مناقشة ندوة "التفكير العلمي في المواجهة" بمعرض الكتاب
مناقشة ندوة "التفكير العلمي في المواجهة" بمعرض الكتاب
جزء من الندوة
شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ47، ندوة "التفكير العلمي في المواجهة"، وذلك حول دور التفكير العلمي في مواجهة التطرف، بمشاركة كل من المفكر السيد ياسين، والدكتورة يمنى طريف الخولي، والكاتب الصحفي جمال محمد غيطاس.
وأكدت الدكتورة يمنى طريف الخولي، في بداية الندوة، أن العلم يمثل أهم جوانب الحضارة الإنسانية، والأكثر تمثيلا لوجود الإنسان العاقل، حيث بدأت إرهاصاته منذ بداية الإنسان، وظهر جليا في الحضارات الشرقية القديمة، وحاول الإغريق بعد ذلك صياغة نظرياته، ثم بدأت الحضارة الإسلامية تلمع في العصور الوسطى وتشع في تاريخ نشأة العلم الحديث.
وأوضحت أن التفكير العلمي هو أهم آليات العلم، فهو ليس مجرد صندوق أدوات للعمل، ولكنه فعالية مفطورة في ذهن الإنسان، فكل إنسان لدية قدرة على التعلم والكتابة والرسم، ولكن هذه القدرة فقط تبلغ أقصاها عند المفكرين والكتاب والعلماء، واستطردت أن المنهج العلمي أحد أهم وسائل الحضارة الحديثة، وهو منهج الانتقال من المشكلة إلى وضع الحل، فالمنهج العلمي يتوقف عند حد اختباره بالتجربة العلمية التي تعتبر هي الحكم والقاضي على الفروض التي تم فرضها، فالتفكير العلمي باختصار تقدمي وإبداعي، فهو ليس مجرد واجهة لمواجهة التطرف، ولكنه محاولة للحوار دون إقصاء الآخر.
وقال المفكر السيد ياسين، إن العلوم الطبيعية دائما ما تحسم بالتجربة الحاسمة، وهذا يختلف كثيرا عن العلوم الاجتماعية التي لا تخضع للتجربة الحاسمة، باعتبار أن أهواء الباحثين في هذا المجال دائما ما تخضع لباحثيها، وهذا يؤثر على موضوعية النتائج التي يخرج بها كل باحث من أبحاثه، من خلال تناوله للقضية التي يدرسها ويقدم نتائج بشأنها، فالاتجاه السياسي يؤثر على كيفية تناول القضية موضوع البحث.
من جانبه، أوضح الكاتب الصحفي جمال غيطاس، أن التفكير العلمي ليس هو السائد في مجتمعنا ولكن السائد هو التفكير العشوائي، باعتبار أن التفكير العشوائي غير قائم على الموضوعية ولكن مبنى على العاطفة، كما أن التفكير العشوائي قائم أيضا على الخرافة والأسطورة أما "العلم" فهو يبحث دائما عن أسباب كل شيء بعد دراستها، كما أن التفكير العشوائي دائما ما يكون بدون هدف، بعكس التفكير العلمي الذي هو غالبا تفكير "هدفي".
وأشار إلى أن غياب التفكير العلمي وحضوره دائما ما يؤثر على كل مجتمع، فالتفكير العلمي دائما ما يقود إلى الإبداع ويقدم نظرة للمستقبل، أما في حالة التفكير غير العلمي أو العشوائي فهو تفكير يقود للخرافة ولا يهتم بالمستقبل أو الإبداع.