قصر «محمد على».. مزار دائم لـ«العفاريت»
أبواب قصر محمد على مغلقة بالجنازير فى شبرا الخيمة
تميّزت الأسرة العلوية بالبراعة فى الفن المعمارى، ومن أكثر المبانى عراقة قصر «محمد على» الكائن بشبرا الخيمة، الذى تم الانتهاء من ترميمه ضمن مشروع القاهرة التاريخية، الذى بدأ منتصف التسعينات، ليُصبح أحد المزارات السياحية أمام الجمهور.
فرد أمن: عدد أفراد الحراسة من 80 شخصاً إلى 17 فقط.. و«الآثار»: مغلق بعد تفجير «الأمن الوطنى»
لكن «دوام الحال من المحال» هو ما ينطبق على حال القصر، فبعد أن كان مفتوحاً للزوار، أصبح مكاناً مهجوراً، تسكنه الحشرات والثعابين، تقترب من بوابته تجدها مغلقة، يجلس خلفها حارس الأمن، وتجاورها لافتة باللون الأحمر مكتوب عليها «قصر محمد على»، وتشاركها آثار لافتات الدعاية الانتخابية، وأصبحت أسواره ممشى للحبيبة ومرسماً للألتراس والدعاية.. تقترب من أبوابه المغلقة، وتسأل الحارس عن زيارته، ليُخبرك: «القصر من بعد الثورة اتقفل ومابقاش للزيارة».
يفتح الحارس الأبواب المغلقة، لتتضح رؤية حديقة القصر، التى اقتربت ملامحها من الغابة، حيث تتكاثف الأشجار، ويشكو من مظاهر الإهمال التى كادت تبتلع القصر: «الدنيا هنا مش كويسة.. مفيش شركة نظافة ولا شركة زراعة، علشان الأشجار بقت غابات ولا فيه إضاءة.. إحنا اللى بنجيب لُمض العواميد دى على حسابنا.. وحتى دورة المياه من غير ميه».
وتابع الحارس حديثه عن العفاريت التى يراها باستمرار هو وزملاؤه ويتبادلون حديثهم عنها: «القصر مليان تعابين.. ده غير العفاريت اللى بنشوفها كل يوم».
ظل يُردد قسمه عن رؤيته العفاريت: «وكان آخر حاجة، لمّا كنت واقف الصبح عند الشجرة، وفجأة لقيت راجل جه عليا، فى الأول افتكرته زميلى جه يستلم منى، لسه باطلع المفاتيح، لقيت الراجل اختفى.. ودى مش المرة الأولى، ده غير اللى بيحصل مع زمايلى.. عاوزة إيه من مكان مهجور بقاله سنين؟».
منذ شهور قليلة تعرض مبنى الأمن الوطنى بشبرا الخيمة لانفجار شديد تأثر به القصر، ليدخل تحت الترميم: «القصر فعلاً اتأثر.. ولغاية دلوقتى الإزاز مرمى فى مكانه»، لكنه أضاف أن القصر يعانى من الإهمال قبل انفجار «الأمن الوطنى».
«فى الأول صرفوا على القصر 55 مليون جنيه.. ولا كأنهم عملوا حاجة.. خلعوا البلاط الأصلى وركّبوا بلاط تقليد وأهو اتخلع دلوقتى.. ده غير مبنى قصر الجبلاية اللى آيل للسقوط.. وعاملين دعامات حديد». وتابع الحارس حديثه: «لما كان مفتوح للزيارة، كانت التذكرة بـ3 جنيه للطلاب المصريين، ماكانش فيه ناس كتير بتيجى.. وبعد الثورة قفلوا القصر ومابقاش للزيارة.. وبعد ما كنا 80 واحد بيحرس القصر، بقينا 17، وفرد واحد يقف فى النوبتجية بتاعته». «القصر مهجور ومش شغال.. وكل اللى إحنا عاوزينه كهربا»، هكذا أنهى الحارس حديثه، من أمام البوابة الرئيسية للقصر الذى بناه الوالى محمد على، ليُريح أعصابه، بعيداً عن القاهرة.
وقال محمد عبدالعزيز، معاون وزير الآثار، إن القصر مستغل من قبَل صندوق التنمية الثقافية لعمل الحفلات الموسيقية، لذلك لم تُخصص له تذاكر. واعتبر أن القصر ليس مغلقاً أمام الزائرين، حيث يستطيع الزائر دخوله أثناء الحفلة، مضيفاً أنه كان مغلقاً لعمل ترميمات بسقف القصر، وتم الانتهاء منها.
وعن غلق قصر محمد على بشبرا، ذكر أن القصر تم غلقه بعد ثورة يناير لتداعيات أمنية، وأنه يقع حالياً تحت الترميم بسبب التلفيات التى أصابته من انفجار مبنى الأمن الوطنى منذ شهور قليلة.