زمن «الدواعش»: الميليشيات الإرهابية تتصارع على «تورتة الخلافة»
زمن «الدواعش»: الميليشيات الإرهابية تتصارع على «تورتة الخلافة»
جحافل الميليشيات المسلحة انتشرت فى مختلف الدول العربية
طفت على السطح، بالتوازى مع اندلاع ما سُمّى «ثورات الربيع العربى»، مجموعات مسلحة (ميليشيات)، تتنوع فى القوة والعتاد وعدد المنتسبين لها، سيطرت إحداها، على مساحة تجاوزت مساحة المملكة المتحدة (بريطانيا)، واكتسبت من النفط، ما عادل، آنذاك، دخول دول صغيرة، فيما نفذت عناصرها عمليات جديدة ومختلفة فى عالم الإرهاب والتنظيمات المسلحة، من قطع للرؤوس، وحرق وتفجير للأسرى، وتنفيذ للعمليات الانتحارية تباعاً، وتفخيخ المنشآت الأمنية والخدمية، كما فرضوا على المسيحيين دفع الجزية، وبدّلوا مناهج التعليم، ورفعوا البنادق بدلاً من أعلام الدول.
كانت هذه الميليشيات المسلحة، باختصار، تجوب الشرق الأوسط، فيما وصل بعضها إلى أوروبا وأمريكا، سعياً منها لفرض نفوذها ورسم رقعة ما تسميه «دولة الخلافة الإسلامية»، القائمة على الذبح والقتل والتكفير.
ومع أن هذه المجموعات الإرهابية تشترك فى الفعل والقول، فإنها تكفر بعضها بعضاً، حيث تعتبر كل مجموعة نفسها حامية الدين، ووكيل الله فى الأرض.
ويُعد تنظيم داعش أكثر التنظيمات المسلحة، قوة وسيطرة على الأرض، إذ يسيطر على 50% من مساحة العراق، ونحو 25% من مساحة سوريا، ولديه ما يقرب من 64 فرعاً فى أكثر من 32 دولة، وانضمت إليه عناصر من 80 جنسية، وفاق دخله دخول دول صغيرة، بعد أن سيطر على حقول نفطية كبيرة، وتاجر فى الآثار والسلاح، ونهب ممتلكات المسيحيين والمنشآت الحكومية، كما أن لديه جيشاً من الميليشيات الإلكترونية، يصدر يومياً نحو 80 ألف تغريدة، على «تويتر»، وينتشر على مواقع التواصل الاجتماعى الأخرى، مثل «فيس بوك وإنستجرام والتليجرام»، وموقع ساوند كلاود، أكثر مواقع الموسيقى انتشاراً بين مستخدمى الإنترنت، حيث نشر عليه عناصر التنظيم خطب القيادات، لتكون مثلها مثل الأغانى.
واستقطب التنظيم الآلاف من الأجانب والعرب، ووصل عدد عناصره لما يقرب من 40 ألفاً، مقسمة لمجموعات، منهم الانتحاريون ومنهم المقاتلون على الأرض، ومنهم الجواسيس والمخططون والمسئولون عن التمويل والإمداد، وقسم قيادته العليا إلى وزارات، على غرار الدول الحديثة، مضيفاً لهيكله التنظيمى مسئولين عن وزارات الحرب، والتفخيخ، والتمويل، والإمداد.
وأعلن التنظيم، فى 29 يونيو عام 2014، قيام «الخلافة الإسلامية»، وجعل من زعيمه أبوبكر البغدادى خليفة للمسلمين، بالبيعة. وقال أبومحمد العدنانى، المتحدث باسم التنظيم، فى تسجيل صوتى: «إن الدولة الإسلامية مُمثلة بأهل الحل والعقد فيها، من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى، قررت إعلان قيام الخلافة، وتنصيب خليفة دولة المسلمين، ومبايعة الشيخ المجاهد أبوبكر البغدادى، فقبل البيعة، وصار بذلك إماماً وخليفة للمسلمين»، ليتحول بذلك «البغدادى» إلى ظاهرة مع إعلان قيام التنظيم فى العراق، بعد انشقاقه عن تنظيم «القاعدة» وزعيمه أيمن الظواهرى.
