حمدى أحمد: وُلد فى «القاهرة 30».. ومات «فى غمضة عين»
حمدى أحمد: وُلد فى «القاهرة 30».. ومات «فى غمضة عين»
حمدي أحمد
سيطرت أجواء الحزن على الوسط الفنى بعد وفاة الممثل الكبير حمدى أحمد عن عمر يناهز 82 عاماً، لتظل مشاعر الفقد مستمرة بعد وفاة الممثل ممدوح عبدالعليم منذ أيام قليلة. على مدى ما يقارب نصف القرن قدّم الراحل حمدى أحمد مجموعة متميزة من الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية تتجاوز الـ100 عمل، ولم يقتصر نشاطه على الأعمال الفنية، بل كان له دور سياسى بدأ مبكراً، حين كان فى الـ16 من عمره، حيث تعرّض للاعتقال لمشاركته فى مظاهرات ضد الاحتلال البريطانى عام 1949، كما انتُخب عضواً فى مجلس الشعب عن دائرة بولاق عام 1979، مرشحاً عن حزب العمل الاشتراكى المعارض، واستمر فى الكتابة السياسية، ليأتى عام 2015 ليعلن اعتزاله الفن نهائياً، بعد تقديم مسلسل «فى غمضة عين» فى 2013.
أعرب الممثل أحمد عبدالعزيز عن حزنه لفقدان الوسط الفنى ممثلاً بحجم حمدى أحمد: «تميزه الفنى كان واضحاً عندما أطل على الجمهور فى فيلم القاهرة 30، لتظل تلك الشخصية عالقة فى أذهان الجماهير، كذلك دوره فى فيلم الأرض». أضاف «عبدالعزيز»: «أسعدنى الحظ للعمل مع الفنان الكبير فى أكثر من عمل درامى مثل الوسية وبوابة المتولى، وسيظل مشواره الفنى خالداً فى ذاكرة الجمهور».
قال الناقد محمود قاسم إن الفقيد تم حصره فى نطاق ممثل الدور الواحد بعد نجاحه الكبير فى «القاهرة 30»، وأضاف: «عمل حمدى أحمد مع 3 مخرجين كبار صلاح أبوسيف، حسين كمال ويوسف شاهين، وقدّم معهم أبرز أعماله السينمائية، التى لم تتجاوز فى مجملها الـ25 عملاً، وتدخلت تفاصيله الجسمانية ونبرة صوته فى حصره فى نوعية من الأدوار مثل الفلاح أو الصعيدى، ولكن ظلت لعنة محجوب عبدالدايم تطارده فى جميع أعماله، حيث شهدت توهجه الفنى، ولم يتكرر هذا النجاح على مدى مشواره».
أكد المخرج محمد فاضل أن حمدى أحمد على درجة كبيرة من الثقافة والوعى: «كنت أطلق عليه الممثل المفكر، فهو يوظف إمكانياته أثناء التمثيل لتقديم رسالة، ولا تعتمد جماهيريته على أعماله فقط، بل على مقدار القيمة التى يضيفها عليها»، أضاف «فاضل»: «فقدنا برحيله قيمة كبرى، ومثالاً لإنسان وفنان محترم، لا يسعى للوجود على الساحة فقط، إنما يحرص على أن تكون لأدواره رسالة وقضية وطنية».