"رجعوا لأهلهم".. مصريات تركن الصين بسبب كورونا: "بنحبها بس لازم نسيبها"
مصريات يهربن من نار كورونا: "بلدنا أولى بينا وهنرجع الصين تاني"
مصريات يقررن ترك الصين بسبب كورونا والعودة للبلاد: بنجبها بس لازم نسيبها
في ثوانٍ معدودة، يقفز عداد المصابين والوفيات، ليصل إلى معدلات عالية، ليرفع الشعور بالهلع معه، لتسارع السلطات الصينية بدورها، في تكثيف إجراءات غير مسبوقة، لمنع انتشار فيروس كورونا القاتل الجديد، الذي حصد عدة أرواح، لتحمى الملايين من مواطنيها.
بينما تتابع الطالبة المصرية آلاء فراج، في جامعة بكين للغات، تلك الأحداث بخوف وتردد بالغين لأيام، قبل أن تحسم أمرها بالعودة إلى وطنها.
الاختيارين مغامرة.. آلاء تغادر بسبب مرضها: اترك قلبي وروحي بالصين
3 أعوام قضتهم الطالبة المصرية ألاء فراج، في دراسة الماجيستير للترجمة الشفوية والفورية في جامعة بكين، بعد أن تركت أسرتها في بورسعيد، لترتبط فيهم بشدة، مع الصين ومواطنيها، وتصنفها كبلدها الثاني.
عاشت بها فترة من أسعد أوقاتها، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب، ويتنشر الفيروس، وتغلق الجامعة أبوابها، وتلتزم بالإقامة في المنزل دون الخروج إلا للضرورة القصوى، وتخضع لإجراءات طبية يومية.
رغم عدم وجود حالات إصابة مرتفعة في بكين، إلا أن الإجراءات الطبية فيها، فرضت بدقة وكثافة كغيرها من البلدان، وهو ما وضعها في حيرة، بعد تأجيل الدراسة، وعدم الخروج، لاسيما بعد إصابتها بآلام حادة في الكتف، تستدعي فحوصات، ولكنها لم تتمكن من الخضوع لها، بسبب قصر المستشفيات على مصابي كورونا.
"وقتها قررت أني لازم أنزل مصر، وأقدم رجوعي من شهر 7 لبكرة".. في الأيام القليلة الماضية، بدأت تشعر الشابة العشرينية بالخوف الحقيقي من إصابتها بكورونا، إذا انتقلت للمستشفى لعلاج كتفها، الذي تزداد الآلام به، يوما بعد يوم، لتعود إلى بورسعيد، وتجري الفحوصات المطلوبة، بعد أن قطعت شوط طويل في التردد بأمرها، كون الاستمرار أو الرحيل، فكلاهما "مغامرة"، وفقا لقولها.
المغامرة في رأيها، بسبب الاستمرار في الصين، حال انتشار الفيروس أو العودة لمصر بينما يتضح لاحقا أنها مصابة بكورونا، لذلك ستخضع لعدة فحوصات، قبل وصولها للبلاد، مبدية حزنها الشديد على ترك بكين في تلك الأيام الحرجة، التي احتوتها مسبقا، وعاشت بها أيام جميلة، قائلة: "جسدي يغادر ولكن قلبي وروحي مع الصين، ولكنني سأعود مرة أخرى، بطريقة أفضل".
نور تستجيب لمطالبات أهلها بالعودة: كل حاجة هنا اتقفلت
لم يختلف حال "آلاء" كثيرا، عن صديقتها نور همام، الطالبة بدرجة الماجيستير للترجمة الفورية في جامعة الصين للغات، التي قررت أيضا العودة، ولكن خوفا من انتشار الفيروس بشكل سريع ومتلاحق، وتوقف الدراسة، قائلة: "حسيت إن بلدنا أولى بينا دلوقتي، وأني أرجع أحسن ما نبقى هنا والظروف صعبة".
تأكدت نور من صحة قرارها، بعد تأجيل الدراسة ودعوة مصر للمواطنين بالعودة، خاصة بعد إغلاق جميع المحال والمنافذ أبوابها، وإلزام الجميع بالمكوث في المنزل، رغم حرص الجامعة على حمايتهم، ومتابعة الحالة الصحية يوميا، وزيارتهم وقياس درجات الحرارة وتعقيم الغرف، رغم ذلك إنها ارتبطت بالصين بشدة، خلال تلك الأعوام، التي مكثتهم فيها، متمنية العودة سريعا بعد القضاء على كورونا.
