بنى سويف.. القيادة للأطفال ولا تراخيص ولا مرسى
بنى سويف.. القيادة للأطفال ولا تراخيص ولا مرسى
إحدى السيدات أثناء العبور إلى الشاطئ عبر المعدية فى بنى سويف
بطول نهر النيل الذى يقسم محافظة بنى سويف إلى نصفين، لا يربطهما سوى كوبرى الواسطى عند بداية المحافظة شمالاً، وبعده بمسافة 30 كيلومتراً أخرى كوبرى مدينة بنى سويف، وما بين المسافتين تنتشر المعديات النيلية والمراكب بمراسى الشناوية والزيتون وأشمنت والميمون، وكذلك الحال جنوباً، فما بين كوبرى النيل بمدينة بنى سويف حتى أقصى جنوب المحافظة حوالى 30 كيلومتراً أيضاً، تنتشر المعديات النيلية والمراكب ومنها غياضة الشرقية وغيرها، وكلها تمثل مناطق كوارث ومخاطر لما تعانيه من إهمال.
مواطنون: «بنشم ريحة الموت مرتين فى اليوم».. وحملات التفتيش بلا فائدة.. والمعديات معطلة
«نعيش كارثة حقيقية وليس أمامنا مفر أو بديل عنها».. بهذه الكلمات عبر أشرف محمود، أحد أهالى قرية غياضة الشرقية التابعة لمركز ببا، عن مأساة الانتقال بين الضفتين يومياً، عبر لنش نهرى بدائى يعمل بـ«موتور» كهربائى خالٍ من أى عوامل للأمان. وقال «محمود»: «الأطفال يقودون تلك اللنشات فى تهاون بحياة المواطنين ولا رقابة عليهم، وأغلبهم يرسون على الشاطئ، بعيداً عن أى مرسى، ونضطر للقفز عبر فلنكات خشبية وبيننا أطفال ونساء، فليس أمامنا إلا أن نشم رائحة الموت مرتين فى اليوم، خلال 20 دقيقة، فى ظل غياب رقابة المحليات على تلك المراكب».
وعقب غرق أى مركب أو عبّارة نيلية، تشن الوحدات المحلية والأجهزة الأمنية ببنى سويف عدة حملات متتالية على المعديات والمراكب لفحصها، والتى غالباً لا تأتى بنتائج حقيقية، حيث يعاود أصحاب تلك المراكب والمعديات تشغيلها دون ترخيص أو الرسو على مراسٍ نيلية، وفقاً لمحمد مسعود، أحد أهالى الفشن، الموظف بشرق النيل، حيث يضيف: «المحافظة لا يوجد بها إلا كوبرى وحيد فى منتصفها، فكيف لموظف من مدينة الفشن أن يعبر نهر النيل ويضحى بحياته ويعرض نفسه للمخاطر، المسافة بعيدة بأكثر من 35 كيلومتراً من جنوب المحافظة ومدينة بنى سويف، وحينما قررت الحكومة إنشاء كوبرى آخر جاء فى مقدمتها ولا يخدم أهالى المحافظة».
وأشار حاتم سيد قرنى، مواطن من أهالى مدينة ناصر، إلى أن أغلب مقابر مدن وقرى المحافظة تقع على الجانب الشرقى من النيل، وأن أقرب وأسهل وسيلة نقل للجنائز تكون عبر المعديات النيلية، التى تشكل خطورة على حياة المواطنين، حيث لا تلتزم أغلبها بالحمولة المقررة، سواء أعداد الراكبين أو السيارات والبضائع، وهو ما تسبب فى غرق معدية بقرية أشمنت منذ 6 سنوات، وراح ضحيتها أكثر من 22 من أهالى قرية بنى حدير أثناء تشييعهم لجنازة بالجانب الشرقى.
وعلى الجانب الآخر، لفت كمال أبوحسين، سائق معدية، إلى أن أغلب معديات الوحدات المحلية معطلة بالمحافظة، وبكل مركز لا توجد سوى معديتين أو ثلاث، لا تكفى لنقل الركاب والبضائع بين جانبَى النيل، موضحاً فى الوقت ذاته أن أغلب المعديات مرخصة وتخضع لرقابة الوحدات المحلية، إلا أن المشكلة تكمن فى المراكب الصغيرة التى يعتبرها الأهالى وسيلة سهلة وسريعة للنقل مقابل مبلغ زهيد من المال.
معدية أخرى زائدة العدد