وضع «راموش» يده على رأسه، وصرخ «يا مثبت العقل والدين».. سفن آب إيه يا سيدى.. تصدق بالله.. أنا أهون عليّا أكمل فى «المصباح» لحد القيامة.. نفسى أسألك عن حاجة بس تدينى الأمان.. أجاب مبارك: اسأل يا أبوالعفاريت بس بلاش قلة أدب؟.. نظر إليه «راموش» بغيظ وقال «إنت حكمت المصريين 30 سنة بنفس الطريقة دى»؟!.. ضحك مبارك وأجاب: أيوه يا سيدى.. هو أنا لولا الطريقة دى كنت عرفت أثبّتهم وأحط البلد فى تلاجة؟!.. رد «راموش»: والله يا سيدى.. المصريين دول غلابة قوى.. ده أنت لو عندنا فى مملكة الجان كنا ولّعنا فيك من أول يوم!
اشتعل غضب مبارك، وكاد يقذف «الجنى» بالمصباح، لولا أن سمع صوت «سوزان» تصرخ فى الخارج.. كانت «سوزان» تحاول فض اشتباك عنيف بين جمال وعلاء.. تناهى إلى الغرفة المغلقة صوت علاء «الله يخرب بيتك يا جمال.. إنت اللى ودتنا فى داهية.. كان نفسك تبقى ريس يا خويا.. أدينا كلنا اتبهدلنا.. ولسة».. نهرت سوزان علاء «اخرس يا ولد.. أخوك مش غلطان.. همه اللى شعب ما يستاهلش كل اللى عمله جمال علشانه»!
لم يكترث «مبارك» بالخناقة.. والتفت إلى «راموش»، وقال: تصدق يا واد يا جنى إن الست اللى بره دى هى سبب المصايب كلها.. كان جمال قاعد فى لندن وبيشتغل فى ديون مصر.. كانت لقمة حلوة كلها مليارات.. أمه طلع فى دماغها تجيبه مصر.. قال إيه بيوحشها.. قلب الأم بقه يا سيدى.. قام إيه زغللت عينه بالكرسى.. حاولت أرفض فى البداية، بس بعد كده لقيتها فكرة منطقية.. أنا لما أموت «بعد الشر.. بعد الشر.. بعد الشر».. صمت مبارك ونهر راموش غاضباً: إنت ليه ما قلتش بعد الشر يا واد.. رد «راموش»: بعد مليون شر يا سيدى.. بس أصل أنا.. أنـ.. أنـ.. تردد «راموش»: ولم يكمل.. فبادره مبارك: إيه خايف؟.. كمّل.. لك الأمان.. فسارع راموش: بس أصل أنا عارف إن عيلة سيادتك معمرة قوى، 100 سنة وانت طالع.. يعنى كان ممكن «جمال» يفيّص قبل حضرتك!!
إنت هتقُرّ يا عرّة العفاريت.. أنا صحتى فلّة علشان واخد بالى من نفسى طول عمرى.. فرد راموش: «لأ.. يا سيدى.. مش كده بالضبط.. إنت كمان ضاربها جزمة.. مش شايل هم أى حاجة.. ودماغك بتشتغل نص ساعة فى اليوم.. ده إنت كمان كنت بتجيب ضلف الرياسة الساعة واحدة الضهر.. وبقية اليوم لعب وراحة وأكل وفرفشة.. رد مبارك: آه والله يا راموش.. وحشتنى أيام العز والجاه.. عارف يا واد.. أنا كنت بحكم البلد دى بصباعى الصغير.. كان العادلى ورجالته مظبطين الناس.. اللى يتكلم ياخد على قفاه.. والجيش إنت عارف إنه بتاعى.. كنت كل كام شهر أطلع كام قيادة استيداع مبكر علشان ماحدش يفكر يعمل حاجة كده ولّا كده.. وكنت مغرقهم مكآفات ومميزات.. العادلى ده كان دكر.. مفترى.. ما يعرفش أبوه.. كنت متفق معاه إنه هيتولى تأمين وتظبيط ركوب جمال للبلد فى لحظة الصفر.. بس الله يخرب بيته، جه فى الآخر وعكّها.. لما الولاد بتوع التحرير نزلوا يوم 25 يناير، واحتلوا الميدان.. كلمته وقلت له بحزم «عايزك تفضّى الميدان قبل نص الليل.. عايزك تكلمنى وانت واقف فى ميدان التحرير».. عملها، وبهدلهم.. وافتكرت إن الموضوع انتهى!
وصلت لى تقارير - يكمل «مبارك» - تؤكد أن الولاد راجعين يوم الجمعة تانى.. فكرت أقدم أى حاجة لامتصاص غضب الشارع.. الله يخرب بيته.. العادلى أقسم لى «إدينى 72 ساعة والولاد دول هيكونوا فى السجون».. صدقته، وبعدين الولاد خلصوا على أجهزة الأمن فى ساعتين!
تنهد مبارك وقال «عارف يا راموش.. أنا حاسس إن ربنا بيعاقبنى».. سأله راموش «ليه يا سيدى.. علشان ظلمت شعبك؟!».. رد سريعاً «لا.. لا.. يا راجل.. علشان أهملت رجال الأعمال شوية فى الفترة الأخيرة.. سبت الصحافة تهاجمهم وتبهدلهم.. وكمان كنت بطىء جداً فى تسليك مصالحهم ومشاريعهم.. للأسف ماسمعتش كلام أحمد عز وجمال!
صمت مبارك واستطرد: «بالمناسبة يا راموش أنا عايز طلبى الرابع يكون رجال الأعمال.. أنا خليتهم يعملوا مليارات.. وده وقت رد الجميل.. بس قبل ما أطلب.. تحب تدخن سيجار.. ولاّ تضرب واحد كافيار».. وقبل أن يشتعل غضب «راموش».. قفز «مبارك» من مقعده قائلاً: «والله.. أغنية حلوة.. ولع سيجار.. اضرب كافيار.. والعفريت طار.. طار.. »!!