«تنظيم الدولة» يسيطر على 50٪ من العراق و25٪ من سوريا ولديه 62 فرعاً فى 32 دولة.. وليبيا «ممزقة» بين «فجر ليبيا» و«أنصار الشريعة» و«شباب الإسلام»
وتُعد العراق أكثر الدول تضرراً من «داعش»، إذ إنه يسيطر على نحو 50% من مساحة العراق، بعد أن تراجع الجيش العراقى أمام ميليشياته فى مايو 2014، ودارت المعارك بينه وبين ميليشيات الحشد الشيعى، وانتصر فى معارك وخسر فى أخرى، غير أنه ظل محافظاً على هيكله التنظيمى، باستبدال القتلى من قيادات التنظيم بآخرين من قيادات الصف الثانى، وفرض نظاماً دينياً صارماً على السيدات والرجال، مستغلاً الشقاق الطائفى الموجود فى العراق، منذ تولى نور المالكى، رئيس الوزراء العراقى السابق، المسئولية، فتحالف مع العشائر السنية، التى أُطلق عليها «الصحوات»، وتشكلت بالأساس لمحاربة التنظيم، وسيطر على آبار النفط والبترول، والمعدات العسكرية، التى تركها الجيش الأمريكى، إبان احتلاله لدولة العراق، فطور من منظومته الدفاعية، وبادل النفط بأسلحة أكثر تقدماً مع تركيا وغيرها من الدول، التى تحالفت معه.
يمتلك مقاتلو الدولة الإسلامية عدداً كبيراً من الأسلحة الصغيرة والثقيلة، مثل الرشاشات ومنصات إطلاق الصواريخ وصواريخ مضادة للطائرات، وأنظمة أسلحة «أرض- جو» محمولة، كما أنه استولى على مجموعة من الدبابات والمدرعات من الجيشين العراقى والسورى، ويُعتقد أنه يمتلك سلسلة إمدادات كبيرة، توفر المؤن والأسلحة الصغيرة لمقاتليه.. وبفضل ذلك التسليح، تفوق التنظيم على قوات «البيشمركة» فى مواقع بشمال العراق فى أغسطس عام 2014 فى مفاجأة للجميع.
وتقدر ثروة «داعش» بمليارى دولار من الأموال السائلة والأصول، ما يجعله أغنى الجماعات المسلحة على مستوى العالم. وتعود أصول التمويل المالى للتنظيم لتبرعات بعض الأفراد فى دول الخليج العربى، واستيلائه أثناء هجماته فى العراق على كميات كبيرة من النقود من بنوك المدن والبلدان التى اجتاحها.
ويلتزم أعضاء «داعش» بتفسير متشدد للإسلام السنى، ويعتبرون أنفسهم وحدهم أصحاب الإيمان الحق. كما يعتقدون أن باقى العالم ليس إلا مجموعة من غير المؤمنين يسعون لتدمير الإسلام، ما يبرر هجماتهم ضد المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، ويلجأ التنظيم لعمليات الذبح والصلب وإطلاق النار الجماعى لإرهاب أعدائه، ويستعين أفراده ببعض الآيات القرآنية التى ورد فيها ذكر قطع أعناق الكفار، إلا أن عموم المسلمين تبرؤوا من تلك الممارسات.
