شباب يوزعون المشروبات الساخنة على المارة وعاملى النظافة فى الشوارع
ياسر وجيرانه تحدوا «البرد» ونزلوا إلى الشارع لتوزيع مشروبات ساخنة على المارة
تحملوا ما هرب منه آخرون، ووقفوا رغم البرد والأمطار التى غسلت الشوارع فى الساعات الأولى من صباح أمس، على رصيف شارع البحر الاعظم، وفى يد كل منهم ترمس كبير وعدد من الأكواب البلاستيكية، يوزعون المشروبات الساخنة على المارة وقائدى السيارات مجاناً «منها ثواب ومنها إعلاء لمعانى الإنسانية والتآخى»، بحسب تأكيد «محمد»، صاحب الفكرة.
الخير فى «عز البرد» أوله: «خد لك نسكافيه أو لاتيه»
اتفق ياسر محمد وجيرانه على الفكرة، ونزلوا للتنفيذ، بناء على نشرة الطقس التى أعلنتها هيئة الأرصاد وتحذيراتها فيما يتعلق بطقس هذه الأيام، الصعوبة الحقيقية التى واجهتهم لم تكن فى إعداد المشروبات الساخنة وحفظها فى سخانات محمولة وتنويعها بين الشاى واللاتيه والنسكافيه والبليلة والقهوة، فقد استطاعوا إعدادها وتجهيز الأكواب فى زمن قياسى، لكن الصعوبة كانت فى إقناع المارة بالفكرة: «نزلنا من 7 الصبح عشان نوزع أكبر عدد من المشروبات الساخنة على الناس اللى بتنزل من بدرى، ونلحق الناس الغلابة اللى بتشتغل فى الشارع فى عز البرد، ونلحق أشغالنا برضه».
4 ساعات، وقف فيها الشاب الثلاثينى، الذى يعمل محاسباً فى إحدى الشركات الخاصة، والجيران، فى الشارع لتوزيع المشروبات الساخنة على 350 فرداً من المارة: «الناس تعبونا جداً عشان يستوعبوا الفكرة، اللى يقول لى ده مقلب، واللى يقول لى انتوا حاطين إيه فى المشروبات دى، واللى يطلع يصورنا ويمشى، وإحنا استقبلنا كل ده بصدر رحب، وشرحنا للناس فكرتنا، وأننا بنعمل خير لكن بطريقة مختلفة، الوحيدين اللى فرحوا بفعلنا وما سألوناش عن هدفه هم الغلابة وعمال النظافة، أخيراً حسوا بأن فيه حد بيهتم بيهم فى الجو ده».
التوزيع الذى بدأ منذ السابعة صباحاً أنهاه الشاب ورفاقه بالذهاب إلى أعمالهم دون التأخير عنها، يؤكد: «الناس كانت مبسوطة جداً من اللى بنوزعه، وإحنا كمان انبسطنا إننا بدأنا يومنا بخير وطاقة إيجابية كده، وده اللى هيشجعنا نكرر الفكرة فى أماكن تانية وحسب نشرة الطقس».