بائعة البرسيم تعالج مشاكلها بالضحك: «مين ما يحبش فتحية»
بائعة البرسيم تعالج مشاكلها بالضحك: «مين ما يحبش فتحية»
بائعة البرسيم فى منطقة البراجيل
ضحكتها لا تفارقها، الجميع فى البراجيل يحبونها، المكان الذى تجلس فيه وحولها البرسيم، صار مكاناً يجتمع فيه السكان، يسمعون حكاياتها الطريفة، وهم يحتسون الشاى، يضحكون على نوادرها التى لا تتوقف وتضفى بهجة على هذا التجمع اليومى.
منذ توفى زوجها قبل 25 عاماً، تغيرت حياة «فتحية صابر»، بائعة البرسيم، تبدلت ضحكتها إلى حزن، لكنها تجاوزت الأزمة وصبرت على فراقه، وعادت ضحكتها لتنير وجهها المتعب من شقاء العمل للإنفاق على بناتها الأربع، ورغم مرور سنوات طويلة على وفاة زوجها ما زالت حكاياتها عنه مستمرة: «من يوم ما مات ما شفتش يوم حلو أحكى عنه، بضحك آه، لكن عشان أدارى تعبى وشقايا، كل يوم أفتكره 20 مرة، كنا بنحب بعض، كان مريحنى، كانت إيدى فى إيده على طول، لا عمره شتمنى ولا كلمنى وحش، نعمل إيه الموت بتاع ربنا».
تستيقظ «فتحية»، قبل الفجر، تذهب إلى الغيط لجلب البرسيم، تضعه على عربة كارو، لتعود بعدها إلى مكانها المعتاد تفرشه وتجلس عليه، على أمل البيع منه، تعزم على المارة أن يجلسوا معها: «تعالوا اقعدوا جنبى، هنا جنب الخضرة»، ثم تضحك بخجل، فيضحك المارة.
«ست بتتعب وتشقى، ليل ونهار، المفروض واحدة فى سنها، تقعد فى بيتها وتستريح، والدولة تكرمها وتعملّها عمرة»، يقولها جيرانها، فترد «فتحية»، بابتسامة: «إنتم عارفين إنى أنا عندى 70 سنة؟، آه والله 70 سنة، لكن شكلى أصغر عشان بضحك، ومش شايلة للدنيا هم.. أشيل هم ليه ما كله بتاع ربنا».
تعود «فتحية» للمنزل، بعد انتهاء العمل، تشعر بالوحدة، بناتها فى بيوتهن، والونس الذى بدا به اليوم انتهى ككل يوم، تنام قليلاً ثم تستيقظ فى الفجر، لتبدأ يوماً جديداً: «ربنا اللى كاتب ده، وربنا اللى مدينى قوة أشتغل، ومحبب فيا الناس».
كل أيام «فتحية» تشبه بعضها.. فى الصباح عمل متواصل وفى المساء تعود إلى وحدتها: «مفيش حاجة مهونة عليا الشقا اللى أنا فيه غير الضحكة.. لولا الضحك كان زمانى مت».