تسنيم: قررت أرجع علشان مش ضامنة.. وبيقولوا في انفلونزا طيور كمان
"هرجع علشان مش ضامنة أيه اللي ممكن يحصل بعد كده".. بهذه الكلمات المشحونة بالقلق والخوف، تحدثت تسنيم مصطفى عن قرارها بترك ينشوان الصينية، التي تدرس بها منذ 4 أعوام، بعد تفشي فيروس كورونا، بينما تنتشر أنباء عن وجود حالات إصابة بانفلونزا الطيور أيضا، على حد قولها.
رُعب بالغ تعيشه الطالبة المصرية، بعد اكتشاف 12 حالة مصابة، ليتم فرض حجر صحي عليهم وأسرهم وأصدقائهم، بينما قرر العديد، العودة لبلادهم والهروب من الصين، خاصة بعد "ما بقيت الدنيا مقفلة عندنا خالص ومحدش بيخرج، والجامعة قفلت، ومش بتخلي حد يخرج برة سور الجامعة وكل يوم بيطمنوا علينا، وبيقيسوا درجة حرارتهم، مابقيناش نخرج بره خالص".
ورغم توفير الجامعة للأطعمة والأدوية، وإجراء كشف دوري وتوفير كمامات، إلا أن تسنيم تجد أن قرار الحكومة المصرية بنقل المواطنين من الصين، لاسيما ووهان سليم تماما، لصعوبة الحياة لديهم، وانتشار الوباء، حيث شبهته بأن: "هناك تحسي إن في حرب بجد، الناس كلها بتشك في بعض من الخوف"، ومع فرض منظمة الصحة العالمية لحالة الطوارئ أيضا.
قررت تسنيم، سرعة إنهاء إجراءات سفرها وعودتها لمدينة السويس، حتى تتجنب خطر الإصابة بكورونا، مطمئنة للإجراءات المفروضة في المطارات، بالكشف على الجميع، لذلك تنوي استمرار ارتداء الكمامة، حتى بعد رجوعها.
أفنان: اكتشفوا حالات مصابة بكورونا في الجامعة.. وحسمت قراري
على بُعد عدة أمتار بشمال غرب الصين، في مقاطعة نينغشيا، شاركتهم أفنان كبوش، التي تدرس القانون بها منذ 2015، القرار نفسه، بالعودة إلى الإسماعيلية مسقط رأسها، حيث جرى اكتشاف 17 حالة حتى الآن، في نطاق حي الجامعة التي تدرس بها، وتأجيل الدراسة لأجل غير مسمى.
بعد إلحاح شديد من أسرتها، وقلقهم البالغ، قررت العودة رغم مخالفة ذلك لرغبتها في الاستمرار بالصين، لثقتها في الإجراءات الشديدة المفروضة بها، سواء الطبية أو الأمنية لمنع انتقال المرض، واهتمام الجامعة بإجراء فحوصات دورية عليهم، وتعقيم غرفهم، وفرض الإقامة عليهم بالمنازل لذلك فتحت لهم خصيصا "سوبر ماركت"، يوفر كل المنتجات الغذائية، بشرط الخروج مرتدين الكمامات، وعند العودة غسل اليدين والملابس والاستحمام كليا، والإبلاغ بكل خطواتهم.
"الجامعة أكدت علينا أن مانحجزش اَي تذاكر للعودة للصين غير لما يبلغونا".. حتى مع مغادرتها لنينغشيا، لا تعرف الطالبة المصرية، متى ستتمكن من العودة إليها، واستكمال دراستها، وكان من المفترض أن تبدأ الدراسة بنهاية فبراير الحالي، لكن لم يعلن عن الموعد الجديد بعد، ما ولد داخلها شعورا محيرا، بين القلق على مصير واحدة من الدول الكبرى، التي بسطت لها يد العلم، وآخرا برغبتها في مساندتها، وثالثا باحتياجها للشعور بالأمان في مصر، رغم مخاوفها الشديدة على أسرتها منها ذاتها، وثقتها بالإجراءات الصينية.