«بلاها لحمة».. بلاها «سمك وفراخ».. من الآخِر: «بلاها عيشة»
«بلاها لحمة».. بلاها «سمك وفراخ».. من الآخِر: «بلاها عيشة»
حملة مقاطعة سموم الطعام على تويتر
مقاطعة إجبارية يضطر البسطاء إليها، بعدما تحولت المأكولات من حولهم إلى أسباب مختلفة جميعها تؤدى للوفاة، تارة يقاطعون اللحوم لغلائها، وتارة الطيور خوفاً من «الإنفلونزا»، وأخيراً «الأسماك النافقة»، فانتقلت حملة «بلاها» التى أطلقها المواطنون ضد غلاء اللحوم إلى تسمم الأسماك، معلنين قرار المقاطعة كخيار لا يملكون سواه حفاظاً على أرواحهم.
حملات شعبية لمقاطعة سموم الطعام فى ظل تجاهل المسئولين
«بلاها لحمة.. طلعت حمير، بلاها فراخ.. طلعت هرمونات وإنفلونزا، وبلاها سمك.. طلع مسمم» هاشتاج ساخر من ضمن العديد من التعليقات التى أمطر بها نشطاء موقعَى التواصل «فيس بوك» و«تويتر» غضباً من ظاهرة نفوق الأسماك التى بدأت فى البحيرة وكفر الشيخ وبدأت تتشعب وصولاً للمنصورة، الغضب الإلكترونى كان يقابله غضب شعبى على أرض الواقع، بعدما أصبحت الوجبات الثلاث محرَّمة على البسطاء إما بسبب الغلاء، أو لأنها محملة بالأمراض، ومن بين الذين يسألون أنفسهم «هناكل إيه؟» كل صباح كان إبراهيم جابر (53 عاماً) الذى خرج من المنوفية إلى القاهرة حتى يعمل «سايس» ليتمكن من الإنفاق على 7 أبناء وأمهم، فأصبحت الحياة «متقشفة» يزورها «الزفر» من وقت لآخر، لكن شيئاً فشيئاً بدأ الرجل الخمسينى يتخلى عن اللحوم لغلائها وإن جاء العيد اختار المجمدة، ثم امتنع عن شراء الطيور: «كل شوية بسعر، وأنا همّا 450 جنيه اللى باخدهم غير البقشيش». امتدت مقاطعته الإجبارية للأسماك التى كانت الوجبة الوحيدة «الرخيصة» التى يشتريها، فقرر أخيراً أن يعتمد على «بقوليات» باعتبارها بروتيناً بديلاً.
الصيام كان خيار «محمد عبدالكريم»، بائع الخبز الستينى، عوضاً عن شراء الأسماك التى كانت وجبته السمينة لعجزه عن شراء الطيور واللحوم، لكن بسمة حسن، ربة المنزل التى تقيم فى محافظة الإسكندرية، الشهيرة بالأسماك، امتنعت أيضاً عن تناولها فى المطاعم هى وغيرها من الأطعمة كاللحوم والطيور بأنواعها فهى تجد نفسها مريضة بـ«فوبيا الطعام» فأصبحت السيدة الثلاثينية لا تشعر بالأمان تجاه الأطعمة وفى الوقت نفسه زادت شكاوى بناتها من الوجبات التى لا تحوى لحوماً: «طب هعمل إيه؟ ما هو كل حاجة ليها تحذير ما لقتش غير الأجبان حل لحد ما يطلع فيها حاجة هى كمان.. ده حتى العصير بجيبه لأولادى بفتحه أفتش فيه الأول، ليكون فيه حاجة فى العلبة».