"الجواز مابقاش قسمة ونصيب".. سيدات ينتقين "عروسة" لأبنائهن عشوائيا من الشارع
"الجواز مابقاش قسمة ونصيب".. سيدات ينتقين "عروسة" لأبنائهن عشوائيا من الشارع
أرشيفية
تسير فى الشارع منطلقة إلى وجهتها، فجأة يستوقفها وجه لم تره من قبل، يبادرها بالسؤال عن حالتها الاجتماعية "إنتى مخطوبة ولا لسة آنسة"، علامات الذهول والتعجب تتسارع للظهور على وجهها، لا تعرف كيف تجيب.. هذه الطريقة التي يتبعها بعض الأمهات مؤخرا للبحث عن زوجات لأبنائهن سببت دهشة اجتماعية لا تقل عن دهشة الفتاة التي تجد نفسها في هذا الموقف، واللاتي روى بعضهن لـ"الوطن" تفاصيل هذه المواقف، وردود أفعالهن.
تحكي رضوى محمد (22 عاما) ما تعرضت له قائلة "كنت ذاهبة لأستقل مترو الأنفاق، وجدت سيدة تنادينى، تخيلت فى البداية أنها تريد أن تستفسر عن وجهة ما، لكن تفاجئت من ترديدها بعض الأسئلة عن حالتي الاجتماعية: إنتى مخطوبة.. طب ساكنة فين.. أصل أنا بدور على ابنى لعروسة وإحنا ممكن نيجى البيت"، وأضافت أنها لم تعرف كيف تجيبها "من غير ما أقول أي كلمة سبتها ومشيت".
لم يختلف رد فعل يسرا محمود (23 عاما) عن رضوى كثيرا، عندما تعرضت لموقف شبيه، حيث كنت تصلي مع والدتها فى أحد المساجد، وقالت "عندما انتهينا، وجدنا سيدتين تبدوان وكأنهما من ربات البيوت، بدأتا فى الحديث مع والدتي والتعرف إلينا، فى البداية تخيلت أنه حديث عادي، لكن فجأة بدأ الكلام يتحول إلى الزواج، وأن إحداهما تبحث عن عروس لابنها، وطلبت من والدتي أن أكون زوجة ابنها"، وأضافت أنها حينما علمت بذلك ظلت صامتة ولم تتحدث بشيء.
التقطت إيمان الخولى (22 عاما) طرف الحديث: "كنت عائدة من السفر وذاهبة إلى الكلية، فجأة لقيت راجل حوالى 40 سنة بينادى عليا ويسألنى: يا أنسة أنتى مخطوبة"، وأضافت أنها كانت المرة الأولى التى يسألها شخص غريب هذا السؤال، وعن ردة فعلها أجابت على الفور "ذهلت للحظات واستغربت من جرأته لهذا السؤال لكن فجأة لقيت نفسى بقول: أنا أسفة مش هرد، ومشيت".
على الرغم من اتباع بعض الأمهات هذه الطريقة لاختيار زوجة لابنها، كان لبعض الشباب رأي آخر، يقول معتز حسن 21 عاما، إن هذه الطريقة كانت تتبع قديما بسبب عدم الاختلاط بين الجنسين، لكن البنت حاليا تختار شريك حياتها، وأحيانا تشعر بالإهانة عندما يتقدم لها أحد فى منزلها دون سابق معرفة، ويطلب يدها على طريقة زواج الصالونات، وتعجب حسن من كيفية قبول الولد من الزواج من شريكة حياته بناء على رأى والدته.
يخالفه فى الرأي أحمد رمضان (21 عاما)، مبديا موافقته على مثل هذه الطريقة، وأضاف أنه سيعطى لنفسه فرصة للتعارف عليها، ومن الممكن أن تكون مواصفاتها مناسبة.
تعليقا على هذه الظاهرة، ترى الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلى للثقافة، أن هذه الطريقة لا تصلح للزواج، حيث إن الإيجاب والقبول والمعرفة السليمة للطرفين هي أساس الزواج، وتساءلت عن ماذا تعرف المرأة عن البنت التى رأتها لكى تتأكد أنها تصلح زوجة لابنها.
وأضافت الساعاتي أنه حاليا يتم اختلاط "الحابل بالنابل" وما الضامن لأخلاق هذا العريس غير حديث والدته عنه؟ مشيرة إلى أن هذه الطريقة من الممكن أن تفتح الأبواب لحوادث خطيرة مثل السرقة، لذلك حذرت الساعاتي من التجاوب مع هؤلاء السيدات، وأعطت رسالة للبنات اللاتى يتعرضن لذلك "احذرى هذه السيدة"، وذكرت أن الزواج له طرقه المعروفة فى مصر.