الترميم على الطريقة المصرية: «أديك فى السقف تمحر»
الترميم على الطريقة المصرية: «أديك فى السقف تمحر»
أعمال ترميم عشوائية تشهدها معابد الأقصر
حوائط ملساء طُمست معالمها التاريخية بفضل دهانات حديثة، أعمدة أسمنتية تحوى نقوشاً فرعونية وقواعد حجرية مغطاة بالكامل بطبقة جيرية مستوية، هو حال معابدنا الأثرية فى الأقصر، الذى لمسته «الوطن» خلال جولتها فى 3 مناطق أثرية، كشفت أساليب ترميم الآثار على الطريقة المصرية، والتى بشأنها كشف محمد سمير، المتحدث الرسمى باسم النيابة الإدارية، أن القضية تمت إحالتها للتحقيق العاجل لكشف ملابساتها.
مسئولو الآثار أكدوا أن استخدام «الأسمنت» فى عمليات الترميم سلوك علمى.. و«النيابة الإدارية» تفتح تحقيقاً عاجلاً بشأنها
«المونة» بدت واضحة فى معبدى «الكرنك» و«الأقصر» ومقابر سقارة، حيث قضت الكتل الجيرية و«الأسمنت الأبيض» على آثار الزمن، وخلت الجدران من النقوش والرسومات والأحجار التى تعكس حضارة 7 آلاف سنة، فبعد تدمير تمثال «سيتى الأول» فى معبد «الكرنك» منذ أقل من شهر، تحت دعاوى ترميمه، لا يكاد يخلُو تمثال من آثار أسمنتية يضعها المرممون بشكل عشوائى وبمبادرات فردية، دون الحصول على تصريح من اللجنة الدائمة للآثار، أو وفقاً لخطة متفق عليها مسبقاً.
«مصطفى الوزيرى»، مدير عام آثار الأقصر، أكد أن أعمال الترميم لا تشوبها شائبة، وأنها طبيعية لإزالة الترميم القديم، الذى استُخدمت خلاله مواد غير مطابقة للمواصفات العالمية، مشيراً إلى أن الأسمنت المستخدم هو دعامات لبعض الأعمدة والتماثيل، حتى لا تنهار، وهو عمل دورى تقوم به لجان داخلية فى معابد الأقصر، ولا يحتاج تصريحاً من اللجنة الدائمة للآثار.
الحال فى معبد «الأقصر» لا يختلف كثيراً عن الصورة السابقة، وأظهرت الصور التى التُقطت خلال إطلاق العام الثقافى المصرى الصينى، الآثار الأسمنتية على واجهات المعبد، وتماثيل الملك رمسيس وقواعد الأعمدة، وفى داخل مقابر «سقارة» وخارجها حوائط أسمنتية بلا أى أثر للنقوش، الأمر الذى ينطبق على مقبرة «مايا»، التى يبدو شكلها من الخارج مثل غرفة حديثة البناء.
غريب سنبل، مدير إدارة الترميم فى وزارة الآثار علق على الأمر بـ: «تعرضت المناطق الأثرية المذكورة لنوعين من الترميم، أولهما لاستكمال الأجزاء المفقودة باستخدام مؤن جيرية وأسمنتية، باعتباره أحدث الأساليب العلمية للترميم، والآخر لإزالة الأسمنت الأسود، الذى رممت البعثات الأجنبية به الآثار من قبل».
وحول طمس شكل الأثر قال «سنبل»: «أى مواطن عادى إذا وجد حوائط منزله بها فراغات، وشكلها سيئ فماذا سيفعل؟ بالطبع سيلجأ لملء الفراغات بالدهانات، وهى عملية روتينية، لحين إرسال طلب للجنة الدائمة، وأخذ تصريح».