"المرأة الداعشية".. من الصفوف الخلفية بالتنظيم لـ"العمليات الانتحارية" في باريس
"المرأة الداعشية".. من الصفوف الخلفية بالتنظيم لـ"العمليات الانتحارية" في باريس
صورة أرشيفية
"المرأة الداعشية".. السيدات اللاتي أُفردت لهن دراسات وتقارير، للوقوف على طبيعة عملهن داخل التنظيم الإرهابي، والتي خلصت في معظمها إلى أن الصفوف الخلفية محورها الذي تؤدي فيه ما يُطلب منها، اتخذ دورها شكلا جديدا وانتقلت من حيث عُرف عنها إلى المواجهة المباشرة.
تنوعت أدوار الداعشيات، حيث وصفتهن دراسة للمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والعسكرية والأمنية في تونس بأنهن "مورد أساسي للتوظيف والتعليم، وإدارة المعلومات والاتصالات"، وأنهن يلعبن دورا استراتيجيا على نحو متزايد ضمن المنظمات الإرهابية، مع الحفاظ على تبعيتهن للرجل، مشيرة إلى أن مجموعة من الأكاديميين والوزراء السابقين.
فيما كشفت صحيفة "الديلي ميرور" البريطانية دورا آخر، حيث توجد كتيبة مسماة بـ"الخنساء" تضم النساء الداعشيات في مدينة الرقة السورية، حيث امتهنت الداعشيات من خلالها العمل السري والتجسس على النساء العربيات والأجنبيات، وفقا للتقرير الذي ترجمه موقع "العربية" الإخباري، وتتخفى نساء الكتيبة في وظائف مختلفة لجمع المعلومات وتقديم المخالفات لأوامر التنظيم من حيث الزي أو التعامل إلى المحاكمة.
"الإعلام".. الدور الثالث الذي رصدته التقارير، حيث أعلنت وزارة الداخلية التونسية، في 16 نوفمبر، عن إيقاف 7 نساء متهمات بنشر الدعاية للتنظيم في تونس، واعترفن "بتبنيهن للفكر التكفيري بتأثير من خطب الإرهابي الهارب كمال زروق ومتابعتهن لمقاطع الفيديو المنشورة على شبكة الإنترنت والتي تحرض على الالتحاق بالقطرين السوري والعراقي والانضمام لأحد التنظيمات الإرهابية هناك، مضيفات أنه سبق لهن النشاط ضمن صفوف التنظيم الإرهابي المحظور أنصار الشريعة".
ومن هذه الأدوار الخلفية إلى المواجهة المباشرة، انتقلت المرأة الداعشية، حيث فجرت إحداهن نفسها اليوم في شقة بمقاطعة "سان دوني" الواقعة شمال باريس، بعد أن وقعت اشتباكات بين قوات الشرطة ومسلحين مشتبه فيهم، أثناء مداهمة قوات الشرطة لشقة يتحصنون بها للقبض على "عبدالحميد أباعود" الذي يُعتقد بأنه العقل المدبر لتفجيرات باريس التي أودت بحياة 129 قتيلا.
وكانت السيدة بها مع رجلين آخريين قُتل أحدهما، فيما فجرت السيدة نفسها أثناء عملية المداهمة من خلال الحزام الناسف الذي كانت ترتديه، بعد اشتباكات استمرت لنحو 5 ساعات.
بدوره، قال الشيخ نبيل نعيم، مؤسس حركة الجهاد، إن استخدام النساء في العمليات الانتحارية من قبل الأنظمة الجهادية ليس أمرا جديدا، مؤكدا أنه سبق أن قامت "سناء حميداني"، عضو الحزب الشيوعي اللبناني، بتفجير نفسها أمام دورية إسرائيلية، وهناك العديد من العمليات التي كان أبطالها من النساء والفتيات.
وأضاف نعيم، في تصريحات لـ"الوطن"، أن النساء من الداعشيات يلجأن إلى تفجير أنفسهن باستخدام أحزمة ناسفة حينما يتأكدن من إمكانية القبض عليهن، مشيرا إلى أن ذلك الفكر منتشر بين كل العناصر المتطرفة، مثلما حدث في مصر حينما قامت إحدى السيدات بإطلاق الرصاص على نفسها من منفذي عملية تفجيرات الأزهر عام 2007.
وأوضح الجهادي السابق أن تلك الخطوة لا تعد نقلة نوعية بالنسبة للفكر الداعشي، لأن الأمر كله يتعلق بتأهيل الفتاة نفسيا لهذه الخطوة بإيهامها بأن القبض عليها يعني هتك عرضها وتعذيبها وإنجاب طفل من "أناس ظالمين"، وهذا ما يدفعها لتفجير نفسها بحزام ناسف تضعه على جسدها وتوصله بالكهرباء بشكل معين، متوقعا ألا يلجأ تنظيم "داعش" إلى النساء والفتيات في أي عمليات إرهابية إلا في حالة اضطراره لذلك.