وترجع أصول «داعش» إلى تنظيم التوحيد والجهاد، الذى أسسه الأردنى أبومصعب الزرقاوى عام 2002، فبعد اجتياح الولايات المتحدة للعراق عام 2003، تحالف «الزرقاوى» مع أسامة بن لادن، زعيم القاعدة السابق، ليؤسس تنظيم القاعدة فى العراق، الذى أصبح من أكبر الجماعات المسلحة فى المنطقة، وبعد مقتل «الزرقاوى» فى 2006، دخل التنظيم تحت مظلة أكبر عرفت باسم «الدولة الإسلامية فى العراق»، لكن التنظيم الجديد ضعف بفعل استهداف القوات الأمريكية له وتأسيس مجالس الصحوة، التى ضمت رجال العشائر السنة الرافضين لعنف التنظيم.
وبعد تولى «البغدادى» قيادة التنظيم عام 2010، عمل على استعادة قدراته القتالية، وبحلول 2013، عاد التنظيم إلى تنفيذ العشرات من الهجمات فى العراق كل شهر، وانضم إلى جماعات المعارضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد وأقام ما يسمى «جبهة النصرة»، وفى أبريل 2013، أعلن «البغدادى» عن دمج قواته بالعراق وسوريا فى تنظيم واحد، هو دولة الإسلام فى العراق والشام (داعش)، وهو ما رفضه قادة جبهة النصرة والقاعدة، فانشق المقاتلون الموالون للبغدادى عن جبهة النصرة، ما ساعد على بقاء داعش فى سوريا، وبنهاية ديسمبر 2013، حول «داعش» تركيزه إلى العراق مستغلاً الصراع السياسى بين الحكومة، التى يقودها الشيعة، والطائفة السنية، واستطاع السيطرة على مدينة الفلوجة بمساعدة رجال القبائل.
وتُعد سوريا ثانى أكبر الدول تضرراً من «داعش»، إذ إنه يسيطر على نحو 25% من مساحتها، كما فعل التنظيم وعناصره بأهلها ما فعله بسكان العراق، من قتل وذبح لكل من يرفض المثول لتعاليمه وتعليمات قياداته.
وسوريا من أكثر الدول الحاضنة للتنظيمات والميليشيات المسلحة، فتوجد فيها مئات التنظيمات، التى لم تستطع أى جهة بحثية تحديد عددها بدقة، نظراً للانشقاقات التى تحدث بين هذه الفصائل كل يوم، ومن أشهر هذه التنظيمات: جبهة النصرة، وأحرار الشام، وجيش الفتح، وجيش المجاهدين، والأنصار، ولواء شهداء اليرموك، وجبهة الأصالة والتنمية، وألوية أحفاد الرسول، ولواء الإسلام، وجيش الإسلام، ولواء الفتح، وصقور الشام، ووحدات حماية الشعب الكردى.. وكلها تتصارع مع بعضها، أو تتحالف لمواجهة تنظيم داعش أو الجيش السورى، إضافة إلى وجود فرع لحزب الله اللبنانى، على الأراضى السورية لمساندة ودعم بشار الأسد، الرئيس السورى.
وتأتى ليبيا فى المرتبة الثالثة كأكثر الدول تضرراً من الميليشيات المسلحة، حيث تتقاسم النفوذ الميدانى فى ليبيا مجموعة ميليشيات متطرفة، تسعى لفرض سيطرتها على المزيد من أراضى البلاد، وتدخل هذه الجماعات المسلحة فى مواجهات مع الجيش الوطنى، وبين بعضها البعض، لحسم المعركة.
وتسيطر ميليشيات فجر ليبيا، بشكل رئيسى، على غالبية المنطقة الغربية، بما فى ذلك العاصمة الليبية طرابلس ومصراتة وجزء من مدينة سرت، وتعتبر الجناح العسكرى للمؤتمر الوطنى الليبى المنتهية ولايته، الذى يتخذ من العاصمة طرابلس مقراً له، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بتنظيم الإخوان. وتشكلت من مجموعة منظمات مسلحة، منها درع ليبيا الوسطى، وغرفة ثوار ليبيا فى طرابلس، ومسلحو مصراته والزاوية وصبراتة.. وفى أغسطس 2014 صنفها مجلس النواب الليبى على أنها جماعة إرهابية خارجة عن القانون، ومحاربة لشرعية الدولة.
