الناجون من «نار الإرهاب»: «شفنا الموت بعنينا»
الناجون من «نار الإرهاب»: «شفنا الموت بعنينا»
عبده
دوىٌ اهتزت له أرجاء المكان، الأدخنة تحجب الرؤية، الأهالى فى حالة هلع، مشاهد عاشتها، وما زالت تعانى منها مدينة العريش، عقب انفجار بالقرب من فندق يقيم فيه القضاة المشرفون على المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، أدى إلى استشهاد قاضيان و3 من رجال الشرطة، وإصابة 12 آخرين، «الحمد لله، عديت من قدام الفندق بأعجوبة».
بصوت ما زال خائفاً، قالها «هانى عبده»، الذى يعمل موظفاً، أمتار قليلة فصلته عن مكان الانفجار بعد أن تحرك أوتوبيس شركته الخاصة قبل ثوان من الانفجار فى مكان الحادث.
فزع سيطر على الرجل الخمسينى، رصد «هانى» بعينين يغرقهما الدمع حالة الفوضى من حوله، يحكى: «كانت الساعة 8 الصبح حصل الانفجار قدام عينى، الناس خرجت من بيوتها مفزوعة من صوت التفجير ومنظر النار والدخنة اللى ماسكين فى الناس اللى كانت واقفة، بس كان لحظتها الأوتوبيس اتحرك من قدام الفندق».
«هانى»: «عديت من أمام الفندق قبل الحادث بأعجوبة».. و«الليثى»: «ودانى صفّرت.. ودمى نشف»
المشاهد تتداخل فى مخيلة «هانى»، الصور تتكرر أمامه عقب مغادرة المكان، لم يستطع إغلاق عينيه خوفاً من تذكر ما حدث فى أصعب أيام حياته، حسب وصفه، لحظة الموت التى نجا منها لا تفارق خياله، «دقيقة واحدة فصلت ما بين الموت أو تفضل فيا الروح، كنت واقف منتظر الأوتوبيس فى نفس مكان التفجير ساعة كاملة لأنه تأخر عليا، وبعد ما ركبت الأوتوبيس ومشينا فى أقل من دقيقة سمعت صوت الانفجار ومنظر الناس وهى بتجرى من وسطه وبيترموا على الأرض». بتوتر شديد، لا يختلف عن سابقه، يحكى أحمد الليثى أن العريش، مسقط رأسه، هى المحافظة الوحيدة التى لا ينتهى فيها الإرهاب، «مبقناش عارفين ولا بنلحق نفرح، إمبارح كلنا كنا نازلين مبسوطين وبننتخب وواخدين عيالنا فى أمان، والنهاردة صحيت على صوت الانفجار اللى هز بيتى كأنى فى زلزال، لدرجة أننى قمت مفزوع على عيالى وافتكرت أن البيت بينهار بينا».
مضيفاً: «ودانى صفرت لحظة الانفجار، والخوف ضرب قلبى ودمى نشف، لما شفت صورة الرعب اللى على الوشوش والدم اللى مغطى الأرض، لدرجة إنى مقدرتش أصور ولا صورة لمنظر الانفجار اللى كان قدام عينى».