المصريون يغيبون عن الميدان.. ويحتفلون بعيد الثورة مع "أسد التحرير"
المصريون يغيبون عن الميدان.. ويحتفلون بعيد الثورة مع "أسد التحرير"
النقيب ماجد بولس
في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير خلت شوارع وجنبات ميدان التحرير من الثوار؛ محجمين عن الاحتفال بذكرى يوم ساهم في تغيير التاريخ المصري الحديث، إلا أنهم لم يتغاضوا على الاحتفال بذكرى الثورة برفقة "أسد الميدان"، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
"أسد الميدان، تسلم الأيادي، كل عام وأنت بخير"، بتلك العبارات وغيرها، هنأ عدد كبير من المصريين النقيب ماجد بولس، أحد ضباط الجيش المصري، الذي دافع عن المتظاهرين في قلب ميدان التحرير، أثناء أحداث ثورة يناير 2011.
"الجيش والشعب إيد واحدة".. هتاف كانت بدايته يوم "جمعة الغضب" الموافق 28 يناير 2011، عندما وصل النقيب ماجد مع كتيبته إلى ميدان التحرير، واستقبله المتظاهرون بفرح هيستيري، حيث كان قرار نزول القوات المسلحة إلى الشارع معناه وقف حمام الدم الذي سال على يد الشرطة.
فور وصول ماجد إلى كوبري قصر النيل، صعد أعلى الدبابة، وأخبر المتظاهرين أن مهمته هي منع ضباط الشرطة من الاعتداء عليهم، وتعهد أمامهم أن يتعامل مع أي شرطي يظهر في الميدان، بشرط ألا يقترب الثوار من مبنى وزارة الداخلية، التي شهدت الشوارع المحيطة بها "مجزرة". لم يسلم ماجد نفسه من الرصاص العشوائي، فعندما تلقى تعليمات بتأمين مبنى وزارة الداخلية مساء السبت 29 يناير، توجه بدبابته إلى الشارع الموازي للوزارة، ودوى رصاص عناصر الداخلية، فخرج إليهم وطلب منهم التوقف عن إطلاق النار، لكنهم تجاهلوه تمامًا، فرفع ماجد سلاحه وأطلق عدة رصاصات في الهواء كانت كافية لإيقافهم، بحسب شهادات حية نقلت من الميدان.
لم يتوقف دور ماجد بولس في ميدان التحرير عند هذا الحد، حيث كان واقفًا إلى جانب الثوار لصد الهجوم القادم على الميدان من ناحية شارعي طلعت حرب وباب اللوق، من قبل بلطجية الحزب الوطني، يوم "موقعة الجمل، حيث صعد على دبابته دون أن يرتدي درعه الواقي، وأطلق رصاصة تحذيرية في الهواء لإبعاد البلطجية، لكنها لم تكن كافية لردعهم، فنزل ووقف أمامهم وأطلق عدة رصاصات في الهواء لإبعادهم عن الميدان، رغم أنه لم يكن لديه تعليمات بإطلاق رصاصة واحدة، لكن خوفه على المتظاهرين دفعه لذلك، وبالفعل أنقذ الثوار من "مذبحة" أخرى كانوا سيتعرضون لها، لأن البلطجية كانوا مدججين بأسلحة بيضاء".