الورد أحلى ولّا الياسمين؟.. الترمس
الورد أحلى ولّا الياسمين؟.. الترمس
«ممدوح» بائع ترمس فى شوارع المحروسة
يسير مع حماريه «مسعد وحسان»، والورود تحيطهم من كل جانب، ورغم مشقة الطريق المزدحم من «أرض المطار» إلى «البراجيل»، وقلة زبائن «الترمس» الذى يبيعه، فإنه لا ينهر حماريه مطلقاً، أو تفارق الابتسامة وجهه لحظة.
كان يجوب الشوارع بشتلات وورود قبل أن يتوقف عن بيعها لعدم وجود إقبال
«ممدوح فوقى»، وشهرته «عبدالرسول»، كان يعمل فى مجال الزراعة وبيع الورد، ولأسباب عدة، منها كبر السن وقلة الإقبال على شراء الورد، اضطر إلى ترك المهنة الأقرب إلى قلبه، لكنه لم يقو على هجر الورد، فاستعان به لتزيين عربة الترمس وحماريه «مسعد وحسان» وحتى منزله.
«عبدالرسول» لديه قناعة بحاله، لكنه أصر أن يكون أبناؤه أفضل حالاً منه، فحرم نفسه من ملذات الحياة، ولم يبخل عليهم يوماً، حتى التحقوا بكليات السياحة والفنادق والحقوق، وفى الوقت نفسه لم ينس زرع حب الورد فى نفوسهم، كما علمهم الفلاحة وزراعة الورود، فباتت لها مكانه خاصة فى قلوبهم، مثل الوالد.
علاقة خاصة جمعت بين «عبدالرسول» وحماريه، فمعزتهما من معزة أبنائه، يحنو عليهما، وينصاعان لأوامره على الفور، فيتوقفان حين يأتى زبون لشراء الترمس، دون أن يطلب صاحبهما منهما ذلك، ويشعران به حين يكون منهكاً وقدماه تكاد لا تحملانه من مشقة يوم عمل طويل.
وردة مع كل «قرطاس ترمس»، هى الهدية التى يمنحها «عبدالرسول» لزبائنه، فقد اعتاد أن يفعل ذلك عن طيب خاطر، رغبةً منه فى نشر ثقافة الورود بين الناس، وعودة الحب والتآلف بين المواطنين، الأمر الذى يطبقه أولاً على أسرته، فيحرص على مهاداة زوجته وأبنائه بالورد، كما يزرعه فى البيت باستمرار.
أكثر الألوان التى يعشقها الرجل الخمسينى هو «البنفسج»، لذلك يزين عربته بـ«إكسسوارات» وورود تحمل نفس اللون، ويحزن كثيراً حين تختفى الورود من بيوت الناس، وتضيع معها مشاعر الحب والعلاقات الإنسانية السامية، بحثاً عن الأمور المادية.