بالصور| "الحب أقوى من الرصاص".. سوريا تكتسي بالأحمر في "الفلانتاين"
سوريا في عيد الحب
"ليس في الغابات موت، لا ولا فيها قبور، فإذا نيسان ولى، لم يمت معه السرور".. فكم من نيسان مرت به سوريا وهي في عداد الحرب، حتى باتت كالغابات يحوم الموت داخلها وخارجها، إلا أن الحب أقوى من ضربات الرصاص التي يفرّون منها، وأرحم من حكام قَست قلوبهم، وعلى الرغم من ذلك اكتسى البلد المكلوم، اليوم، باللون الأحمر، ليست دماء وإنما الحب.
أمام تلك المحلات، التي زينت فاتريناتها بالبالونات والورود الحمراء، مع كلمات الحب التي افتقدتها سوريا في السنوات الأخيرة، ركض الأطفال إليها، لربما تشعرهم بحب وطنهم، الذي شاب قلبه قبل أوانه، ورحل شبابه مشردين في البلاد، يبتلعهم البحر أحيانًا، فكيف ينصفهم ولم تنصفهم أرضهم، وتارة تستضيفهم دول، وهم الذين يقتلهم حنينهم لعزتهم وانتمائهم.
وعلى غير المعتاد، اختلفت صورة سوريا في عيد الحب، فلم تتصدر الصواريخ والبيوت المتهدمة والدبابات والأسلحة، والجثث الملقاة، أو الأهالي بمتاعهم، الذين تحولوا من مواطنين إلى لاجئين، بعدما اضطروا لهجرة موطنهم كي ينعموا بفرصة ثانية في الحياة، فرسم الشباب على وجوههم ابتسامات، ليتقلطوا "سيلفي" أمام الورود، لعل الصور قد تُطمئن أصدقاءهم ممن رحلوا "انظروا.. ما زال الحب باقيًا في سوريا".
باقة من الورود أو دبدوب ضخم، اليوم، قد يُدخل على القلب سرورًا، تبتسم على إثره سوريا من جديد، بعدما عاشت في نحيب أيام، واختفى الحب منها في ليالٍ عجاف، ربما يكون "العيد" يومًا وتعود "ريما لعادتها"، ويتعايش السوريون مع أجواء الحرب والإرهاب والقتل والدمار والفرار، ولطالما سيأتي يوم ينتصر فيه الحب على الخوف، والحياة على الموت، وحب الوطن على غلظة حكامه، فسوريا نضبت حمرة دمائها، اليوم، ونضرت وجنتيها حبًا، خلسةً، من ليالي الحرب.