أوجاع «تكيس المبايض»: إذا عُرف «الداء» بطُل «التعجب»
أوجاع «تكيس المبايض»: إذا عُرف «الداء» بطُل «التعجب»
أوجاع «تكيس المبايض»: إذا عُرف «الداء» بطُل «التعجب»
ألم شديد فى منطقة الحوض والبطن، وآخر حاد بالظهر، يصاحبه عدم قدرة على تحريك إحدى الساقين، ورغبة قوية فى القىء والجوع فى نفس الوقت، وشعور مستمر بالصداع والدوران، وخمول شديد، آلامه تشابه أوجاع الدورة الشهرية، إلا أنها تفوقها فى بعض الأحيان، وهو ما يجعل العديد من الفتيات يعتقدن أنها أمر عادى فى بادئ الأمر، ولكنها تعتبر نذيراً بالإصابة بمرض «تكيس المبايض».
«آية» زارت 3 أطباء حتى اكتشفت حقيقة مرضها.. و«آيتن» علمت بإصابتها أثناء إجرائها عملية استئصال «الزائدة»
«مرض العصر».. كان الرد الذى حصلت عليه «آية محمد» من طبيبتها الشهر الماضى، بعد رحلة بحث طويلة مع 3 أطباء آخرين، بدأت منذ ما يقرب من عام، عقب شعورها القوى بالإرهاق الجسدى المستمر، الذى وصل لدرجة عدم قدرتها على الحركة داخل المنزل، والزيادة المستمرة فى الوزن، وانقطاع الدورة الشهرية لأربعة أشهر متواصلة، توجهت «آية» إلى أقرب طبيبة فى المنطقة التى أجابتها بأن ذلك لكونها ما زالت «آنسة» وأنه أمر عادى، إلا أنها شعرت أنه ألم غير عادى، خاصة بعد أن لاحظت ظهور شعر فى مناطق مختلفة بجسدها، فزارت طبيبة أخرى شخّصت حالتها بكونها مصابة بـ«تكيس المبايض»، وأعطتها دواء لعلاج السكر و«مانع للحمل» لمدة أسبوع.
بعد انتهاء المدة المحددة من الطبيبة، لم تنتظم الدورة الشهرية لدى الفتاة التى اقتربت من عامها العشرين، وانقطعت لثلاثة أشهر أخرى، فضلاً عن الزيادة المستمرة فى الوزن، ما دفعها إلى زيارة طبيب نحافة أيضاً، تقول «آية»: «ولما رُحت له حكيت له القصة كلها، فقال لى إن بعد ما أنزل 5 كيلو الدورة الشهرية هتجيلى، وفعلاً ده حصل بس جت بشكل نزيف قوى لمدة شهر»، وهو ما دفعها ووالدتها لزيارة طبيبة أخيرة أجرت لها عدداً من التحاليل والأشعة لتكتشف وجود حالة تكيس بنسبة ٣: ١، وخصصت لها الطبيبة علاجاً لضبط الهرمونات وآخر لإنقاص الوزن، ونصحتها بضرورة تجنب الضغوط النفسية.
معظم الفتيات لا يعرفن بحقيقة إصابتهن بسبب تشابه أعراضه مع أمراض أخرى
انزعاج الشابة العشرينية لم يكن فقط بسبب الآلام التى تشعر بها، بل أيضاً بسبب ما يصاحب تلك الآلام من أعراض، إلى جانب تخوفها من أن يكون له تأثير سلبى عليها بعد الزواج.
