«الشيخ فضل».. تخلصت من الصرف بتحويله إلى النيل «الهمامية».. الغلابة تحت أسقف تنتظر الانهيار
«الشيخ فضل».. تخلصت من الصرف بتحويله إلى النيل «الهمامية».. الغلابة تحت أسقف تنتظر الانهيار
المياه الجوفية تختلط بمياه الصرف
العيش فى منازل تحاصرها مياه الصرف الصحى، لا يعنى إلا الموت، كابوس حقيقى يطارد أكثر من 200 أسرة بقرية الشيخ فضل بمركز بنى مزار شمال محافظة المنيا، لن ينتهى إلا بانهيار الجدران على رؤوس أصحابها، خاصة بعد أن عرفت الحشرات والأوبئة طريقها إليهم، وأصاب البوار الأراضى الزراعية نتيجة ريها بمياه ملوثة اختلطت بالصرف والمياه الجوفية.
الأهالى: الأمراض والأوبئة تقتل أطفالنا.. والمنازل تنهار بسبب المياه الجوفية
المنازل فى القرية التى يقيم بها 30 ألف نسمة، محاصرة بارتفاع منسوب المياه الجوفية المختلطة بمياه المراحيض وخزانات الصرف البدائية داخل منازلهم وأسفل جدرانها، الأمر الذى يهدد بانهيار هذه المنازل فى أى وقت، بسبب الطفح المستمر وتجاهل المسئولين إنجاز مشروع الصرف الصحى بالقرية. الحيلة الوحيدة التى لجأ إليها الأهالى هى صرف المياه الجوفية المختلطة بمياه الصرف فى مواسير تروى أراضيهم الزراعية، التى تقدر بنحو 140 فداناً، فى وقت سقطت فيه القرية من حسابات وأجندة المسئولين رغم الشكاوى المتكررة، على مدار الشهور والسنوات الماضية.
يقول أحمد فاروق، أحد أبناء القرية، إن تعداد السكان بها أكثر من 30 ألف نسمة، وتقع بين الجبل الشرقى ونهر النيل، موضحاً أنه توجد بها منطقة تسمى «دويلة» يعيش فيها ثلث سكان القرية تقريباً، وتعوم على بركة من المياه الجوفية تختلط بمياه الصرف التى تطفح من الخزانات، لافتاً إلى أن بعض الأهالى هجروا منازلهم، والبعض الآخر ردم الطابق الأول واكتفى بالإقامة فى الطوابق المرتفعة، بالإضافة إلى عدد كبير من الأسر هاجروا إلى قرى مجاورة أكثر أمناً. ويضيف: «الأهالى ابتدعوا حيلة للتغلب على المياه الجوفية التى تتسبب فى طفح الخزانات، وذلك عن طريق فتحات بمواسير مياه الرى النظيفة المقبلة من ترعة المعصرة، التى تمر بالقرب من منازلهم، وبذلك تختلط مياه الصرف بمياه الرى التى تروى حالياً نحو 140 فداناً بمياه ملوثة ثم تصرف المياه فى النيل مباشرة».
وأوضح عمران خلف، من أهالى القرية، أن منزله عرضة للانهيار والتصدع، وكاد يسقط على رأس أولاده بسبب المياه الجوفية التى تطفو بين الحين والآخر وتأكل الجدران، وأن هذه المياه تتسبب فى طفح خزانات الصرف فى الأرضية وانتشار الذباب والبعوض والحشرات التى تنقل الأمراض المعدية، مشيراً إلى أن الأهالى تقدموا بالعديد من الشكاوى للمحافظة والوحدة المحلية دون تقديم حلول أو رد فعل من قبل المسئولين.
فى الوقت نفسه قال حمزة جمال، أحد الأهالى، إنه عرض منزله للبيع أكثر من مرة وبخس سعره خوفاً من تعرضه للانهيار، موضحاً أنه يرغب فى هجر قريته بسبب طفح المياه بمنزله، التى كادت تغرقه، لافتاً إلى أن إنتاج الأراضى الزراعية التى تقدر بنحو 140 فداناً، ويمثل مصدر الدخل الرئيسى للأهالى، يتراجع وينخفض بشكل ملحوظ عاماً تلو العام، ويتعرض جميع المزارعين لخسائر فادحة، فضلاً عن زيادة نسبة الملوحة فى الأراضى لأنها تُروى بمياه مختلطة بصرف المراحيض المنزلية.