نتحدث عن مشروع الفرافرة (الـ 10 آلاف فدان) «باكورة المليون ونص فدان».. «أمل» مصر فى الخروج من الوادى الضيق.. «فُرصة» الشباب للمشاركة وتحقيق الذات.. «مُحاولة» لسد جزء من الفجوة الغذائية.. و«أُمنية» لزيادة الصادرات!!.
تحدّثنا فى المقال الفائت عن «نصف الكوب المملوء» ورفعنا القُبعة لكل ضابط وجندى ومدنى فى جهاز الخدمة الوطنية.. الذى تسلّم الموقع منذ 3 أشهر، بعد أن فشلت وزارة الزراعة فى تنفيذه.. مما اضطر الرئيس إلى إسناده إليهم!!
اليوم نتحدث عن «نصف الكوب الفارغ» فى هذا المشروع.. والخطايا التى ارتكبتها الدولة:
1 - عندما بنوا 2000 بيت ريفى للشباب (تكلّف البيت الواحد 280 ألف جنيه).. والمشروع لا يحتاج إلى أكثر من 750 شاباً (350 فى الزراعة والإنتاج الحيوانى، 350 لخدمتهم بين مدرسين وأطباء وشرطة وباقى الخدمات)!!.. فماذا نحن فاعلون بكل هذه البيوت؟!
2 - بنوا 42 عمارة × 4 أدوار وسط المزرعة (التكلفة لكل المبانى 1.2 مليار جنيه.. منين يا حسرة).. وليه؟
بالذمة فيه بلد فى العالم تخلق 750 فرصة عمل، وعايزة تجيب لهم 3000 واحد يخدموهم (قال شهر عقارى وسجل مدنى ومش عارف إيه).. ليه؟. ده مدينة «الفرافرة» على الأسفلت 20 دقيقة من المشروع.. كان يكفى 4 أوتوبيسات لمن يحتاج إلى سجل مدنى أو عقارى.. وكنا بهذه الملايين طوّرنا مدينة الفرافرة الغارقة فى الصرف الزراعى والصحى.. أو لإقامة مشروعات صغيرة للشباب مرتبطة بالمشروع الكبير!!
3 - لغياب «دراسة الجدوى الاقتصادية».. «ثبت» بعد التطبيق العملى أن «فكرة» الخمسة فدادين (السهم) للزراعة البحتة لمحاصيل تقليدية.. هى فكرة فاشلة بكل المقاييس.. ولا تؤدى إلاّ إلى عجز الشباب عن سداد شيكات الأقساط، وبالتالى حبسهم.. ناهيك عن تبديد المياه الجوفية!!
والحل للخروج من هذا المأزق؟!!
لجأ جهاز الخدمة الوطنية إلى «أصحاب الخبرات».. لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من «عبث» الذين بدأوا المشروع، بلا تخطيط أو تنسيق أو دراسة!!
ومن جانبنا.. على الفور لبّينا النداء.. واتجهنا إلى الفرافرة.. وبرفقة اللواء الدؤوب/ توفيق سامى (المسئول الآن عن المشروع). قُمنا بزيارات ميدانية إلى أقرب مشروعات ناجحة للقطاع الخاص بالوادى الجديد والواحات البحرية.. وبعد عدّة لقاءات وحوارات ومساعدات من الأصدقاء (المحترفين فى مجال الزراعة والتصدير والإنتاج الحيوانى)، وبالحوار مع رئيس جهاز الخدمة الوطنية (اللواء المحترم/ مصطفى أمين) اقترحنا الحلول التالية:
1 - وجوبية إضافة العشرين ألف فدان المجاورة للمشروع (ليصبح 30 ألفاً).. حتى نستفيد من كل هذه البيوت «الألفين» والـ42 عمارة × 4 طوابق.. بدلاً من تركها للغربان والبوم!!.. الُمشكلة: أن هذه البيوت والعمارات تقع داخل النموذج الأول.. وتبعد عن العشرين ألف فدان التى نُطالب بضمها حوالى 10 كم (ممكن حلّها بأوتوبيسات داخلية لنقل العاملين).. وبإضافة مشروع جديد لإنتاج الألبان!!
