناعية فى مجال إنتاج الطوب، ورغم تأكيدات محافظى الجيزة السابقين، وحتى المحافظ الحالى بشأن صدور قرار جمهورى خاص بالمنطقة لاعتمادها منطقة صناعية رسمياً، فإن شيئاً من تلك التصريحات لم يتحقق على أرض الواقع حتى الآن، وهو الأمر ذاته الذى ينطبق على مناطق مثل «أبورواش»، التى تعد مركزاً للعديد من الصناعات غير الرسمية، ومنطقتى «مشتول السوق» و«النهضة» وغيرها من المناطق الصناعية «السرية» التى ما زالت فى انتظار «العطف الحكومى».