ومن الميليشيات المسلحة فى ليبيا: «أنصار الشريعة»، التى تسيطر على مدن بنغازى وسرت وأجدابيا ودرنة.. وتأسست فى أبريل عام 2012، بعد نهاية الثورة الليبية بشهور قليلة فى مدينة بنغازى، وتدعو إلى تحكيم الشريعة الإسلامية فى ليبيا. وتعتمد أنصار الشريعة العلم الذى اشتهر به تنظيم القاعدة كشعار لها، وأدرجها مجلس الأمن الدولى على لائحة الإرهاب فى نوفمبر 2014، وبايع الكثير من أعضائها زعيم داعش (أبوبكر البغدادى) العام الماضى.
وتعد ميليشيا «مجلس شورى شباب الإسلام»، من أبرز التنظيمات المسلحة فى ليبيا، وظهر هذا الفصيل فى شوارع مدينة درنة شرق ليبيا فى أبريل 2014، ليدعو إلى تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية، وفى أوائل أكتوبر الماضى بايع زعيم داعش، لتظهر بعدها لأول مرة مجموعة من «داعش» تحمل رايات التنظيم السوداء وتردد شعاراته فى مدينة درنة. أما عن فرع «داعش» فى ليبيا، فاستغل فوضى الميليشيات والمعارك مع الجيش ليبسط سيطرته على مدن النوفلية، ودرنة، وسرت، وجزء من بنغازى، وبدأ التنظيم بالظهور فى ليبيا فى أكتوبر 2014، ويقدر عدد عناصره بنحو 3000 مقاتل، ينتشرون فى مناطق مختلفة، وذبحوا 20 مصرياً العام الماضى، فى فيديو دموى.
ولم تنج اليمن من التنظيمات المسلحة، إذ إن فرع تنظيم القاعدة فى اليمن يُعد الأقوى والأخطر من بين كل فروع التنظيم، وتبنى العملية التى استهدفت مجلة «تشارلى إيبدو» الفرنسية، يناير من العام الماضى، وهو نتاج لاندماج فرعى القاعدة فى اليمن والسعودية، عام 2011، بعد هروب قيادات التنظيم من المملكة، نتيجة للحملة الأمنية عليهم.
وينافس فرع «القاعدة»، فرع «داعش»، الذى نفذ عمليات إرهابية، استهدفت مساجد الشيعة وقتلت العشرات، الأمر الذى أغضب ميليشيات الحوثى الشيعية، التى تنتشر فى اليمن، وتسعى للسيطرة على بعض المناطق، وسبق لها أن حاصرت قصر الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، العام الماضى، ما دفع المملكة العربية السعودية لبدء ما يُعرف إعلامياً بـ«عاصفة الحزم».
وفى تونس يتصارع تنظيما «القاعدة» و«داعش»، على مواجهة الحكومة والجيش التونسى، واستطاع عناصر تنظيم داعش استهداف عدد من المعارضين التونسيين من بينهم شكرى بلعيد، علاوة على الهجوم على بعض المناطق السياحية، فيما حاول «القاعدة» الهجوم على قواعد عسكرية تونسية، ويُعد المقاتلون من التوانسة، أشهر المقاتلين وأكثرهم شراسة، على مستوى التنظيمات المسلحة، لذلك يستفيد منهم «داعش»، فى سوريا والعراق، وبلغ عدد الذين سافروا من تونس للانضمام لداعش فى سوريا والعراق نحو 3000 عنصر، وفقاً لبعض المراكز البحثية والاستخباراتية الدولية.
