حكايات سنة أولى سياسة: فشلنا.. ورجعنا للقهاوى.. والكورسات أفيد
حكايات سنة أولى سياسة: فشلنا.. ورجعنا للقهاوى.. والكورسات أفيد
الواقع
بعد ثورة 25 يناير 2011 بدأ فى مصر الاهتمام بفكرة أن الشباب قادر على التغيير، حتى إن بعض السياسيين سعوا للتحدث دوماً باسمهم، ومن وجهة النظر الأخرى شباب يروون أنهم لم يسنح لهم الفرصة سياسياً للظهور فى المشهد الذى غلب عليه مرة أخرى كبار السن وإقصاء من دون ذلك إلا من بعض الحالات الفردية التى اقتنصت مقعداً لها فى العملية السياسية، فى حين محاولة البعض الآخر أن يدفع نفسه للخوض فى تجارب سياسية، لكن باءت محاولاته بالفشل الأمر الذى جعله يفكر خارج مصر باحثاً عن فرص للنجاح خارج بلاده. «رجعنا تانى نقعد على القهوة»، هكذا بدأ رامى عبدالعظيم، 29 سنة، حديثه بوصفه حالة الشباب المصرى، حيث قال إنه بدأ العمل قبل ثورة 25 يناير بالوراق، منطقته، بمساعدة بعض شباب المنطقة الذين اختارهم بمعايير محددة «مكنتش بتعامل مع أى حد، خسرنا الكم، لكن كسبنا التعاطف والمودة»، وأضاف أن عمله السياسى هدفه هو توعيه الشباب بالسياسة والانتخابات «مش مهم عندى هتنتخب مين، المهم إنك تبقى عارف اللى هتنتخبه».
بعضهم أسس حركات طلابية والبعض الآخر خاض تجربة الحياة السياسية
وسمى رامى مجموعته «نخبة الشباب» حيث ساعدوا الكثير من الأحزاب فى الظهور بمنطقة الوراق، ورأى أن الوضع حالياً اختلف كثيراً من قبل ذلك بسبب قلة وعى الشباب بالعملية الانتخابية، لكنهم يحاولون إعادة الوعى للشباب وتشجيعهم للمشاركة الإيجابية فى الانتخابات «لو مش عاجبك حد.. انزل وأبطل صوتك»، واستكمل أن شباب المنطقة طلبوا منه الترشح لمجلس الشعب، ولكنه لم يتخذ القرار «لسه مجاش الوقت المناسب».
أما جيلان أحمد، طالبة بكلية التجارة، قررت خوض العملية السياسية للمرة الثانية بالنزول مع أصدقائها وتدعيم أحد المرشحين فى دائرتها، وقالت إن الهدف من هذه التجربة هو النزول على أرض الواقع «نشوف إذا كان فى تزوير ورشوى اللى بتتدفع»، وبعد أن انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات قررت عدم تكرار التجربة مرة ثانية «مظنش إنى هشتغل تانى فى السياسة، وهدفى دلوقتى إنى أكمل دراستى خارج مصر». وقال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بالنظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ثقافة الوساطة والأقدمية السائدة فى التعيين وشغل المناصب العليا هى السبب الرئيسى فى إقصاء الشباب عن العمل السياسى، ولا بد من إعادة تقييم هذه المنظومة، وأن الدولة لا بد أن تخصص نظام الكوتة لشغل المناصب الإدارية والدفع بهم للعمل فى المحليات، ويجب أن تتحمل جزءاً من هذه المنظومة، لأن أغلبها لم يعتمد على الشباب بشكل رئيسى ولم تدفع بهم للعمل السياسى.
وذكر أن هذه هى الأسباب التى أدت إلى عزوف الشباب عن المشاركة فى الانتخابات البرلمانية، بالإضافة إلى الإحباطات التى يعيشها بعض الشباب من بطالة والأزمات الاقتصادية، وأضاف أن الشباب فى أغلب الدول العربية هم الكتلة الأقل تصويتاً فى الانتخابات، ولكنه يشكل القطاع العريض فى مصر.