2 - حتمية إنشاء شركة مساهمة.. يديرها مُحترفون من أصحاب الخبرة، وفصل الإدارة تماماً عن مالكى الأسهم.. حتى يُمكن إدارة المشروع الذى سيُصبح 30 ألف فدان + مشروع الألبان.. فيربح الشاب من سهمه المعادل للخمسة أفدنة 25 ألف جنيه سنوياً، يُسدد بها القسط.. (لمدة 30 سنة)!!.
3 - بهذه الطريقة يُصبح لكل شاب (سهم بالمشروع).. يشمل 5 فدادين + نصيبه من أرباح مشروع الألبان (4 آلاف بقرة مستوردة حلّابة بمعدل بقرتين لكل شاب).. كنواة لمشروع إنتاج وتصنيع للألبان.. (وكل الشكر لشركة «جُهينة»)، التى فتحت لنا أبواب مزارعها، وأمدتنا بدراسة جدوى مجاناً.. وبهذا نبدأ المشروع من حيث انتهى الناجحون (البقرة الواحدة داخل هذه المنظومة، تحقق صافى 12 ألف جنيه سنوياً = 24 ألف جنيه لكل شاب)!!
الخلاصة: يتحصّل كل شاب على 25 ألفاً من الزراعة (بزراعات تصديرية لنصف مساحة المشروع) يُسدد بها الأقساط، و24 ألفاً من مشروع الإنتاج الحيوانى + راتبه.. وبالتالى أصبح المشروع مُغرياً وجاذباً للشباب، وإضافة إلى الناتج القومى!!
ملحوظة: لا بد من انتقاء الأعداد المطلوبة (بهذا النموذج) من كل مهنة.. «شباب للزراعة - شباب للسواقة - للميكانيكا - للكهرباء - أطباء - مدرسون.. إلخ».. مع دورات تدريبية مُسبقة (نظرى وعملى بالموقع) للتعرّف على رغبات الشباب وقدرتهم على حياة الصحراء والعمل الشاق.. فالشباب صحيح أنه سيتملك المنزل والسهم ويُسدد الأقساط من عائد سهمه، ويعمل بالشركة بمرتب مُجزٍ.. لكن مش على طريقة الحكومة.. يعنى الخصم للتأخير أو الغياب أو الإهمال -يعنى رفت فى حالة البلطجة أو الاستهبال- يعنى شُغل 8 ساعات جد بجد، كى تنجح الشركة وتُحقق الأرباح المطلوبة.. وبهذا يصبح المشروع «بداية».. و«نموذج» بوابة الخير.. لعموم المصريين.. يُمكن تكراره فى محافظات أخرى بالصحراء.. بعد أن تعلّمنا الدرس.. ولدينا الآن دراسات من أصدقاء محترفين، بتقول نزرع إيه للتصنيع الزراعى، واحتياجات الأسواق داخلياً وخارجياً!!
■ صباح الخير سيادة الرئيس:
سيادتك مستعجل جداً على الإنجاز، ونحن معك.. فالوقت كالسيف على رقابنا جميعاً..
لكن أين أهل الخبرة من البداية؟ وأين دراسات الجدوى التى بُح صوتى مطالباً بها؟!!
(تصوّر يا سيادة الرئيس.. عندما يجتمع أهل الخبرة مع الرجال المُخلصين الجادين من القوات المسلحة أو من غيرهم.. ماذا يمكن أن يحدث)؟؟
■ معلومات عامة لمن لا يعرف:
1 - تكلفة هذا المشروع 1.5 مليار جنيه حتى الآن، خلق ألف فُرصة عمل.. «الفُرصة» كلّفت الدولة 150 ألف جنيه!!!!!!
2 - فى الزراعة المميكنة (لكل خمسين فدان عامل واحد).. أما المصنع على فدان واحد فيخلق 1500 فرصة عمل.. وتصدير طن فاصوليا يخلق 20 فُرصة!!
3 - البقرة «المستوردة» تُنتج من 25 إلى 32 كجم لبن يومياً.. والبقرة المحلية للأسف تنتج 3 كجم فقط لا غير!!..
4 - سعر الفدان بالمشروع 52 ألف جنيه.. (22 للاستصلاح.. وثمن الأرض 30 ألفاً للفدان).. أطالب الرئيس (وسيقبل).. بأن يكون السعر للشباب 22 ألفاً للفدان ثمن الاستصلاح فقط.. أما الأرض فهى أرض ربنا، ولا يجب المتاجرة بها للشباب!!!!
ونستكمل الثلاثاء المقبل.