«بيت المقدس» يرسل شباب الإخوان للتدريب فى سوريا والعراق ودراسة بريطانية: التنظيمات الحالية «نماذج لأفكار لا تموت»
ولم يعُد تأثير الجماعة الإسلامية المقاتلة فى الجزائر، كما كانت عليه، خلال فترة التسعينيات، إلا أن ما تبقى من فلولها أعلن مبايعته لتنظيم داعش، ويسافر مقاتلوها بشكل دائم للانضمام للتنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق، وينضم غالبيتهم، وفقاً لإحصاءات دولية، للمجموعات الانتحارية، ويتولون استقبال وتدريب العناصر الجديدة المقبلة للتنظيم من فرنسا، نظراً للعلاقة التاريخية بين البلدين.
ولم تترك العناصر الإرهابية ولا الجماعات المسلحة المملكة العربية السعودية، إذ أعلنت مجموعة من العناصر الإرهابية فى المملكة مبايعتها لتنظيم داعش عام 2014، واستطاعت هذه المجموعة استهداف تجمعات شيعية فى المملكة، ويطلق على العناصر المنضمة من السعودية لـ«داعش»، اسم «الجزراويين»، نسبة لشبه الجزيرة العربية، ويعدون أكثر العناصر تنفيذاً للعمليات الانتحارية فى سوريا والعراق، ويتصارعون على الموت من أجل معتقداتهم الأيديولوجية.
أما عن السودان، فبايعت مجموعة صغيرة، لم تنشط حتى الآن، تنظيم داعش، إلا أن الخرطوم تُعد المحطة الأهم فى تهريب العديد من قيادات تنظيم الإخوان من مصر، علاوة على استقبال العديد من العناصر الإرهابية، المقبلة من تونس والجزائر وأفريقيا، لتسهل بعد ذلك، عن طريق بعض الإرهابيين، دخولهم لمصر والانضمام لتنظيم أنصار بيت المقدس فى سيناء.
وظهر تنظيم أنصار بيت المقدس فى سيناء، عام 2003، باسم «التوحيد والجهاد»، مستلهماً الاسم من منبر التوحيد والجهاد، لصاحبه أبومحمد المقدسى، الجهادى الشهير، على يد خالد مساعد، الذى قُتل عام 2006، بعد تنفيذ عدة عمليات استهدفت الفنادق والحافلات السياحية فى طابا، ومر التنظيم بفترات من التدهور، حتى عام 2009، بعد هروب عدد من عناصر السلفية الجهادية فى غزة لسيناء، بعد محاصرة تنظيم حماس لهم، واشتد التنظيم وقويت شوكته، وظهر على السطح مجدداً عام 2011، حتى مبايعته لتنظيم داعش فى نوفمبر 2014.
ويعتمد تنظيم أنصار بيت المقدس على استراتيجية عسكرية استلهمها من «داعش» فى العراق، وتسمى «الكمين والغارة»، هى استراتيجية قائمة على مهاجمة كمين أمنى ثابت، بـ4 مجموعات يسبقها انتحارى، بالتوازى مع نشر شائعات عن انتصارات مزعومة، وحاول التنظيم استخدام هذه الاستراتيجية فى عملية الشيخ زويد العام الماضى، إلا أن قوات الجيش نجحت فى دك عناصر التنظيم بالطائرات، ما كبّده خسائر كبيرة فى أعداد المشاركين فى العملية. وتقدر أعداد العناصر المنضمة للتنظيم بنحو 700 إلى 1000، وقائد التنظيم -أو من يطلقون عليه «الوالى»- شخص يُدعى أبوأسامة المصرى، وتظهر لهجته أنه من خارج سيناء، وأنه من أحد التنظيمات التكفيرية التى ظهرت فى مصر، خلال الثمانينات والتسعينات.
ويحاول التنظيم التمدد فى الدلتا عن طريق ما يُعرف باسم «خلايا الوادى»، لكن قوات الأمن نجحت فى ضرب هذه الخلايا عام 2012 و2013، وكان منها خلية عرب شركس، إلا أن هذه الخلايا وفلولها تجمعت مجدداً، بعد تطعيمها بعناصر إخوانية، ونفذت عمليات استهدفت مبنى أمن الدولة فى شبرا، والقنصلية الإيطالية بمنطقة وسط البلد، وغيرها من عمليات استهداف الضباط والجنود فى منطقة الجيزة، التى تنشط بها.
