«محمود»: «باشتغل 12 ساعة يومياً فى مصنع فى أكتوبر ومرتبى مابيكملش 800 جنيه.. والشغلانة على كف عفريت»
«محمود»: «باشتغل 12 ساعة يومياً فى مصنع فى أكتوبر ومرتبى مابيكملش 800 جنيه.. والشغلانة على كف عفريت»
محمود جمعة
أمام عتبة بيته، يجلس محمود جمعة، ضاماً ذراعه اليمنى التى يعجز عن تحريكها، شاب فى الـ24 من عمره، حاصل على دبلوم تجارة، أب لطفلتين، أكبرهما لم تتخط عامها الثانى.
أصيب فى أصابع يده فرموه فى الشارع
يقول «محمود»: «معايا شهادة تؤكد إنى من ذوى الاحتياجات الخاصة، وقدمت فى كل الوظايف الحكومية المتاحة، ومجاليش ولا فرصة منهم»، يتحدث عن معاناته فى إيجاد عمل، وأنه لم يجد فرصة، سوى كعامل تعبئة وتغليف فى أحد المصانع الخاصة فى منطقة السادس من أكتوبر.
«باتحرك من الفيوم الساعة 10 بالليل، أوصل الساعة 12، وأفضل أشتغل لحد تانى يوم بعد الضهر»، يؤكد «محمود» أن عمله الذى يتطلب منه أكثر من 12 ساعة يومياً، لا يدر عليه سوى القليل، وهو 1200 جنيه شهرياً، الذى يتم خصم 300 جنيه منه، نظير توفير الشركة وسيلة مواصلات لنقل العمال من الفيوم إلى مدينة 6 أكتوبر.
أكثر ما يُشعر «محمود» بعدم الأمان، أنه فور وقوع إصابة له فى أحد أصابع يديه، رفضت الشركة التكفل بمصاريف العملية التى أجراها، والتى تكلفت حوالى 800 جنيه، بالإضافة لخصم أيام الإجازة من راتبه، كما يؤكد: «فيه ناس كتير مرضت أو اتوفت المصنع ما قدمش أى مساعدة لأهاليهم، دى شغلانة على كف عفريت، ومن بكرة الصبح يطردونا».
ويضيف «محمود» أنه خلال فترة عمله فى المصنع، والذى مر عليه أكثر من 4 سنوات، لم يحصل على أى تأمين، بالإضافة لمواعيد العمل، التى وصفها بأنها غير آدمية على الإطلاق «الشغل طول الليل والنوم بالنهار، عمل لى اكتئاب، وفى آخر الشهر بحس إنى مش لاقى حاجة، المرتب بعد الخصومات، مابيكملش 800 جنيه».
وعن الإعاقة التى يعانى منها، يقول إنه منذ سنوات حياته الأولى، لم يكن قادراً على السير أو الحركة، وطوال تلك السنوات، كان يعالجه أحد الأطباء فى عائلته، حيث تحمل أكثر من 450 جلسة كهرباء، ليتمكن من السير والحركة «الظروف الصعبة بتخلى الشباب يفكر فى الانتحار»، مؤكداً أن حقة مهدور كشاب حاصل على تعليم متوسط، ويبحث عن عمل، كما أُهدر حقه كواحد من ذوى الإعاقة، واضطر للعمل فى أحد المصانع الخاصة، بأجر لا يكفى لتوفير متطلبات بيته.