"كبار العلماء": تيارات علمانية وفضائيات اتخذت من الهجوم على الأزهر نقطة انطلاقها
"كبار العلماء": تيارات علمانية وفضائيات اتخذت من الهجوم على الأزهر نقطة انطلاقها
شيخ الازهر
استنكرت هيئة كبار العلماء، الحملة الشرسة التي يتعرض لها الأزهر في السنوات الأخيرة، مؤكدة أنها ظاهرة غير مسبوقة يتعرض الأزهر تجاوزت تحميله ظلمًا، مسئولية بروز ظاهرة العنف العشوائي، التي تروّع الآمنين، وتستخدم القوة لفرض الآراء.
وأضافت الهيئة، في بيان منها، أن الحملة تجاوزت ذلك إلى تجريج ثوابت الإسلام، والطعن في التراث الفكري والحضاري، الذي جعل من أمتنا العالم الأول على ظهر هذه الأرض لأكثر من 10 قرون، والذي استلهمته أوربا في بناء نهضتها الحديثة.
وأضافت الهيئة، تزامنت هذه الحملة الظالمة مع بروز ظاهرة "الإسلامو فوبيا" في الغرب حتى لكأنهما جناحان لنزعة كراهية الإسلام، وتزييف صورته، وتشويه تراثه، الذي كان الأزهر -ولا يزال- حارسه الأمين على امتداد تاريخ هذا المعهد العريق.
وتابعت الهيئة، لقد تجاوز الأمر في هذه الحملة الظالمة كل ألوان النقد المشـروع منه وغير المشروع إلى الطعن الفج في ثوابت التراث، ومذاهب أهل السُّنَّة والجماعة، المجسدة لهوية الأمة وتميزها الحضاري، بالدعوة إلى إحراق هذا التراث وإهانة الأئمة والأعلام العدول الذين أسهموا في إبداعه وفي حمله جيلًا بعد جيل.
وأكدت أنه في إطار الحملة التي يتعرض لها الأزهر، هناك فضائيات تصف كتب التراث الإسلامي -التي قامت على خدمة الكتاب والسُّنَّة- بأنها كتب النفايات البشرية التي مثلت لعنة حلَّت على الأمة، والتي يجب حرقها ودفنها، فكل التراث مبني على النفاق والكذب والتدليس،كما تصف هذه الفضائيات ثمرات قرون صدر الإسلام -القرون الثلاثة الأولى- بلعنة الإرهاب والقتل والدموية والترويع، والكارثة الكبرى التي حلت بحياتنا، وتصف الدين بأنه منتج بشري، لا يصح أن يكون علمًا، وتصف علوم الحديث النبوي بالتافهة، وتحكم بأن كل التخلف والعته والسفه في المجتمعات الإسلامية منذ ألف سنة سببه الفكر الإسلامي والمذاهب الفقهية الأربعة، وأئمة هذه المذاهب الذين تقول عليهم هذه الفضائيات «إنهم أئمة الشيطان، الذين يتعلم منهم الشيطان".
وأشارت الهيئة إلى وجود مجلات "ثقافية" تتهم أئمة الإسلام بأنهم أئمة الثقافة التكفيرية، وتعدّ الأئمة "الشافعي ومالك وأبا حنيفة وابن حنبل والأشعري والباقلاني والبخاري والشهرستاني والغزالي"، في زمرة التكفيريين، كما تتهم المذهب الأشعري، وهو مذهب أهل السنة والجماعة، الممثل لفكر 90% من الأمة بالمسؤولية عن الإفقار الكامل لكل من الطبيعة والسياسة والعقل، مع دعوة هذه المجلات للأزهر إلى تفكيك هذا المذهب الذي هو جوهر تراث الوسطية الإسلامية عبر تاريخها الطويل.
وأضافت "غير هذه الفضائيات وهذه المجلات، وجدنا المتمركسين الذين يتهمون الأزهر ومناهجه وعلماءه بالإرهاب، متوسلين إلى ذلك بالتفسير المادي للدين، وطيّ صفحة الإيمان الديني، وفتح الأبواب أمام المادية الجدلية والتاريخية والزندقة والإلحاد، والبنوية والتفكيكية والحداثة وما بعد الحداثة".
ونوّهت بأن واحدًا من هؤلاء المتمركسين، الذين يناصبون الأزهر العداء، يعلن أن الإسلام دين "مادي" ويختزله في مجرد مشروع سياسي، هو مشروع الحزب الهاشمي الذي أسسه عبدالمطلب، ونفذه حفيده محمد -صلى الله عليه وسلم- لإقامة الدولة العربية.
وأوضحت تابعت الهيئة، "يدعو هذا المتمركس إلى أن يكون ولاؤنا -كمصريين- إلى فرعون لأنهم مصريون، وليس إلى أنبياء الله موسى وهارون عليهم السلام، وهكذا تحالفت في هذه الحرب الشرسة على الإسلام وتراثه الفكري والحضاري تياراتٌ فكرية علمانية وماركسية وفضائيات وصحف ومجلات، واتخذت من الهجوم على الأزهر الشريف نقطة انطلاقها، لا لشيء، إلا لأن هذا المعهد العريق قد اتخذ من حراسة الشريعة وعلومها، والعربية وآدابها، وهما جماع هوية الأمة، ورسالته المقدسة، التي رابط علماؤه على ثغورها منذ ما يزيد على ألف عام.