لم تكن صافيناز أيمن تعانى من أى مشاكل قبل الزواج فى الدورة الشهرية، إلا أنها بعد فترة فوجئت بانقطاع طال لـ3 أشهر رغم شعورها بآلامها بدرجة أكثر قوة، ما جعلها تظن كونها حاملاً، وبزيارة السيدة الثلاثينية لطبيبتها اكتشفت وجود حالة متأخرة من «تكيس المبايض»، وأنها ستعانى فى الفترة المقبلة من تأخر الحمل، وأنها بحاجة إلى إعادة ضبط الهرمونات وتجنب الزيادة فى الوزن رغم كونها نحيفة، وأنه مرض لا شفاء منه، ما أصابها بحالة نفسية سيئة للغاية لفترة قبل أن تقرر تجاهله وتعود لممارسة حياتها بشكل عادى.
صدمة كبيرة أصابت «أيتن مصطفى»، فبينما كانت تجرى عملية استئصال الزائدة الدودية منذ 5 أعوام، اكتشف الطبيب الجراح وجود كيس دموى على أحد المبيضين لديها ليزيله أثناء الجراحة، ويخبرها بعد إفاقتها من البنج بأنها مصابة بتكيس فى المبايض يؤدى إلى تكوين أكياس دم يطلق عليها مصطلح أكياس الشيكولاتة، وهذا بالرغم من عدم شعورها بأى من أعراضه، مشدداً على ضرورة إجرائها فحوصات وأشعة كل 3 أشهر.
التزمت الشابة العشرينية بتعليمات الطبيب لمدة 3 أعوام، قبل أن يتملكها الملل لعامين، وأثناء إجرائها للكشف الدورى الشامل اكتشفت عودة المرض، لتصحبه آلام حادة مشابهة لأعراض الدورة الشهرية، خاصة فى منطقة الحوض والبطن وأسفل الظهر، ما يضطرها لتناول المسكنات، وعند لجوئها للطبيب استبعد إجراء عملية جراحية أخرى، نظراً لإصابتها مؤخراً بمرض السكر، ومنعها من تناول أى أدوية، وحثها على ضرورة تجنب زيادة الوزن والضغوط النفسية، لكونها معرضة له طوال حياتها، خاصة بعد الزواج لكونه، حسب قوله، «مرض العصر ولا شفاء منه».
«المرض لا شفاء تام منه، ولكننا نحاول تخفيف أعراضه وضبط الهرمونات لدى المرأة فقط»، هكذا علق الدكتور عمرو عباسى، استشارى النساء والتوليد، على مرض «تكيس المبايض» المصاب به من 10 إلى 15% من النساء حتى سن الـ45 عاماً، قائلاً إنه عبارة عن «عقد من اللؤلؤ» يحيط بالمبيض وتنتج عنه حويصلات عديدة غير ناضجة على حافة المبيض ما يزيد من حجمه بسبب اضطراب وظيفته، لافتاً إلى أنه مرض وراثى نتيجة خلل بهرمونات الأنوثة، وللتأكد منه يُجرى عدد من تحاليل الدم للهرمونات والغدة ونسبة الأنسولين فى الدم، والأشعة فوق الصوتية لمنطقة الحوض والبطن.
وأضاف «عباسى» أن أعراض المرض تشمل عدم انتظام الدورة الشهرية، والزيادة الواضحة فى الوزن، وظهور «حب الشباب» والبشرة الدهنية، وكثافة للشعر فى مناطق متعددة بالجسم كالثديين والذقن والأرداف، ويسبب تأخر الحمل أو الإصابة بمرض السكر والضغط، بينما الحالات المتأخرة-وهى نسبة بسيطة- معرضة للإصابة بسرطان الثدى، لذلك فهو يحتاج للتعامل بالطريقة الصحيحة مع المريضة حتى لا تصاب بالذعر من المرض.
وتابع أن العلاج منه يتضمن أقراص «منع الحمل» لتنظيم الهرمونات للفتيات غير المتزوجات، نافياً ما رُوج عنها بوجود أضرار لها، لكنها تُحدث مضاعفات عكسية لمن تستخدمها بطرق خاطئة، بينما للسيدات المتزوجات فإن العلاج يكون بأقراص منشطة للتبويض لحدوث الحمل بشكل طبيعى.