رشاوى «ليلة الانتخابات».. «وظائف وشماسى وعيش»
رشاوى «ليلة الانتخابات».. «وظائف وشماسى وعيش»
مندوبو المرشحين يتلقون طلبات الوظائف من المواطنين
طابور ممتد بطول الشادر، تقف فى أوله «وفاء» ممسكة بسيرتها الذاتية، لتقدمها للرجل الجالس أمامها، وإلى جواره صور المرشحين وشعاراتهم ورموزهم الانتخابية، بعد أن سألها: «مؤهلاتك إيه يا مدام؟ سيبى الـC.V بتاعتك ويومين ونرد عليكى». الشابة الثلاثينية تعانى ككثيرات من البطالة، حتى جاءتها وعود المرشحين بفرص عمل: «ما أقدرش أقعد من غير شغل، جوزى جاله مرض وحش، وأنا اللى باشتغل وأصرف ع البيت، وكل مؤهلاتى دبلوم».. يقترب دور وفاء محمد، ربة منزل، من انتهاء ملء بياناتها الشخصية على استمارة فرصة العمل، التى وفرها بعض المرشحين بدائرة الجيزة: «قبل ميعاد الانتخابات بيومين لقينا شادر كبير فى الشارع ورجالة بتاخد بياناتنا عشان يوفروا لنا شغل، والناس بقت على بعضها، ووعدونا يردوا علينا كمان يومين بعد ما الانتخابات تخلص». وما بين النفاق السياسى واستغلال المرشحين فى فترة الانتخابات البرلمانية للدعاية، انتشرت ظاهرة مكاتب فرص العمل لدى المرشحين كنوع من الدعاية، وما يظنه المرشح مصدر فخر اعتبره الدكتور عمرو هاشم ربيع، رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، بُعداً أخلاقياً وليس قانونياً: «دى تهمة أخلاقية متبادلة من الطرفين، فالمرشح مبتذل لأن هناك مغالاة فى جذب الناخبين بصورة غير لائقة، وفى النهاية هو ما وزعش أكل أو شرب، ومش هيقدر يوفر للكل شغل، والناخب مبتذل، لأنه مصدقه ومديله الفرصة للابتذال». وفى ليلة الانتخابات، استعد الناخب للذهاب إلى الصندوق، واستعد المرشح أيضاً بمخالفة انتخابية واضحة، ولم يقتصر الأمر على التوظيف كمفهوم دعائى، فالممنوع طيلة فترة الانتخابات بات ممكناً ليلة التصويت، حيث سارع حمدى محمد وجيرانه، الذين يسكنون أمام إحدى مدارس الهرم، للاستيلاء على المدرسة، لتجهيزها لاستقبال الناخبين بعدد من «بوسترات» مرشحهم، «حبال وأقمشة خيامية زرقاء اللون وعصيان خشبية وشمسيات»، مؤكدين: «نازلين نريح الناس عشان محدش يتحجج بالحر مثلاً وما ينزلش».
باحثون عن فرص عمل يقدمون «سِير ذاتية» لأنصار المرشحين
فى 6 أكتوبر تواصلت المخالفات، هذه المرة من رجب إبراهيم حسين، المرشح المستقل، الذى استغل عدم وجود «كشك عيش» قريب بالمنطقة، وقرر توزيع «شنط وأكياس عيش» على المواطنين، ممن لا يملكون بطاقات الخبز، وأرفق بالشنط صوره، ما استفز الأهالى الحاصلين على الخبز، الذين قرروا إبلاغ اللجنة العليا للانتخابات والاستفادة أيضاً من شنط الخبز بمنطق «اللى ييجى منهم أحسن منهم».