ويُعد «بيت المقدس» محطة من ضمن محطات «داعش» فى منطقة الشرق الأوسط، إذ إنه استطاع تسفير العديد من شباب الإخوان لسوريا والعراق، للمشاركة فى عمليات التدريب والقتال، لاستقبالهم مرة أخرى، بعد حصولهم على خبرة كافية تمكنهم من مواجهات الجيش والشرطة فى سيناء.
وليس أنصار بيت المقدس وحدهم من يوجدون فى مصر، فأعلن هشام عشماوى، ضابط الصاعقة السابق، تشكيله لتنظيم «المرابطون»، نسبة إلى تنظيم «المرابطون» فى مالى، الذى يقوده مختار بلمختار، المعروف بولائه لـ«القاعدة»، واستطاع هذا التنظيم، استهداف المستشار هشام بركات، النائب العام السابق، إلا أنه اختفى، ورجحت بعض التدوينات أنه يختفى فى ليبيا، يجهز لعناصر جديدة، تأتى لمصر، لتنفيذ عمليات إرهابية.
أما عن الجماعات التى نفذت من الشرق الأوسط لأوروبا وأمريكا، بعد تشكيل التحالف الدولى بقيادة أمريكا لمواجهة التنظيم، واستطاعت تجنيد عناصر لها من المواطنين الأجانب، فأطلقت على هذه العناصر اسم «الذئاب المنفردة»، ويمثل ما يسمى «الذئاب المنفردة» الخطر الأكبر على الدول الأوروبية، إذ إن معظم العمليات الإرهابية التى حدثت منذ ظهور تنظيم القاعدة إلى العلن، فى دول أوروبا، كان وراءها عناصر هذا الجناح المسلح الذى يطلق على الجهاديين مصطلح «الذئاب المنفردة»، الذى تشكل من مجموعة من المتطرفين لا يخضعون لقيادة تنظيم أو جماعة، بل يعتمدون فى عملياتهم على أفكارهم التى تلقوها فى الأغلب عبر الفضاء الرقمى.
ومصطلح «الذئاب المنفردة» وُلد مع «القاعدة» ونما مع بداية الألفية، وتضخم مع مجلة «إنسباير» التى تصدر عن التنظيم منذ 2010، وكان أول مقال بها لمؤسسها أنور العولقى بعنوان «الذئاب المنفردة.. كيف تصنع قنبلة فى مطبخ أمك؟»، ويطلق المصطلح على خلايا التنظيمات المتطرفة فى الدول التى لا تخضع لسيطرة فعلية لهذه التنظيمات، وخطورتهم تكمن فى أنهم يمكن أن يكونوا شخصاً واحداً أو مجموعة صغيرة تخطط بشكل منفرد لعمليات إرهابية تستخدم فيها مواد بدائية الصنع ومواد شديدة الانفجار، وغالباً يجرى تجنيدهم عن طريق المدارس السلفية الموجودة فى أوروبا، أو الجهاديين الذين شكلوا خلايا عنقودية فى البلاد التى حصلوا على حق اللجوء السياسى فيها، أو حديثاً من خلال الإنترنت، وهؤلاء فى الغالب، موجودون فى أوروبا، ويعانون من مشاكل عنصرية أو حالة اضطهاد، هذا بالنسبة لمن يحملون جنسيات هذه الدول (أى الجيلين الثانى والثالث من المهاجرين)، أما الأوروبيون من الذئاب المنفردة فيعانون وفقاً لدراسات من حالات اكتئاب وملل واضطهاد.
