"الوطن" تنشر نص كلمة السيسي في القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص
"الوطن" تنشر نص كلمة السيسي في القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص
الرئيس عبدالفتاح السيسي
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، والرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس، القمة الثلاثية التي عُقدت في العاصمة اليونانية أثينا، لبحث العلاقات المشتركة بين الدول الثلاث، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية.
وتنشر "الوطن"، نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في القمة الثلاثية مع الرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، وهي كالتالي:
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في بداية كلمته: "أود في البداية، أن أعرب عن وافر الشكر والتقدير للحكومة اليونانية، على استضافتها الكريمة وحسن التنظيم والإعداد للقائنا اليوم، في إطار الآلية الثلاثية للتشاور السياسي والتعاون بين دولنا الثلاث".
وتابع الرئيس: "انعقاد القمة اليوم في العاصمة اليونانية، وللمرة الثالثة على مستوى القمة، وفي موعدها المتفق عليه، يدل على إصرارنا جميعا على المضي قدمًا في سبيل توفير مقومات التقدم والتنمية، ليس لشعوبنا فحسب، بل لشعوب المنطقة وجوارنا الجغرافي بأسـره، كما يشير إلى التزامنا القوي بالعمل معًا، وفقًا لرؤية مشتركة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وإقليم شرق المتوسط".
وأضاف السيسي: "اسمحوا لي في ضوء ما تناولناه واتفقنا عليه اليوم، أن أعرب عن تفاؤلي بالخطوات العملية التي ناقشناها، لتفعيل التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص في مجالات متعددة، تحمل فرصاً واعدة، وعلى رأسها مجالات الطاقة والسياحة والاستثمار والنقل البحري، حيث نتطلع لأن تمثل أطر التعاون المتفق عليها في هذه المجالات، وسيلة لتنفيذ مشروعات محددة، تعود بالنفع على شعوبنا في سعيها نحو مستقبل أفضل".
وأوضح الرئيس: "أكدنا التزامنا بمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، بما يضمن ترجمته إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، وأتطلع لأن تشهد الفترة المقبلة، الإعلان عن تفاصيل هذه المشروعات وبرامج التعاون تباعًا".
واستكمل السيسي: "السيدات والسادة، عكس اجتماعنا اليوم، توافقًا كبيرًا في الرؤى، إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث اتفقنا على ضرورة استمرار عملنا وتنسيقنا الدؤوب لمحاربة الإرهاب، ووقف مصادر تمويله، وذلك من منظور شامل، لا يقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، وإنما يشمل أيضًا دحض وتفنيد الأسس الفكرية للجماعات الإرهابية، أخذًا في الاعتبار كون دولنا الثلاث منارات حضارية تاريخية في المنطقة، وحاضنات لقيم التسامح الديني على مر العصور، ما يؤهلها للعب دور محوري في هذا الصدد، من خلال اضطلاع مؤسساتها الدينية العريقة بمهمة تصويب الخطاب الديني".
وقال الرئيس: "أشكر الحكومة اليونانية على تنظيمها لمؤتمر (التعددية الثقافية والتسامح الديني في الشرق الأوسط في أكتوبر الماضي، وهو المؤتمر الذي شاركت فيه مصر على مستوى رفيع، انطلاقًا من إيمانها بأهميته ونبل مقاصده، والذي نتطلع لأن تتم متابعة تنفيذ توصياته في الفترة المقبلة".
وتابع السيسي: "اتفقت رؤانا خلال القمة اليوم، على أهمية التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية، يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، في الحصول على استقلاله وإنهاء احتلال أراضيه، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يساهم في القضاء على أحد أهم أسباب التوتر وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، الأمر الذي يتطلب من كافة الأطراف، مضاعفة انخراطها وجهودها نحو الاتفاق على التسوية العادلة".
وأضاف الرئيس: "أوضحت مناقشاتنا أهمية العمل بين كافة الأطراف المعنية، من أجل التوصل لحلول سياسية في سوريا وليبيا، للحفاظ على وحدتيهما الإقليمية، وصون مقدرات شعبيهما، والحيلولة دون توطن التنظيمات الإرهابية على أراضيهما، كما أعربت خلال الاجتماع، عن استمرار دعم مصر لجهود التوصل لحل عادل للقضية القبرصية، بما يضمن إعادة توحيد شطري الجزيرة، ويراعي حقوق كافة القبارصة، وفق قرارات الأمم المتحدة، ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة".
واستكمل السيسي: "تناولت محادثاتنا البناءة، محورية التكاتف الدولي للتوصل لحلول عملية لظاهرة الهجرة المتنامية، حيث استمعت من الرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، باهتمام بالغ، لرؤيتهما في هذا الشأن، وأكدت لهما أن رؤيتنا تجاه هذه القضية، تقوم على الدفع بأهمية التعامل مع ظاهرة الهجرة من منظور شامل، يأخذ بعين الاعتبار الأبعاد التنموية بقدر ما ينظر إليها من زاوية المعالجة الأمنية، مع اقتناعنا بضرورة التعاطي الفعال مع الظاهرة من منطلق إنساني، يتوافق مع القوانين والالتزامات والمعاهدات الدولية ذات الصلة".
وأكد السيسي: "إذ أجدد شكري للحكومة اليونانية الصديقة، على تنظيم هذا الاجتماع الناجح، ولرئيس جمهورية قبرص على مشاركتكم وإسهاماتكم القيمة، في تدعيم آلية تشاورنا الثلاثية، فإنني أتطلع لمتابعة نتائج هذا الاجتماع، والعمل على تحقيق أهدافه في الشهور القادمة، تمهيدًا لانعقاد اجتماعنا المقبل في القاهرة، لتحقيق المزيد من تدعيم أواصر الشراكة والعمل المشترك، من أجل تحقيق طموحات شعوبنا في التقدم والرخاء والاستقرار، وعلى ضوء ما أعلنه رئيس وزراء اليونان من اتفاقنا على تشكيل لجنة دائمة للتعاون بين الدول الثلاث، فإننا نتطلع لأن تكون آلية مناسبة للتوصل إلى أطر تعاون فعالة وإيجابية، تسهم في نمونا المشترك".