ويرى ريتشارد باريت، الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب بالمخابرات البريطانية، فى دراسة له، نشرت عام 2015، أن الميليشيات المسلحة فى منطقة الشرق الأوسط، وتمددها لأوروبا، نتيجة متوقعة للسياسات الخاطئة فى التعامل مع الإرهاب، وعدم استئصال جذوره، مؤكداً أن التنظيمات المسلحة، الموجودة على الساحة الحالية ما هى إلا نماذج لأفكار لا تموت، وأنها ربما تُهزم، لكن المؤكد أن مستقبل الأفكار التى تعتنقها هذه التنظيمات مرتبط بمدى قدرة العالم على مواجهة الأفكار المتطرفة، والاتفاق السياسى حول استراتيجية لمواجهة هذه الأفكار، لأن الإرهاب يطول الكل، ولم يعد يقتصر على مناطق أو أماكن بعينها، بل يصل اليوم إلى دول أوروبا ويهدد أمريكا أيضاً.
واختتم قائلاً: «تنظيم داعش جنّد النساء، واستغل الإنترنت فى توصيل رسالته، ولديه 10 آلاف منبر على شبكته، ويسيطر على 67% من المواقع التكفيرية، فيما تسيطر النصرة على 17% من المواقع التكفيرية، وسهلت هذه المواقع من مهمة التنظيم فى تجنيد العرب والأجانب، وهذا الخطر من أهم الصعاب التى تستوجب التأكيد على شركات مواقع التواصل الاجتماعى لحظر حسابات ومنابر التنظيم بشكل سريع وفعال، بحيث يتم حرمانه من استقطاب عناصر جديدة، ومنع تسرب أفكاره للخارج، ومعالجة القضايا التى يستغلها التنظيم فى ترويج مظلوميته، بشكل يساعد فى عملية حصاره سريعاً، لكى تتم المواجهة معه، والمساعدة على استقبال الهاربين من براثن التنظيم، خصوصاً الذين لم يشاركوا فى عمليات إرهابية، ولم يتوقعوا أن هذه هى الحقيقة التى يفرضها التنظيم على المشاركين معه، وتأهيلهم نفسياً بحيث يمكن منع انضمامهم لتنظيمات أخرى».
قائمة أمريكا لأخطر الإرهابيين فى العالم :-
أيمن الظواهرى
زعيم تنظيم القاعدة
المكافأة: 25 مليون دولار
أبوبكر البغدادى
زعيم تنظيم داعش
المكافأة: 10 ملايين دولار
أبوبكر شيكاو
قائد جماعة أهل السنة والدعوة والجهاد، والمعروفة باسم حركة «بوكو حرام» بنيجيريا، المبايعة لداعش
المكافأة: 7 ملايين دولار
على عطوة
خطط لاختطاف طائرة تجارية يوم 14 يونيو 1985 ومشاركته فى عملية الاختطاف هذه.
جمال محمد البدوى
تورط فى عملية تفجير المدمرة الأمريكية كول فى عدن، اليمن، فى 12 أكتوبر 2000.
المكافأة: 5 ملايين دولار
زكريا إسماعيل أحمد حرسى
رئيس المخابرات لحركة الشباب الصومالية.
عبدالله يارى
رئيس وسائل الإعلام لحركة الشباب.
المكافأة: 3 ملايين دولار
حافظ عبدالرحمن مكى
الرجل الثانى فى قيادة جماعة «شكر طيبة» فى الهند وباكستان.
المكافأة مليونا دولار
آدم يحيى غدن
مطلوب بتهمة الخيانة وتقديم الدعم المادى لتنظيم القاعدة.
رادولان ساهيرون
أحد كبار قادة جماعة أبوسياف التى تتخذ من الفلبين مقراً لها.
عبدالباسط عثمان
خبير فى صناعة القنابل، له ارتباطات بجماعة أبوسياف وبتنظيمات إرهابية تنتمى إلى الجماعة الإسلامية وتتخذ من الفلبين مقراً لها.
المكافأة: مليون دولار